رؤيا بوست: بات سكان تنويش 2 المجاور (للبوطوار الجديد) من الجهة الجنوبية والشرقية ليلتهم الثانية في العراء لا يقيهم زمهرير البرد ولا لهيب الشمس سوى الأشجار، أو بعض الخيام البالية و الأعرشة المهترئة التي بنوها مؤقتا لتؤيهم، بعد أن تم تحطيم منازلهم بالكامل دون تمييز على مدار اليومين الأخيرين.
رؤيا بوست حضرت إلى عين المكان للإطلاع على آراء المواطنين المتضررين، وحرصت كذلك على أن تحصل على رد المسؤولين حتى تكتمل الصورة.
حيث لاحظنا عند حضورنا للمكان وجود عدد من البيوت المهدمة بشكل كامل، وقد جلست كل عائلة بجانب مسكنهم المحطم، وما إن وصلنا إليهم بدأ المواطنون بصب جام غضبهم على حاكم مقاطعة توجنين متهمينه بالإقدام على هدم مساكنهم بطريقة متعجرفة للغاية، وباستعمال القوة ضد النساء والشيوخ، دون سابق إنذار، ولم يقم أي اعتبار لكونهم من ساكني المنطقة القدماء، ولم يكلف نفسه بأن يقوم بالتحقيق لمعرفة المستجدين والمقيمين الأصليين، بل قام بتحطيم الجميع بشكل يوحي بنوع من الإنتقام.
التقينا ببعض ساكنة المنطقة واكتشفنا أن بعضهم يقطنها لما يقرب من ثمانية سنوات كما حول الحال عند المسن المحجوب ولد الداه الذي إلتقيناه جالسا بجانب بيته المحطم، الذي بذل فيه الغالي والنفيس من أجل بناءه، نتيجة لموارد دخله المحدودة وهو هذا الشيخ الطاعن في السن.
وقد أكد لنا ذلك في حوارنا معه، أنه بنى منزله منذ ما يقرب من ثلاث سنوات وأنه يقطن هنا منذ ثمانية سنوات، وقال أن الحاكم لم يراعي قدم منزله وكونه من السكان الأصليين للمنطقة وأن جنوده لم يراعوا كبر سنه وتعاملوا معه بطريقة متعجرفة.
و تواترت آراء البقية حول العملية التي اشرف عليها حاكم توجنين بعد أن أمر الدرك باستعمال القوة المفرطة معهم وأنهم شاهدوا ممتلكاتهم يتم هدمها امام اعينهم دون وجه حق، وقال المسن سيد أحمد ولد اباه بأنه بعد تحطيم بيته لم تعد له سوى تلك الشجرة التي غرسها في المكان منذ سنين لتكون المأوى الوحيد منذ ليلتين وفق تعبيره.
كما اوضح هؤلاء بأن غالبية العلائلات الموجودة من السكان الأصليين للمنطقة، وأن الوافدين يعدون على رؤوس الأصابع، إلا أن ذلك لم يشفع لهم، وتم تحطيم الجميع دون تمييز ليجدوا أنفسهم وأبنائهم في العراء، وأصبحوا مجبرين على بناء الأعرشة والخيام لتقيهم حرارة وبرودة الجو .
وناشد السكان المتضررون رئيس الجمهورية أن يرفع الظلم عنهم، وأن يرد إليهم الإعتبار، ويحفظ لهم ما تبقى من كرامتهم التي أهدرها الحاكم حسب تعبيرهم، وخاصة بعد ما واجههوه من ظلم وتشريد في وطنهم من طرف أبنائهم الذين وجدوا أنفسهم مجبرين على تنفيذ تعليمات الحاكم على حد قولهم.
توجنها فورا نعد الاستماع لشكاوى السكان نحو حاكم المقاطعة لنعرف رده حول كل ما ذُكر، لكنه رفض لقائنا، وتعامل معنا حرسه بعنف في محاولة ردنا عن لقاءه أو الحديث معه.
وبالمقابل قبل والي الولاية الشمالية الذي حضر للإشراف على عملية تهجير السكان المستجدين للمنطقة مشكورا بلقائنا بلطف وعفوية، حيث أكد لرؤيا بوست أنه قد جاء شخصيا للوقوف على العملية وتسجيل الحالات الموجودة على الأرض، مبديا اسفه واعتذاره في حالة وجود أخطاء أثناء عملية التنفيذ يوم امس.
وأضاف الوالي زايد الأذان ولد فال امو اثناء تغيطة رؤيا بوست لعملية الهدم التي نفذتها فرقة من الحرس بقيادة المقدم محمد ولد اوديكه، بأنه وصل لعين المكان شخصيا للوقوف على الاضرار والاستماع للمواطنين وتنفيذ سياسية الدولة في المجال الحضري، موضحا بأن أي مبنى اقيم منذ شهر فلن يتم هدمه بتاتا، كما أوضح بأنه في حالة وجود أخطاء خلال عملية الهدم يوم امس، فسيتم حصرها واتخاذ الإجراءات المناسبة بشأنها، كما التقى الوالي في عين المكان ببعض المواطنين وطلب منهم الحضور لمباني الولاية للاستماع لبلاغاتهم.