تحدث عبد الله سلمان العودة المحاضر في جامعة ييل الأمريكية، ونجل الداعية المعروف سلمان العودة لـ«عربي21»، عن الأجواء المحيطة باعتقال السلطات السعودية لوالده منذ عدة أشهر.
وقال العودة إن السلطات في السعودية تتكتم عن أخبار الشيخ سلمان منذ لحظة اعتقاله، حيث كان هناك اتصال يتيم فقط معه، لافتًا إلى أن حالته كانت غريبة جدًا وغير مبررة أو مفسرة.
وحول الوضع القانوني للشيخ سلمان قال نجله إنه ليس هناك أي مستندات قانونية لما حصل معه، ولم يتم تعيين فرق محاماة لأنه حتى اللحظة لم توجه له أي تهمة قانونية.
وأشار عبد الله إلى أن الشيخ سلمان موجود حاليًا في سجن ذهبان، وعائلته ممنوعة من التواصل معه.
ورأى أن هناك سببين لاعتقاله أحدهما ظاهري وآخر عميق، موضحًا أن الظاهري هو «تغريدته المشهورة بعد اتصال أمير قطر تميم بن حمد بولي العهد السعودي محمد بن سلمان، التي قال فيها «اللهم ألف ما بين قلوبهم لما فيه خير شعوبهم».
وقال إن السبب الآخر هو أن سلمان العودة يمثل جانبًا من العلماء المستقلين غير الخاضعين للدولة، الذين يمثلون الشعوب والناس والاستقلالية.
وأشار إلى أن والده وفي هذه المرحلة الحساسة لن يقبل بالإملاءات المباشرة، فالقصة هي قصة نضال من أجل استقلال الكلمة الحرة.
وحول طبيعة معتقلي الرأي في الحملة الأمنية الأخيرة ما بعد الأزمة الخليجية، والتي اشتملت على دعاة ومفكرين ومنشدين ومتخصصين اقتصاديين، قال العودة إن ما يسمى بالدولة السعودية الرابعة تحاول القضاء على المجال العام تمامًا في جميع أبوابها، ووصل الأمر الآن إلى التحريض على بعض الشخصيات اليوتيوبية التي لم تنخرط في أي عمل سياسي بحياتها.
وتطرق إلى موضوع سحب البساط والصلاحيات من المؤسسات الدينية مثل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإهمال دور المؤسسات التاريخية مثل هيئة كبار العلماء.
وقال العودة إنه «إن لم يكن هناك أساسيات من الشرعية القديمة تؤسس للشرعية الجديدة فأنت تعرض الوطن لمخاطر كبيرة وتضعه على كف عفريت، فأنت تبني مجتمعًا تقمعه ظاهريًا وتؤسس لمجتمع لا تراه داخليًا يريد أن يعبر عن قيمه التي منعته من التعبير عنها في المجال العام».
وحول ردة فعل بعض الشعوب العربية على السياسة الخارجية الأخيرة التي تنتهجها المملكة، قال العودة إن السعودية تقص كل أذرعها التي تسمى بالقوة الناعمة في المنطقة، «وفي حال إهمالك لقضايا رمزية مثل فلسطين وغيرها فأنت تفسح المجال لغيرك ليأخذ هذه الفرصة منك ويعزز موقعه، مثل إيران التي باتت تتغلغل في الوطن العربي بسبب أخطاء الدول العربية الكبيرة».