إمكانيات طاقة الأمواج في موريتانيا / مامون براهيم

0
296

تمتلك موريتانيا شاطئ بطول 754 كيلو متر ،يعرف أنه من أغنى شواطئ العالم من حيث الثروة السمكية، إضافة إلى المخزون من الطاقة الأحفوري ( الغاز الطبيعي ، النفط) ، يمتلك أيضا إمكانيات جبارة من الطاقة المتجددة يمكن أن تستغل على شكل طاقة الرياح البحرية ، أو طاقة الأمواج.

هذه الأخيرة دفعتني إلى إنشاء موقع إلكتروني بعنوان :

Waves-energy.co

هو منصة بيانات تفاعلية متخصصة في عرض بيانات طاقة الأمواج و بيانات إنتاج ،استهلاك و مصادر الكهرباء لجميع الدول الساحلية و الجزر حول العالم ، كما يعرض الموقع مؤشر طاقة الأمواج و هو نسبة المئوية للإمكانيات القابلة للتطبيق لطاقة الأمواج من إجمال الاستهلاك السنوي للكهرباء في بلد معين .

 ماهية طاقة الأمواج وهل يمكن أن تساهم في التنمية المستدامة في موريتانيا ؟

 ‏سنقسم هذا السؤال إلى أجزاء سنجيب على كل منها على حدا .

 ماهية طاقة الأمواج ؟

 ‏هي الطاقة الكامنة و الطاقة الحركية للأمواج في البحار و المحيطات ، حيث تعتبر البطارية الطبيعية للطاقة الشمسية ، الشمس تسخن الغلاف الجوي للأرض مما ينشئ مناطق ضغط جوي مختلفة مما ينشئ هو الأخر بدوره تيارات الرياح و التي تقوم هي الأخرى بتحريك الأسطح المائية ، حيث تشكل البحار و المحيطات أكثر من 70% من سطح الكرة الأرضية.

تعد طاقة الأمواج واحدة من أكثر الطاقات المتجددة من حيث الإمكانيات و الأقل من حيث الاستغلال لحد اليوم ، حيث تقدر الإمكانيات النظرية لطاقة الأمواج حول العالم 80ألف تيراوات (حسب الوكالة الدولية للطاقة المتجددة) أي ما يساوي إجمالي إنتاج الكهرباء العالمي أربعة مرات.

 كما أن طاقة الأمواج أكثر كثافة من الطاقة الشمسية و طاقة الرياح ، حيث تحتاج طاقة الأمواج إلى عشر المساحة التي تحتاجها الطاقة الشمسية و إلى سدس المساحة التي تستغلها طاقة الرياح لإنتاج نفس كمية الكهرباء ، أي أن طاقة الأمواج أكثر كفاءة من حيث المساحة المستغلة ,

 ‏إضافة إلى القدرة العالية في التنبؤ بنسبة لطاقة الأمواج التي تصل إلى عدة أيام بينما يقتصر التنبؤ بحالة الطاقة الشمسية و طاقة الرياح لعدة ساعات فقط.

 ‏ و أخيرا و ليس أخرا الأمواج تتحرك 24 ساعة في اليوم طوال العام بينما تغيب الشمس في الليل و تنعدم الرياح لعدة ساعات كل يوم.

 ‏يتبادر إلى ذهن القارئ السؤال لماذا إذا لا نرى مشاريع استغلال طاقة الأمواج بكثرة ؟

 ‏لقد تم بالفعل اقتراح طاقة الأمواج كبديل للوقود الأحفوري ، خاصة في عام 1973 بعد أزمة حظر النفط العربي و ارتفاع أسعاره عالميا و لكن لم تستطع مشاريع استغلال طاقة الأمواج الازدهار السبب الرئيسي هو ارتفاع تكلفة إنتاج الكهرباء بواسطة الأمواج مقارنة بالمصادر الأخرى ،

 ‏ولكن هذا الوضع تغير بفعل القفزات الكبيرة في تكنولوجيا في العقدين الأخيرين التي ساهمت في تطوير المحاكاة الحاسوبية و تطوير المواد المصنعة المقاومة للملوحة و لظروف البحر القاسية ،

 ‏الآن توجد عدة شركات حول العالم تقدم حلول تكنولوجية تنتج الكهرباء من طاقة الأمواج و بتكلفة تنافسية .

