عقد في مسقط في يوم 22 فبراير مؤتمر صحفي عن تفاصيل معرض مسقط الدولي للكتاب لنسخته العشرين، والذي يفتتح مساء بعد غد، تحت رعاية السيد هيثم بن طارق آل سعيد وزير التراث والثقافة، لتنطلق إحدى أهم التظاهرات الثقافية التي تحتضنها مسقط كل عام.
ترأس المؤتم الدكتور عبد المنعم بن منصور الحسني وزير الإعلام، بحضور علي الجابري وكيل الوزارة، ويوسف البلوشي مدير معرض مسقط الدولي للكتاب، تم خلاله تقديم أهم التفاصيل والبيانات الخاصة بالمعرض، والتعريف بالفعاليات الثقافية التي يتزامن إقامتها مع هذه الاحتفائية الكبيرة التي تعيشها السلطنة خلال الأيام المقبلة.
وأكد وزير الإعلام في كلمته التي استهلها بالحديث على الأهمية البالغة في إقامة مثل هذه الفعالية الثقافية على المجتمع بشكل عام قائلا: «نرحب اليوم بكم للحديث عن تظاهرة تعد الأكثر انتشار والأوسع في عماننا الحبيبة، معرض مسقط الدولي للكتاب، الذي نحتفل هذا العام بنسخته العشرين، قطع شوطا كبيرا عبر مساراته الماضية ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا في هذه الدورة الحالية، وهذا التوفيق والنجاح في هذه التظاهرة الثقافية لا تكون ولن تكون إلا بمشاركة مجتمعية أعتقد أن الجميع قد لامسها في الأعوام الماضية، يشارك فيها المثقف والباحث والقارئ والمهتم والطفل الذي هو مستقبل عمان، وركزنا الأعوام الماضية على هذا التنوع، وعلى هذه التعددية، وراهنا على أن عمان مجتمع يقرأ، وراهنا على أن الصغير والكبير المواطن والوافد المنتمي للمؤسسات الحكومية والخاصة يبقى لديه هذا الانتماء للكتاب.
ولله الحمد من خلال النشرات الماضية نلاحظ أن هناك تناميا من خلال المؤشرات التي نقوم بدراستها من دورة إلى دورة على مستوى دور النشر وعدد رواد معرضنا وغيرها من الجوانب، وإننا نعتقد أن عمان مليئة بالباحثين والقراء والمفكرين، وهي دعوة لنا جميعا أن نلتقي في هذه التظاهرة الثقافية الجميلة، وأن لا تكون مجرد أرفف ودور نشر وكتب، وإنما حرصنا أن يكون دائما مجالا للحوار والنقاش الفكري الهادف».
يشارك هذا العام أكثر من 633 دار نشر بينما كان في العام الماضي 570 دار نشر، وهذا العام هناك زيادة ومساهمات، كما أن عدد العناوين هذا العام حتى الآن قد بلغ 180 ألف، متاحة عبر محرك البحث بالموقع الإلكتروني للمعرض، مقارنة بالعام الماضي والذي كان 160 ألف عنوان.
وأوضح وزير الإعلام أيضا أن التضاعف والزيادة ليست فقط على مستوى دور النشر والكتب، وإنما هناك أيضا زيادة مساحة المعرض لتغطي الأجنحة البالغ عددها 872 جناحا، وتحدث أيضا عن التصميم الجديد للمعرض حيث قال: «إن المشاركة هذا العام تتوزع على قاعتين، بنمط تصميم بشكل مختلف، تمتد قاعة الفراهيدي، والقاعة الخلفية هي قاعة أحمد بن ماجد، وتكون أكثر من ضعف المساحة في العام الماضي، وهناك مساهمة للكتاب العربي والأجنبي وكتاب الطفل، بالإضافة إلى مساحة مخصصة للطفل بفعاليات متخصصة تنمي القراءة لهذا النشء، وتبلغ مساحة المعرض 7848 تغطي 872 جناحا، وتوجد أيضا قاعة كبرى للفعاليات الثقافية.
وتم توزيع المهام خلال هذا العام إلى مجموعة من اللجان التي تتكفل كل منها بخصائص ومهام مختلفة، حسبما طرح ذلك معاليه خلال المؤتمر، حيث يكون يوسف البلوشي مدير المعرض مسؤولا عن الأمور الإدارية والتنظيمية، أما في ما يتعلق بالجانب الإعلامي فهي تتبع اللجنة الإعلامية والتي يترأسها سعادة علي بن خلفان الجابري وكيل وزارة الإعلام، وتم تخصيص قسم آخر يترأسه سعادة الدكتور علي البيماني رئيس جامعة السلطان قابوس، موكل إلى هذا الفريق اختيار الفائز بجائزة المبادرات المجتمعية، وهذه الفكرة جاءت من الجهد المجتمعي، الذي يساهم في الكثير من الأفكار والرؤى والتي تقدم عددا من الأفكار التي تشجع على القراءة وزيادة الارتباط بالفكر والثقافة والفنون، وفكرة المبادرات المجتمعية تم الإعلان عنها، وفي ختام المعرض سيتم الاحتفاء بها.
