إنهم يربطون الثاء!/ التقي ولد الشيخ

0
386

في تدوينة سابقة عتب علي البعض مشكورا وأخذ علي وصف أغلب من توكل إليهم مهمة التدريس بأنهم تحت خط الجهل وفعلا قد يكون ذلك التعميم غير دقيق ولكنه قريب من الحقيقة وأنا على اطلاع بأحوال أهل الحقل فقد خدمت في جميع مستويات التعليم من القاعدي إلى الجامعي وكلفني ذلك العمل في ولايات متعددة ومع طواقم مختلفة ولست ممن يحبذ أن يطلي على الجرب وليست الحقيقة هيِّنة علي حتى أتنكبها ليخلو لي وجه فلان أو فلان بل أرى أن تعرية واقع التعليم وتبيان عواره هي أُولى الصوى التي ينبغي وضعها على طريق الإصلاح، وكلما تذكرت ما صرنا إليه من هشاشة في منظومتنا التربوية وضعف في مستويات طلابنا على اختلاف تلك المستويات تملكني الأسف واستبدت بي الحسرة لما ينتظر وطننا من ضياع سعينا إليه بتضييع تعليمنا وأزيدكم قصة تشفع للغيورين في انتقاد ما يرونه من ترد واختلال في تحصيلنا المعرفي:
كنا في قسم اللغة العربية بجامعة انواكشوط في سنة فارطة وكنا نباشر تصحيح الامتحانات ففوجئنا بأحد الأساتذة متذمرا وهو يقول إنه لن يواصل التصحيح لأن أحد طلاب الشنة الثالثة آداب يربط تاء الفعل! حاولنا أن ننقذ الموقف ونقلل من أهمية الحدث حتى لا ينصرف صاحبنا فما كان من أحدهم إلا أن التفت إلى الأٌستاذ المغاضب قائلا: هوِّن عليك فقد وجدناهم يربطون الثاء!