السباق بين “خيرية بوعماتو” و “رضوان زين العابدين”: لمن الغلبة والقبول ؟

0
380

الأستاذ عل ولد يعقوب

يمضي رجال الأعمال والمشاهير من الأغنياء عادة فترة طويلة من أعمارهم لجمع ثروات طائلة، بدوافع وهواجس تختلف من شخص لآخر،لكنهم يجتمعون عادة في هدفين كبيرين هما:

تأمين مستقبل الأبناء، وخشية الفقر،ولعل أكثرهم شهرة وتوفيقا هم الذين أنفقوا جل ما لديهم في عمل الخير من خلال محاربة الفقر،وتقديم المعونة للمعوزين، والذين لا يستطيعون ضربا في الأرض، أو التكفل باليتامى.

و من المعلوم شرعا أن التنافس في عمل الخير والبر واجب حث عليه القرآن والسنة، و تفاضل فيه الصحابة رضوان الله عليهم، حيث روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: “أمرنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أن نتصدق، ووافق ذلك عندي مالاً، فقلت: اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يومًا، قال: فجئت بنصف مالي.. فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : ما أبقيت لأهلك؟) قلت: مثله.. وأتى أبو بكر بكل ما عنده.. فقال: يا أبا بكر؟ ما أبقيت لأهلك؟، فقال: أبقيت لهم الله ورسوله، قلت: لا أسبقه إلى شيء أبدًا”، رواه الترمذي، وأبو داود.

و مع أنه لا يوجد تنافس معلن أو سباق معلوم بين أشهر رجلي أعمال في موريتانيا زين العابدين ولد الشيخ أحمد” زيني كما يلقبه المقربون” الرئيس الحالي لاتحادية أرباب العمل الموريتانيين، ورجل الأعمال الأكثر شهرة في موريتانيا محمد ولد بوعماتو، إلا أن افتتاح عيادة جديدة لطب العيون مجهزة بأحدث التقنيات والأجهزة الطبية التي وصل إليها العلم في هذا المجال، من طرف “زيني ” يجسد  – حسب بعض المراقبين – فصلا من فصول التنافس الإيجابي “غير المعلن” بين الرجلين، يسعى من خلاله زين العابدين إلى تحقيق الفوز على ولد بوعماتو في أحد أهم مجالات العمل الخيري،والتي اشتهر بها “بوعماتو” من خلال مركزه لطب العيون، والذي شكل – خلال عقدين من الزمن-  ملاذا لمئات الآلاف من الفقراء، والمعدمين الطامحين إلى رؤية النور والتمتع بصحة البصر.

اختار “زيني” لعمله الخيري في مجال الصحة عنوان:” الرضوان” ضمن سلسلة من العيادات “الخيرية” التي أطلقها من مسقط رأسه في كيفه سنة 2006، ثم عيادة “الرضوان 2” سنة 2013 بمقاطعة دار النعيم ،وصولا إلى “الرضوان 3” التي دشنها في  حي “الترحيل” بنواكشوط  في شهر أبريل من العام الماضي.

و إذا كانت شهرة ” زيني” في ريادة المال والأعمال قد طبقت الآفاق محليا وإقليميا خلال فترة وجيزة، بفضل الحظ، أو الجد والاجتهاد، و نالت أعماله النجاح والقبول في هذا الميدان ،فهل سينال الرضوان ( أي القبول)؟ من خلال هذا الجهد المتواصل في مجال العمل الخيري لصالح شريحة كبيرة من الموريتانيين في أنواكشوط و كيفه و ربما مناطق أخرى كما نال “بوعماتو” الشهرة والقبول لدى جمهور واسع من الفقراء، والمعدمين في هذه الربوع بفضل مجهوده الخيري في مجال طب العيون.

و مهما يكن من أمر الرجلين فإنهما يبقيان رائدان في مجال المال، والأعمال، والعمل الخيري خاصة في مجال طب العيون، نسأل الله أن يتقبل منا و منهما، و يرضى عنا، و عنهما و عن جميع المسلمين.

عال ولد يعقوب