نواكشوط -« القدس العربي»: تسير، هذه الأيام، رياح العلاقات الموريتانية المغربية المتوترة منذ أمد، بما لا تشتهي سفن الموريتانيين المقيمين في إسبانيا والذين اعتادوا على رحلة شتاء وصيف إلى موريتانيا عبر الأراضي المغربية، بتأشيرة ثلاثة أيام يعتبرونها قصيرة لا تمكنهم من عبور ميسور لثلاثة آلاف ميل.
ويحتج الموريتانيون المقيمون في إسبانيا على فرض السلطات القنصلية المغربية عليهم انتظار ثلاثة أسابيع على الحدود عند معبر الجزيرة الخضراء للحصول على تأشيرة عبور لثلاثة أيام فقط.
ويواصل نشطاء اتحاد الموريتانيين المقيمين في إسبانيا منذ أيام احتجاجاتهم أمام القنصلية المغربية في إسبانيا، وضغوطهم على الحكومة الموريتانية في نواكشوط لإيجاد حل لمشكلتهم المتعلقة بقصر صلاحية تأشيرة العبور التي يريدونها أكثر من ثلاثة أيام.
واستنكر الاتحاد خلال وقفات احتجاجية نظمها نشطاؤه مقابل القصر الرئاسي ووزارة الخارجية في نواكشوط «تعامل السلطات القنصلية المغربية معهم».
واستنكر مله ولد بتاح رئيس مكتب النظام والتنظيم في الاتحاد «تمسك السلطات القنصلية المغربية لهم تأشيرة عبور صالحة لثلاثة أيام فقط لعبور أراضيها نحو موريتانيا، وهو ما اعتبره ولد بتاح «مجحفا في حق المسافرين العابرين حيث يصعب عليهم اجتياز الأراضي المغربية في هذا الظرف الوجيز ما يدفع الكثير منهم للسرعة الزائدة في السير من أجل الوصول السريع للحدود قبل انتهاء التأشيرة وهو ما يسبب حوادث سير مؤلمة أدت قبل فترة لوفاة ثلاثة مسافرين في أثناء العبور»، حسب تعبيره.
وطالب مله ولد بتاح «السلطات الموريتانية بفرض المعاملة بالمثل على السلطات المغربية»، مؤكدا «أن وضع أفراد الجالية الموريتانية في إسبانيا أصبح مأساويا كونهم معرضين للخطر خلال رحلات العبور المستمرة».
وقال «إنما تقوم به السلطات المغربية في تعاملها معنا مخالف للمواثيق الدولية وللروابط الدبلوماسية بين البلدين».
وأكد ولد بتاح «أن القنصلية المغربية تفرض على الموريتانيين الحاملين جوازات سفر موريتانية الإتيان بإفادة من السفارة الموريتانية في مدريد تثبت جنسيتهم الموريتانية»، وهو ما اعتبره بتاح «أمرا غريبا يوحي بعدم اعتراف القنصلية المغربية بجواز السفر الرسمي الذي يحمله الموريتانيون المقيمون في إسبانيا».
وتضطر السلطات المغربية، حسب تأكيدات لمصادر مقربة منها، للتدقيق في جوازات الموريتانيين بسبب اختلاطهم بالصحراويين المعارضين لضم المغرب للصحراء، خوفا من تسرب نشطاء البوليساريو للأراضي المغربية باستخدام جوازات سفر موريتانية رسمية أو مزورة.
وتتزامن هذه القضية مع توتر لا يزال يطبع العلاقات المغربية الموريتانية برغم أن الحكومة الموريتانية وافقت مؤخرا على اعتماد حميد شبار سفيرا للمغرب في نواكشوط، كما أن الرئيس الموريتاني أكد أمس في برقية تهنئة للملك محمد السادس حرصه على «مواصلة العمل من أجل تعزيز وتطوير علاقات الأخوة والتعاون المتميزة التي تربط موريتانيا والمغرب بما يحقق المصالح المشتركة لشعبينا الشقيقين».