الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، ورضي الله عن الصحابة والتابعين، وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين.
قال الله تعالى: {إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا}.
لقد كتب المسيء مقالا أساء فيه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وطعن في عدله وأخلاقه فتصدى له العلماء وأصدروا فتاويهم بوجوب قتل هذا المسيء الزنديق، وكتبوا في ذلك الفتاوى الواضحة والمؤصلة، وتحرك المحامون يطالبون بتطبيق الشريعة الإسلامية في هذا المسيء. وخرجت الجماهير المسلمة بوازع إيمانها وحبها لرسول الله صلى الله عليه وسلم تملأ الساحات وتنادي بإعدام المسيء، وتجمعت الحشود التي لم تشهد لها البلاد نظيرا فيما عرف بـ”عرفات المطار”، وكان الهتاف الموحد الإعدام للمسيء.
لقد أجمع الشعب المسلم ونخبته المسلمة الغيورة على دينها على أنه لا بد من قتل هذا المسيء الذي تجرأ على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وتحدى الشعب المسلم، وتحدى الأمة الإسلامية، وبعد طول انتظار وترقب: أصدرت محكمة المسيء في نواذيبو حكمها اليوم بحبس المسيء سنتين تعزيرا وغرامة بستين ألف أوقية!! حكم هازل عابث مستهتر بمشاعر الأمة، يتعامل مع الإساءة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكأنها إساءة من لاعب كرة قدم إلى حكم في مباراة {ألا ساء ما يحكمون}.
أولا: إننا في منتدى العلماء والأئمة لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم نستنكر ونستبشع ونستفظع هذا الحكم الصادر عن محكمة المسيء، ونستغرب أن يصدر هذا الحكم في بلد مسلم، وفي الجمهورية الإسلامية الموريتانية، وننبه إلى ما يلي:
1. أن هذا الحكم يفتح الباب واسعا أمام الملاحدة والزنادقة ليسوقوا للغرب إلحادهم وزندقتهم ليحظوا بما حظي به هذا المسيء من رعاية غربية واهتمام غربي.
2. إن هذا الحكم يدفع الشباب الغيورين على دينهم وعرض نبيهم صلى الله عليه وسلم إلى أن ينفذوا بأنفسهم ما يرون أنه الحكم الشرعي بعد ما رأوا من استهتار المحاكم بالمقدسات واستخفافها بحرمات الله وهذا ما حصل في بلاد كثيرة”.
3. إننا لا نشك في أن هذا الحكم حكم مسيس صدر إرضاء للسفارات الغربية ومنظماتها الإلحادية، وهو خارج على الشرع، مستهين بحرمة الدين، مستخف بمشاعر المسلمين {والله ورسوله أحق أن يرضوه إن كانوا مؤمنين}، وإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال في حكم سعد بن معاذ رضي الله عنه “لقد حكمت فيهم بحكم الله”، فإننا نقول “لقد حكمت محكمة المسيء بالحكم الذي يرضي الدوائر الغربية”. ثانيا: إننا ندعو جميع فئات المجتمع إلى التعبير الصريح عن رفضها واستنكارها لهذا الحكم العابث الظالم الجائر المستهتر بالمقدسات والحرمات، والقيام بما فرض الله عليها من نصرة النبي صلى الله عليه وسلم وتوقيره وتعظيمه، والقيام بواجب محبته، وانطلاقا من قوله صلى الله عليه وسلم “الدين النصيحة”، وقوله صلى الله عليه وسلم “من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان”. رواه مسلم.
1. إننا ندعو السلطات المعنية في هذا البلد المسلم إلى مراجعة هذا الحكم مراجعة حقيقية غير وهمية بما يحقق العدل ويصون المقدسات.
2. إننا ندعو العلماء إلى استعادة هيبتهم ومكانتهم والتعبير الصريح عن رفضهم لهذا الحكم المخالف للشرع المستخف بحرمات الله بإصدار فتاوى تنقض هذا الحكم الخاطئ.
3. ندعو المحامين والقانونيين والقضاة المختصين إلى التصدي لحكم محكمة المسيء، وبيان ما فيه من خروج على قوانين العدل.
4. ندعو السياسيين إلى مشاركة المجتمع المسلم صدمته من هذا الحكم والتعبير عن رفضه.
5. ندعو الإعلاميين والمدونين والشعراء إلى التعبير عن غضبهم واستنكارهم لهذا الحكم الذي يستهين بمشاعر المسلمين، وبكل الوسائل المتاحة.
6. ندعو وجهاء المجتمع والشخصيات الاعتبارية إلى إعلان رفضهم لهذا الحكم الظالم.
7. ندعو الشعب كله إلى التعبير عن غضبهم نصرة للنبي صلى الله عليه وسلم، ورفضا للخنوع لأهواء أعداء النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك في حدود الانضباط وعدم الإخلال بالأمن. وأخيرا، قال رسول الله عليه وسلم “لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين”. رواه مسلم.