يعاني نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز منذ فترة من خلافات، وصراعات غير مسبوقة، باتت مثل السوس الذي ينخر منساة النظام، ويوشك النظام أن يخر، وحينها سينفض الجميع من حول ولد عبد العزيز بحثا عن فرصة جديدة، وقد تعددت أوجه الصراع داخل النظام، وكان من بين تجلياته أن كل وزير، أو موظف كبير يبحث قبل كل شيء عن مصلحته الشخصية، وليس عن مصلحة النظام، بمعنى أنه مستعد لإلحاق الأذى بصورة النظام، مقابل تلميع صورته هو شخصيا، أو صورة القطاع الذي يديره، وتحول مفهوم التنسيق، والتعاون، والتكامل، إلى التفرقة، والصراع، والارتجالية، وبات الجميع يحاول أن يجد لنفسه قناة مباشرة تربطه برئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز، متجاوزا قادته في هذا المجال، فما يهمه هو أن يحصل على ود ولد عبد العزيز، ولعل هذا ما يفسر الخلافات المشينة التي طفت على السطح بين أعضاء الحكومة في ما بينهم، حيث يجاهر بعض الوزراء بأنهم مرتبطون مباشرة بعلاقة متينة مع رئيس الجمهورية، وليسوا معنيين بالحديث مع غيره مهما كان، وهو ما يشبه حالة تمرد غير مـُعلن، قد يشل العمل الحكومي، ويؤثر على أدائه.
فالوزراء انتقلوا من التنافس في جودة الأداء الحكومي، إلى التنافس في إظهار عجز بعضهم البعض وفشل بعضهم البعض، وهو ما أثر سلبا على الصورة العامة للنظام ككل، وكأن مصلحة النظام الكبرى لا تهمهم، ويرى المراقبون أن على رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز أن يشخص بوضوح واقع نظامه، ويستفيد في هذا المجال من قواعد لعبة كرة القدم، فإذا كان الفشل ناتج عن عجز في وضع الخطط تتم إقالة المدرب، وإذا كان الفشل سببه العجز عن تنفيذ الخطط يتم استبدال اللاعبين بلاعبين جدد، قادرين على تحقيق النصر، المهم ألا يستمر وجود فريق غير متجانس، حتى لا يستمر حصد الهزائم.