مثل فقاعة صابون، أو سحابة صيف.. تبخرت الشائعات المغرضة بخصوص أموال الملياردير محمد ولد بوعماتو المزعوم تقديمها لأركان نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز، وهنا لن أنبري للدفاع، أو الهجوم، فكل من لديه أبسط مستوى من المنطق، أو لديه معرفة شخصية بمن يــُزعم استلامهم لتلك الأموال يعرف أن القصة كلها لا تقوم على رجلين، واهية، مدحوضة، ومتهافتة.
لذلك سأطرح بعض الأسئلة البسيطة المبسطة، لأن السؤال نصف العلم، ولعل محاولة الإجابة عن تلك الأسئلة ستزيل الغشاوة عن أعين البعض، وتجعله يضع الأمور في نصابها، ويرى الأشياء على حقيقتها، ولعل من أهم الأسئلة الواردة في هذا السياق ما يلي:
إذا كان ولد بوعماتو بهذا السخاء الحاتمي، ولديه مال قارون، يعطي للجميع، يعطي للرئيس، والوزير، والصحفي، والسياسي، والموالي، والمعارض، يوزع الفلل، والشقق، والسيارات الفاخرة، ومئات الملايين، وإذا كان الرئيس محمد ولد عبد العزيز، ووزيره الأول، وبقية أركان حكمه “مجموعة من المرتشين” يبحثون عن المال فقط، ووفره لهم ولد بوعماتو، فلماذا تحصل مشكلة بين هذا الملياردير، ونظام ولد عبد العزيز، قواعد المنطق، ومقتضيات المصلحة الشخصية تقتضي بأن يظل ولد بوعماتو صديقا حميما لنظام ولد عبد العزيز وفقا لهذا الطرح الذي يروجون له، ويتناقضون مع مقتضياته ؟؟؟!!!.
السؤال الثاني الجوهري… لماذا انتظر المقربون من ولد بوعماتو هذه اللحة تحديدا ليكشفوا عن مزاعمهم هذه، بعد أن ضاق الخناق عليهم، وكـُشفت مخططاتهم ضد الوطن، وباتوا متهمين رسميا أمام العدالة، فلم يكن أمامهم سوى محاولة إشغال الأغلبية بشائعات تـُطلق جزافا، علها تجد صدى في الشارع، أو من يصدقها، ولو إلى حين، أو على الأقل ستخفف هذه الشائعات الضغط الإعلامي المـُسلط على ولد بوعماتو وأدواته في الداخل والخارج، وهذا في حد ذاته هدف مهم بالنسبة لهم..؟؟!
هل يـُصدق عاقل، أو غبي أن أي شخص يمكنه تسليم، أو تسلم مبلغ بعشرات الملايين في الشارع، ثم يحمله يدويا إلى المنزل، أوليست هناك طرق، وأساليب، وأوقات، وأماكن أكثر مناسبة لتسليم، وتسلم مبالغ ضخمة كهذه، ثم متى كان ولد بوعماتو يسلم أمواله بهذه الطريقة وكأنه مــُنفق في سبيل الله، يهب صدقة سر، يحرص فيها على ألا تعلم شماله ما تـُنفق يمنه.. وكلنا نتذكر تسجيلات ولد غده قبل أسابيع، وكيف تحدث عن الضوابط، والشروط الصارمة التي يفرضها على قادة المعارضة قبل تسليمهم مبلغا زهيدا، بل كان يسعى لتوثيق ذلك نصا، وصوتا، وصورة…؟؟؟!!!.
وهناك سؤال صاعق لأنصار ولد بوعماتو لا مفر لهم من الإجابة عنه بلا، أو نعم، وفي كلتا الحالتين سيخسرون معركتهم، والسؤال هو: لنفترض جدلا أن ولد بوعماتو منح عشرات الملايين لوزير في حكومة ولد عبد العزيز، فإما أن يكون منحها له على سبيل “الرشوة” فولد بوعماتو هنا شريك أساسي في هذه الجريمة، وإما أن يكون منحها له على سبيل “الهدية” فهي حلال زلال، وليس هناك احتمال ثالث، هذا إذا صحت قصة منح المبالغ أصلا، وهي بالتأكيد ليست صحيحة، ولذلك لم ينشغل أنصار ولد بوعماتو بإثباتها، وإنما بترويجها فقط..، وقد انفجرت الفقاعة، وتبخرت سحابة الصيف، وظهر زيف الشائعة؟؟؟؟؟!!!.
بالتأكيد لم يتحقق هدف هذه الشائعة التي لم تكن الأولى، ولن تكون الأخيرة، فعلى الجميع الاستعداد لشائعات قد تكون أكثر غرابة، وأقل مصداقية، فمنطق وزير إعلام هيتلر لا يزال مـُتبعا لدى البعض.. اكذب ثم اكذب ثم اكذب فلا بد أن يصدقك أحد !!.
السالك ولد سيد ابراهيم