وجدتها! وجدتها!»… عبارة شهيرة للعالم اليوناني أرخميدس، قالها عندما كان في حوض الاستحمام، بعدما وجد «ضالته»، وهي نظرية بحث فيها طويلاً أدت خصوصاً إلى تطوير صناعة السفن. وهذه النظرية التي أطلق عليها «قاعدة الانغمار»، هي قانون فيزيائي يعتبر من أساسيات ميكانيك الموائع، يفيد بأن الجسم المغمور كلياً أو جزئياً في سائل لا يذوب فيه ولا يتفاعل معه يُدفع بقوة الطفو، وهذه القوة تساوي وزن السائل الذي يزيحه الجسم عند غمره.
إذا نظرنا إلى المكان الذي اكتشف فيه أرخميدس نظريته، نرى أنه يساعد المرء على إطلاق العنان لنفسه على أصعدة مختلفة، منها الغناء والتأمل في شؤون حياتية واكتشاف نظريات، ما يجعل الاستحمام ومكانه أمراً مهماً وأساسياً في حياتنا. لذلك، قررت «جمعية علماء الفيزياء» الأميركية تحديد 14 حزيران (يونيو)، وهو اليوم الذي «اكتشف» فيه أرخميدس سرّ نظريته، يوماً عالمياً للاستحمام.
قد يُسرّ في هذا اليوم كثر وقد يحزن كثر أيضاً، فهناك من يحب الاستحمام لأنه يعتبره أمراً يومياً أساسياً، وهناك من لا يحبه لأنه يعتبره «مضيعة للوقت» ومضراً إذا ازدادت وتيرته. فقد أظهرت دراسات أن الاستحمام اليومي مضر بالبشرة ويفقدها نعومتها، لأن البكتيريا والفطريات غير المرئية على الجلد، مفيدة للبشرة وتساعد في الحفاظ على رطوبة الجلد، علماً أن بعضها يسبب أمراضاً خطرة. وقال رئيس الكلية الأسترالية لأطباء الأمراض الجلدية والتناسلية الدكتور ستيفن شوماك، إن علينا الاستحمام فقط عند الحاجة، موضحاً أن فكرة الاستحمام اليومي أصبحت شائعة فقط خلال ستينات القرن العشرين، حتى أصبحت تشكّل ضغطاً اجتماعياً أكثر من كونها حاجة فعلية، «ولكن علينا معرفة أن الغدد التي تنتج رائحة الجسم موجودة فقط تحت الإبطين وبين الفخذين، وليست في كل الجسم. والأضرار الناتجة من الاستحمام اليومي بالمياه الساخنة أكثر بكثير من فوائده، وتؤدي إلى الإضرار بالجلد من طريق التخلّص من زيوت الجسم الطبيعية التي تساهم في حماية خلايا الجلد». وإذا استعنّا بمحرك «غوغل» وبحثنا عن كلمة استحمام، سنجد أسئلة غريبة وكثيرة عن ذلك الموضوع الذي طالما شغل بال الأشخاص أينما كانوا في العالم. ومن أغرب تلك الأسئلة، ماذا يحدث عند الاستحمام بماء بارد بعد الساخن؟ وما هي طريقة الاستحمام المثالية للرجال؟ هل يجوز الاستحمام وقت الدورة الشهرية؟
بين مؤيدين ومعارضين للاستحمام، يبقى هذا اليوم مثالياً للاحتفال في جاكوزي مليء بالصابون طوال النهار بعيداً عن الأجواء المزعجة والملوثة خارج المنزل، علّنا نكتشف نظرية ما على غرار أرخميدس!