وتحدث الحسني أيضا عن الفعاليات الثقافية التي تقام أثناء المعرض، حيث تتنوع الفعاليات بمشاركة واسعة لعدد من الكتاب والمفكرين والباحثين والشعراء من داخل وخارج السلطنة، وأكد أن البرنامج الثقافي أقيم بمبادرة من المؤسسات الثقافية، وقال: “ما يتعلق بالبرنامج الثقافي، فإننا يمكن أن نشاهد الكتب في المكتبات ونجد الكتب في أكثر من مكان، ولكن ما يصنع الفارق الفعاليات الثقافية، وقد استنت اللجنة المنظمة سنة نعتقد أنها مهمة بترك الفعاليات الثقافية لإقامتها من قبل الجهات الثقافية في المجتمع، وبفضل من الله هناك زيادة كبيرة في السنتين الماضيتين”.
هذا وقد شاركت عدد من المؤسسات الثقافية زاد عددها عن العشرين مؤسسة من داخل السلطنة أو مؤسسات عربية أو دولية، وجاء فريق المؤسسات الثقافية برعاية الشيخ حمد بن هلال المعمري وكيل وزارة التراث والثقافة للشؤون الثقافية، وهناك تنسيق مع جميع المؤسسات التي طرحت أفكارها وبرامجها لتدخل في البرنامج المقام للفعاليات الثقافية.
ومن المؤسسات التي تشارك لأول مرة مؤسسة دولية هي الأمم المتحدة، تعرض كتب بها مشاريع إعلامية تبنتها هذه المنظمة بالإضافة إلى حضور عدد من الضيوف لشرح دور وأعمال هذه المنظمة، وأول مرة تشارك هذه المنظمة في معرض للكتاب، كما أن هناك الكثير من البرامج الفكرية التوعوية ستقدمها هذه المنظمة بالإضافة إلى مشاركة العديد من المنظمات والمؤسسات، وكلها مؤسسات أرادت أن تشارك في هذا المعرض ببرامجها، وتم تحديد برنامج ثقافي خاص، وهناك فعاليات خاصة بالطفل تقوم بها هذه المؤسسات أيضا.
ويحوي البرنامج الثقافي مجموعة من الأفكار والمبادرات والبرامج الفكرية والثقافية والعلمية والفلسفية والقانونية والجلسات والندوات الخاصة بمختلف الجوانب، والتركيز أيضا على برامج تخص الأسرة والطفل، وكذلك بعض حلقات العمل في الفنون المختلفة، والأمسيات الشعرية تقام بمبادرة مجموعة من المؤسسات الثقافية في السلطنة والتي هي: الأمم المتحدة، النادي الثقافي والجمعية العمانية للكتاب والأدباء، والجمعية العمانية للمسرح، والجمعية العمانية للمكتبات والمعلومات، ووزارة التربية والتعليم، وهيئة الوثائق والمخطوطات، وجمعية التصوير الضوئي، والجمعية العمانية للسينما، والمنتدى الأدبي، والجمعية العمانية للفنون التشكيلية، ولجنة نزوى عاصمة للثقافة الإسلامية، ومشروع القانون والحياة، والكلية العلمية للتصميم، واللجنة الوطنية لشؤون الأسرة، وصالون مساءات أدبية، وصالون فاطمة العليان، وصالون فاطمة العليان الأدبي.
تجدر الإشارة إلى أنه تم إدخال إضافات جديدة إلى هذا المعرض، والذي هو مسمى «ضيف شرف»، ويعد هذا المسمى حسبما ذكر الوزير أنه تقليد جرى في بعض معارض الكتب الدولية، سواء على مستوى قرية أو مدينة أو دولة، حيث قال : “نحن سنضيف مسمى مدينة عمانية، وكثيرة هي المدن العمانية التي تحتفي بالفكر والثقافة، وضيف شرف المعرض لهذا العام هي نزوى التي نحتفي بها جميعا كعاصمة للثقافة الإسلامية، وستكون ضيف شرف للمعرض، وبالتالي هناك جناح متكامل عن هذه المدينة التي لها من الإرث التاريخي والحضاري والفكري الكثير”