من داخل محبسه.. عبد الرحمن طوطو يرد على تدوينة ابنته

“إبنتي وصديقتي وحبيبتي..أبلغتني والدتك في زيارتها الأخيرة بما كتبت على صفحتك، تحت عنوان (عجيب هو أبي!).

حبيبتي..
ليس المقام مقام عتب عليك، فأنا أحس حتى أخمص قدميّ مدى الألم الذي تشعرين به لغيابي عنك، وعن أخواتك، وعن حبيبتي والدتكن، وعن إخوتي وأهلي وأحبابي، لكن ذلك لا يمنعني، ياحبي، من أن أكتب لك رأيي فيما نشرتِ على صفحتكِ. فعقارب الساعة لا تتوقف، أو على الأقل تدور أسرع في عالمك الآن، مقارنة بعالمي.

حبيبتي..
أنا لا أعامل، ولا أحاسب الناس على تصرفاتهم أو نواياهم.
لأن التصرفات السيئة إنما هي نتيجة لخطأ مني أو خطأ منهم، وفي كلتا الحالتين لا يعالج خطأ بخطأ، وإلا، فما فائدة العقل الذي حبانا به ربنا.
وأما النوايا فلا يحاسب عليها إلا الخالق المطلع على حقائقها.
ثم إن ما تبقى من حياتي لا أريده للخصام والعتاب، لأنني أوفره لأغدقكن به حباً.

حبيبتي..
كل اولائك الذين تعرفين والذين لا تعرفين هم اصدقائي، لسبب بسيط، وهو أني لا أرغب في كفةٍ للعدو.

حبيبتي..
علمتُ أيضا أنك عاتبة علىّ، لأنني أحب هذا البلد وأوصيك بمحبته. رغم أنه، كما قلتِ، يجازيني جزاء سنمار.

نعم حبيبتي..
أحبه… ويكفيني من مبررات حبه أن ترابه تواري جثمان والديّ رضي الله عنهما.
ويكفيه أنه حباني بسيدة من أروع نساء العالم، أحببنا بعضنا، وعشنا على حبنا، وأنجبنا ثلاث أميرات رائعات هنّ أنت وأختيك.

أنا يا حبيبتي، أحب هذا البلد، لكنه ليس وطني الأوحد، فحيثما حللتُ كانت الجغرافيا موطني.. ويبقى قلبي موطن بلدي..
نحن صديقان، نرحل ونسافر بنفس التذكرة وعلى ذات المقعد.

أنا يا حبيبتي.. لا أعاني من وهم الخرائط، ولا أتعلق بالقطيع والجماعة والقبيلة.

هذا أنا.
لكني لا أدعوك ولا أرغمك على العيش في جلباب أبيك، فأنت محصّنة، وبالغة، وأنا أثق في خياراتك ثقة مطلقة، ولن يفسد هذا للود، والحب والأبوة، قضية.

لكن شيئا واحدا سيظل يطاردك، ويطارد أخواتك، وحبيبتي والدتكم، ألا وهو حبي لكن، وشغفي بكن وشوقي إليكنّ.

وسيظل حبي يطارد بلدي حتى ولو رفسني في المؤخرة.

اطمئني يا أغلى ثمرة..
فما نمر به هذه الأيام، هو جزء مما تمر به البشرية، فالطبيعة ترتب أمورها منذ سنة، ونحن جزء من المشهد.

اطمئني.. وتفائلي.. وعيشي كالفراشة..
اضحكي، والعبي، واسخري من اللعبة..
فما كل مايحكى يستحق الرد..
وما مصيبتنا إلا ابتلاء وإعادة توجيه البوصلة للوجهة الأصح، ونحن في أمان.

كان بودي أن يكون لديّ من الحرية ما يسمح لي بعناقك وتقبيلك الآن، أو على الأقل الكتابة لك على صفحتك مباشرة.
لكن، الحمد لله على كل حال، والحمد لله الذي خلق الأقلام وجعلها (راحة) للأبدان.

تذكري ما كان بيننا..
فكري في كل شيء، إلا رزقك.

(ريثما تمر هذه اللحظة، قبلاتي)

صديقك وحبيبك ووالدك
عبد الرحمن لاهي

من مكان وزمان غريبين…”

تعليقات الفيس بوك

اخترنا لكم

أفضل طرق لشحن هاتفك حتى تحافظ على عمر البطارية وتقيها من التلف

شنقيط ميديا: سوف نستعرض معكم في هذه المقالة أفضل...

مقابل 44مليار دولار مالك جديد لتويتر

بعد أشهر من الصد والرد، أفادت مصادر مطلعة بأن...

وضع المخرج الجديد بسناب شات.. أدوات تحرير إضافية

يمكن لمستخدمي سنابشات على نظامي التشغيل iOS و Android،...

خلل يؤدي للاستماع لمحادثاتك بالٱيفون الإصدار ios 16

من خلال طرح نظام التشغيل iOS 16.1 في وقت...

هكذا يمكنك نقل مجموعات واتساب إلى تطبيق سيغنال

قامت واتساب (WhatsApp) مؤخرا بتحديث شروط الخدمة وسياسة الخصوصية،...

تسريب يكشف عن ميزة بهاتف آيفون 12 لم توجد بأي هاتف ذكي من قبل

  رغم أنه ما زال أمامنا ستة أشهر قبل طرح...

ستطرحه غوغل الخريف القادم.. تعرف على مزايا أندرويد 11 الجديد

  ندرويد 11 يمتاز بالعديد من الوظائف الجديدة حيث سيدعم...

“أبل” تحضر مفاجأة في هاتفها “الرخيص” المنتظر

  خلافا للتوقعات السائدة، كشف متخصص بألأخبار التقنية أن "أبل"...

الحكومة توضح أسباب تأخر خدمة «الجيل الرابع»

  قال الوزير الناطق الرسمي باسم الحكومة الموريتانية سيدي ولد...

فيسبوك تعلن إنشاء “مجلس رقابة مستقل”

  قال مارك زوكربيرج الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك في مقال...

جوجل تنتقد تغييرات سامسونج على نواة أندرويد

  انتقدت شركة جوجل هذا الأسبوع شركة سامسونج بسبب مشكلة...