ماهية إمكانيات طاقة الأمواج في موريتانيا و هل يمكن أن تحدث تنمية مستدامة في حال تم استغلالها ؟

كما بدأنا هذه المقالة فإن موريتانيا تمتلك شاطئ مطل على المحيط الأطلسي بطول 754 كلم ، يقدر متوسط قوة الأمواج على الساحل الموريتاني ب 17.5 كيلوات ساعة للمتر ، أي أن الأمواج على الشاطئ الموريتاني تنتج أكثر من 300 ألف ميغاوات كل 24 ساعة ، بينما يقدر إجمالي إنتاج الكهربا في موريتانيا ب 3000 ميغاوات لكل 24 ساعة ، أي أن طاقة الأمواج تنتج 100 ضعف إجمالي إنتاج البلد من الكهرباء أو بعبارة أخرى استغلال 1% من طاقة الأمواج عند الشاطئ الموريتاني ستكون كفيلة بتغطية احتياجات البلد من الكهرباء بنسبة مائة بالمائة.

كيف يمكن الاستفادة من هذه الإمكانيات الجبارة ؟

يتم استغلال طاقة الأمواج و تحويلها إلى كهرباء بواسطة أجهزة تدعى محولات طاقة الأمواج ، تعمل هذه الأجهزة على تحويل الطاقة الكامنة و الطاقة الحركية للأمواج إلى كهرباء و تتراوح فعالية الأجهزة بين 25% الى35% .يتم تنصيب هذه الأجهزة على العديد من المنشآت البحرية مثل كاسرات الأمواج ، الأرصفة البحرية و الموانئ .

عند أخذ بالاعتبار أن 45% من سكان موريتانيا يعيشون بالقرب من الشاطئ حيث تطل العاصمة السياسية نواكشوط و و العاصمة الاقتصادية نواذيبو على المحيط الأطلسي ، كما توجد تجمعات سكانية شاطئية أخرى على طول الشاطئ من بينها انوامغار شمال نواكشوط و نجاكو في أقصى الجنوب ،

 إن النشاط الاقتصادي الرئيسي لهذه القرى و المدن الساحلية هو الصيد التقليدي ، ولكن بسبب شح إمدادات الطاقة لم تتطور هذه الصناعة و اضطر العديد من ساكنة هذه المناطق إلى الهجرة إلى المدن الكبرى نواكشوط و نواذيبو .

يعتبر صيد الأسماك قطاعا مهما في الاقتصاد الموريتاني. وتنتج كل عام ما يصل إلى 10٪ من الناتج المحلي الإجمالي وتمثل ما يصل إلى 50٪ من صادرات البلاد. يقدر إجمالي المصيد في المياه الموريتانية بحوالي 900 ألف طن. حوالي 63 ٪ من هذا يتكون من أنواع أسماك السطح الصغيرة التي تعيش بالقرب من سطح المحيط.

توظف صناعة صيد الأسماك بشكل مباشر 42.000 إلى 43.000 شخص بما في ذلك 80٪ في قطاع الصيد الحرفي.

بالنسبة لشعب موريتانيا وغرب إفريقيا فهي مصدر رخيص للبروتينات والفيتامينات والمغذيات الدقيقة الأساسية. ومع ذلك ، فإن الاستهلاك السنوي للفرد من الأسماك في موريتانيا أقل من 6 كيلوغرامات ، ويصنف حوالي 27٪ من السكان على أنهم يعانون من انعدام الأمن الغذائي.

تشكل مشكلة نقص الكهرباء عقبة أمام تنمية المجتمعات الساحلية. سيكون توفير الكهرباء مهما لتطوير صناعة صيد الأسماك في موريتانيا.

يوفر الصيد الحرفي الفعال القدرة على تعزيز الأمن الغذائي وتأمينه في الدولة دون زيادة الضغط على مصايد الأسماك.

إن توفير كهرباء بأسعار معقولة سينعش صناعة الصيد التقليدي و تجاري في هذه المناطق ، و ذلك لتجميد و حفظ الأسماك إضافة إلى تحلية مياه البحر ، و استخدامات المنزلية .يمكن لطاقة الأمواج أن توفر هذه الكهرباء و تساعد في إحداث تنمية مستدامة للمدن و القرى الساحلية في موريتانيا ، هذا ما خلصت إليه دراسة بعنوان ” إمكانيات طاقة الأمواج في موريتانيا “

يمكنكم الإطلاع على الدراسة على هذا الرابط.

https://waves-energy.co/2022/03/12/wave-energy-potentials-in-mauritania-…

تمتلك موريتانيا شاطئ بطول 754 كيلو متر ،يعرف أنه من أغنى شواطئ العالم من حيث الثروة السمكية، إضافة إلى المخزون من الطاقة الأحفوري ( الغاز الطبيعي ، النفط) ، يمتلك أيضا إمكانيات جبارة من الطاقة المتجددة يمكن أن تستغل على شكل طاقة الرياح البحرية ، أو طاقة الأمواج.

