من الظواهر المخيفة التي تجتاح مجتمعنا ظاهرة انتحال الصفة،ولعلمكم فهذه الظاهرة ليست لها حدود فمن انتحال صفة النسب ومضاعفاتها الاجتماعية والنفسية ، إلى انتحال العلاقة الآثمة بالكتابة والشهادة والوظيفة والسياسة والدراية وكذلك صفات العمل الخيري ،وتسخيرها لما يجر المنفعة على الخواص بدل العوام،دون أن أنسى كذلك صفات العمل الحقوقي التي اختلط فيه الحابل السياسي بالنابل المصلحي. ،ومع ذلك فإن أخطر مفعول للانتحال من وجهة نظري هو انتحال الصفة العلمية التي تعطي للمنتحل مكسبا اداريا أو وظيفيا لا علاقة له به من قريب ولا من بعيد، ولايشاكل هذا النمط من الانتحال أو الاحتيال على الأصح إلا الانتحال السياسي ، حيث توزع صفة السياسي لمن لاعلاقة له بالشأن العام ولكن لم يسجل له التاريخ كلمة خير في حق المجتمع… ناهيك عن سجن أو مضايقة أو أي شكل من أشكال النضال…فما ذا بعد هذا من الانتحال…؟
لهذا وذاك أدعو إلى تحيين قوانين تجريم انتحال الصفة أيا كانت ،فالمنظومة القانونية لابد من تنزيلها على الواقع وتفاعلها مع الصيغ المختلفة لتطور الجريمة