وقعت بين الأعمش وزوجته وحشة، فسأل بعض أصحابه أن يرضيها ويصلح مابينهما، فدخل عليها وقال:
إن أبا محمد شيخ كبير فلايزهدنك فيه عمش عينيه، وبخر فيه، ودقة ساقيه، وضعف ركبتيه، وجمود كفيه.
فقال له الأعمش:
قبحك الله ، فقد أريتها من عيوبي مالم تكن تعرفه.
لحا الله المدافعين عن مريم منت الدرويش فقد أرونا من مساؤئها مالم يكن يعرفه الكثير من الناس.
أن تولد مريم لأب موريتاني وأم أوروبية فذلك ليس ذنبا، ولا مدعاة للفسق، فقد نزعت الأعراق بكثير من أبناء المنتبذ القصي، وكثير منهم هداة مهتدون.
أن تمتلك بنت الدرويش قلما سيالا وأن تنام ملء جفونها عن شوارد لغة موليير وتتضلع حد الارتواء من ثقافة الغرب، فذلك شيء يحسب لها.
لكن أن تقف مريم على قنطرة هشة بين الغرب والمنتبذ وتحاول إشاعة الفاحشة في مجتمع مسلم من خلال خلع جلباب الحياء والستر الجميل والتبرج بشينة من شمطاء فاتها القطار، مستغلة هدوء البحر غير عابئة به إن أزبد فتلك رعونة غير محسوبة العواقب.
هناك ضوابط دينية وقيم اجتماعية تحكم المجتمع يحب أن تحترم.