هذه الأخيرة دفعتني إلى إنشاء موقع إلكتروني بعنوان :

Waves-energy.co

هو منصة بيانات تفاعلية متخصصة في عرض بيانات طاقة الأمواج و بيانات إنتاج ،استهلاك و مصادر الكهرباء لجميع الدول الساحلية و الجزر حول العالم ، كما يعرض الموقع مؤشر طاقة الأمواج و هو نسبة المئوية للإمكانيات القابلة للتطبيق لطاقة الأمواج من إجمال الاستهلاك السنوي للكهرباء في بلد معين .

 ماهية طاقة الأمواج وهل يمكن أن تساهم في التنمية المستدامة في موريتانيا ؟

سنقسم هذا السؤال إلى أجزاء سنجيب على كل منها على حدا .

 ماهية طاقة الأمواج ؟

هي الطاقة الكامنة و الطاقة الحركية للأمواج في البحار و المحيطات ، حيث تعتبر البطارية الطبيعية للطاقة الشمسية ، الشمس تسخن الغلاف الجوي للأرض مما ينشئ مناطق ضغط جوي مختلفة مما ينشئ هو الأخر بدوره تيارات الرياح و التي تقوم هي الأخرى بتحريك الأسطح المائية ، حيث تشكل البحار و المحيطات أكثر من 70% من سطح الكرة الأرضية.

تعد طاقة الأمواج واحدة من أكثر الطاقات المتجددة من حيث الإمكانيات و الأقل من حيث الاستغلال لحد اليوم ، حيث تقدر الإمكانيات النظرية لطاقة الأمواج حول العالم 80ألف تيراوات (حسب الوكالة الدولية للطاقة المتجددة) أي ما يساوي إجمالي إنتاج الكهرباء العالمي أربعة مرات.

 كما أن طاقة الأمواج أكثر كثافة من الطاقة الشمسية و طاقة الرياح ، حيث تحتاج طاقة الأمواج إلى عشر المساحة التي تحتاجها الطاقة الشمسية و إلى سدس المساحة التي تستغلها طاقة الرياح لإنتاج نفس كمية الكهرباء ، أي أن طاقة الأمواج أكثر كفاءة من حيث المساحة المستغلة ,

إضافة إلى القدرة العالية في التنبؤ بنسبة لطاقة الأمواج التي تصل إلى عدة أيام بينما يقتصر التنبؤ بحالة الطاقة الشمسية و طاقة الرياح لعدة ساعات فقط.

 و أخيرا و ليس أخرا الأمواج تتحرك 24 ساعة في اليوم طوال العام بينما تغيب الشمس في الليل و تنعدم الرياح لعدة ساعات كل يوم.

يتبادر إلى ذهن القارئ السؤال لماذا إذا لا نرى مشاريع استغلال طاقة الأمواج بكثرة ؟

لقد تم بالفعل اقتراح طاقة الأمواج كبديل للوقود الأحفوري ، خاصة في عام 1973 بعد أزمة حظر النفط العربي و ارتفاع أسعاره عالميا و لكن لم تستطع مشاريع استغلال طاقة الأمواج الازدهار السبب الرئيسي هو ارتفاع تكلفة إنتاج الكهرباء بواسطة الأمواج مقارنة بالمصادر الأخرى ،

ولكن هذا الوضع تغير بفعل القفزات الكبيرة في تكنولوجيا في العقدين الأخيرين التي ساهمت في تطوير المحاكاة الحاسوبية و تطوير المواد المصنعة المقاومة للملوحة و لظروف البحر القاسية ،

الآن توجد عدة شركات حول العالم تقدم حلول تكنولوجية تنتج الكهرباء من طاقة الأمواج و بتكلفة تنافسية .

