[مترجم] يحلم رجل الأعمال الموريتاني بأن يصبح “جورج سوروس الإفريقي” !

0
354

أرادت الصدفة أن يجري اللقاء في اللحظة التي يتنازل فيها أسن رئيس إفريقي، روبيرت موغابي عن السلطة. وهو خبر سار بالنسبة “للمحسن” المؤيد للثورات. كانت الموسيقى التقليدية تملأ جدران قصر بروكسيل.

يكرس محمد ولد بوعماتو نفسه لأعماله. وعلى خطى الملياردير بيل غيتس ومو إبراهيم الذي قال إنه معجب به، يستثمر في دعم التعليم والحكم الرشيد.

يقول إنه “حينما تستجيب منظمة غير حكومية لقناعاته يدعمها”، وعلى نفس ذات المنوال يدعم الأحزاب المعارضة، والمخبرين، وقادة الرأي، والمواقع الإلكترونية.

اقترح مؤخرا على منظمتي “هيومن رايتس ووتش” و”شاربا” التعاون مع منظمتي الشفافية والعفو الدوليتين، من أجل القيام بجولة في غرب إفريقيا هدفها “الشرح للرؤساء، والسيدات الأول، والوزراء بأن الدولة ليست ملكا لهم”.

مناور، ويرد على من يتهمونه بالتدخل “بأنها الحجة المفضلة لدى الديكتاتوريين”. يبتسم حينما نقارنه بالملياردير “المحسن” جورج سوروس، الذي يدعم المعارضين بمختلف أنواعهم عبر العالم، ويرد “أريد أن أكون جورج سوروس الإفريقي”.

ولد محمد ولد بوعماتو عام 1953، وكبر في أحضان أسرة تضم 10 أبناء. مارس والده التجارة، حيث كان يذهب إلى مراكش، ويعود منها، مستغلا في ذلك شاحنة من نوع T46.

يعتبر رياضيا – نسبة لمادة الرياضيات- جيدا، وكان شابا متميزا في الحساب الذهني، كما يتمتع بذاكرة مذهلة في حفظ الأرقام والتواريخ.

في 26 يوليو عام 1973 حمل المرض والده إلى مثواه الأخير، وبقيت والدته وحيدة، فانشغل بملفاته.

دق محمد باب الشركات على شارع جمال عبد الناصر، حيث وجد السيد “فاضل”، وعمل لديه كمتدرب في مجال المحاسبة، وكان ذلك في شهر أكتوبر.

ولج ميدان الأعمال وحيدا في سن 23، ففتح مخابز واشترى سيارات أجرة، وبعد 6 سنوات باع كل ما يملك: منزلا، وسيارة من نوع “ميرسيديس 230″، ومخابز، وسيارات أجرة، من أجل تشييد مصنع للحلوى، وقد رأى النور شهر دجمبر عام 1984.

وعلى متن سيارة “ابيك آب 404″ كان ينقل عماله، وفي طريقه بالقرب من الميناء، كان يشاهد الناس يقاتلون في سبيل الحصول على الماء فـ”أنشأت لهم حنفية أمام المصنع” يقول، ويضيف بأن التجربة منحته ذوق طعم الإحسان.

من “مكعبات جيمبو”، ثم السجائر، مرورا بالصيد، والاتصالات، والنقل الجوي، طاف بكل ذلك، ونجح فيه.

يشارك في العديد من صناديق الاستثمار، وصاحب ثروة هائلة، وحينما سألناه عن وزنه أجاب “92 كغ”، وأضاف مبتلعا بعض التمر “لقد طلب مني طبيبي بأن أنقص الوزن إلى 80، لكنني جشع جدا”.

من يستمع لقصة نجاحه، يحس بمرارة لا يزال يحتفظ بها، يعيش بالمنفى منذ عام 2010 رفقة أسرة مختطلة، ومشتة.

يقول إنه أجبر على تغيير المهنة، ويأسف على “تراجع موريتانيا إلى الوراء”، ويضيف قائلا “بلدي نهب، وديمقراطيته تراجعت، وتحولت العدالة فيه إلى إدارة للسجون”.

يحلم بـ”الدول الاسكندنافية، حيث وزراء الدراجات الهوائية، الذين يستقيلون حينما يشترون شوكولاته من بطاقات ائتمان تابعة للوزارة”.

كما يحلم بإنهاء الاستعمار، حيث يرى أنه “بعد نصف قرن على الاستقلال، لا نزال مستعمرين من طرف بعضنا، الذي ينهب ثرواتنا”.

وفي الوقت الذي يفضل فيه أصحاب القرار ورجال الأعمال الأنظمة القوية، فإنه يصمم على مبدأ أن: “إفريقيا لن تتقدم ما دام رجال الأعمال يفرضون على الانحناء للسلطة ومحيطها”.

ترجمة وكالة الأخبار.