ماهية إمكانيات طاقة الأمواج في موريتانيا و هل يمكن أن تحدث تنمية مستدامة في حال تم استغلالها ؟

كما بدأنا هذه المقالة فإن موريتانيا تمتلك شاطئ مطل على المحيط الأطلسي بطول 754 كلم ، يقدر متوسط قوة الأمواج على الساحل الموريتاني ب 17.5 كيلوات ساعة للمتر ، أي أن الأمواج على الشاطئ الموريتاني تنتج أكثر من 300 ألف ميغاوات كل 24 ساعة ، بينما يقدر إجمالي إنتاج الكهربا في موريتانيا ب 3000 ميغاوات لكل 24 ساعة ، أي أن طاقة الأمواج تنتج 100 ضعف إجمالي إنتاج البلد من الكهرباء أو بعبارة أخرى استغلال 1% من طاقة الأمواج عند الشاطئ الموريتاني ستكون كفيلة بتغطية احتياجات البلد من الكهرباء بنسبة مائة بالمائة.

كيف يمكن الاستفادة من هذه الإمكانيات الجبارة ؟

يتم استغلال طاقة الأمواج و تحويلها إلى كهرباء بواسطة أجهزة تدعى محولات طاقة الأمواج ، تعمل هذه الأجهزة على تحويل الطاقة الكامنة و الطاقة الحركية للأمواج إلى كهرباء و تتراوح فعالية الأجهزة بين 25% الى35% .يتم تنصيب هذه الأجهزة على العديد من المنشآت البحرية مثل كاسرات الأمواج ، الأرصفة البحرية و الموانئ .

عند أخذ بالاعتبار أن 45% من سكان موريتانيا يعيشون بالقرب من الشاطئ حيث تطل العاصمة السياسية نواكشوط و العاصمة الاقتصادية نواذيبو على المحيط الأطلسي ، كما توجد تجمعات سكانية شاطئية أخرى على طول الشاطئ من بينها انوامغار شمال نواكشوط و نجاكو في أقصى الجنوب ،

 إن النشاط الاقتصادي الرئيسي لهذه القرى و المدن الساحلية هو الصيد التقليدي ، ولكن بسبب شح إمدادات الطاقة لم تتطور هذه الصناعة و اضطر العديد من ساكنة هذه المناطق إلى الهجرة إلى المدن الكبرى نواكشوط و نواذيبو .

يعتبر صيد الأسماك قطاعا مهما في الاقتصاد الموريتاني. وتنتج كل عام ما يصل إلى 10٪ من الناتج المحلي الإجمالي وتمثل ما يصل إلى 50٪ من صادرات البلاد. يقدر إجمالي المصيد في المياه الموريتانية بحوالي 900 ألف طن. حوالي 63 ٪ من هذا يتكون من أنواع أسماك السطح الصغيرة التي تعيش بالقرب من سطح المحيط.

توظف صناعة صيد الأسماك بشكل مباشر 42.000 إلى 43.000 شخص بما في ذلك 80٪ في قطاع الصيد الحرفي.

بالنسبة لشعب موريتانيا وغرب إفريقيا فهي مصدر رخيص للبروتينات والفيتامينات والمغذيات الدقيقة الأساسية. ومع ذلك ، فإن الاستهلاك السنوي للفرد من الأسماك في موريتانيا أقل من 6 كيلوغرامات ، ويصنف حوالي 27٪ من السكان على أنهم يعانون من انعدام الأمن الغذائي.

تشكل مشكلة نقص الكهرباء عقبة أمام تنمية المجتمعات الساحلية. سيكون توفير الكهرباء مهما لتطوير صناعة صيد الأسماك في موريتانيا.

يوفر الصيد الحرفي الفعال القدرة على تعزيز الأمن الغذائي وتأمينه في الدولة دون زيادة الضغط على مصايد الأسماك.

إن توفير كهرباء بأسعار معقولة سينعش صناعة الصيد التقليدي و تجاري في هذه المناطق ، و ذلك لتجميد و حفظ الأسماك إضافة إلى تحلية مياه البحر ، و استخدامات المنزلية .يمكن لطاقة الأمواج أن توفر هذه الكهرباء و تساعد في إحداث تنمية مستدامة للمدن و القرى الساحلية في موريتانيا ، هذا ما خلصت إليه دراسة بعنوان ” إمكانيات طاقة الأمواج في موريتانيا “

يمكنكم الإطلاع على الدراسة على هذا الرابط.

https://waves-energy.co/2022/03/12/wave-energy-potentials-in-mauritania-…