يقول العلامة يحظيه ولد عبد الودود :”اباه” : الحرف “هنتات” يتلصص على الاسم والفعل، فما دخل مراحه من حيوانهما وضع عليه ميسمه الخاص، فيضع في الاسم البناء بدل الإعراب، وفي الفعل الجمود بدل التصريف، والبناء و الجمود سمتان للحرف خاصتان به في الأصل.
في منطقة الحوظ كان ولد عيّاد من عتاة الهناتيت طاح على حيوان الوسرة فاستاقه فتعقبه الأمير محمد محمود ولد امحيميد فقتله وافتك منه حيوان القوم فلم يجرؤ بعده هنتات على التلصص.
وفي لبراكنه وضع اهميمد ولد ببكر حدا لتلصص الهناتيت فحرق رواحلهم وأوقع بهم أشد العقوبة، وكانت العدالة “العافية” عنوان عهده:
عافيتك فيها كل حد ::عافيتك ذي كافيتك
يهميمد شفنا كل حد :: عافيتُ من عافيتك
التقى الأميران اعل ولد محمد لحبيب أمير اترارزه مع الأمير أحمد ولد امحمد ولد أحمد ولد عيدة الأمير العادل أمير آدرار، في مؤتمر التصالح بين الإمارتين الذي احتضنته قبيلة أولا بسباع بجنوب تيرس في أكتوبر 1884 وهو المؤتمر المعروف بـ “حصرة الغوج” حيث وقع الأميران على اتفاقية سلام وضعت حدا للتقاتل بين الإمارتين.
في نهاية المؤتمر وقبل أن يتفرق الأميران، أوصى الأمير ولد عيدة الأميرَ اعل قائلا :
“أوصيك بالمسلمين خيرا فإنك في أرض أنت وحدك من لا يظلم فيها أما أنا ففي أرض أنا وحدي من يظلم فيها”.
وفي كلام الأمير العادل أحمد حضٌ على إقامة العدل وقمع الهناتيت فهو يعلم عدل أهل محمد لحبيب لكنه يعلم أن الخطر الذي يتربص بالمسلمين وأموالهم يكمن في شذاذ الآفاق من الهناتيت، وقد بسط إعل الأمن في أرجاء إمارته ونشر العدل فلا يستطيع “هنتات ” أخذ شاة لأحد ولاركوب جمل له وضرب مغرما على كل من أحدث شجارا أو فتنة في إمارته، حيث جعل على الضارب والمضروب مائة، فصار المتنازعان ربما بصق أحدهما على وجه الآخر دون أن يستطيع بسط يده إليه خوفا من العقوبة.
أما الأمير أحمد ولد امحمد ولد أحمد ولد عيده فقد سارت بخبر عدله الركبان ومن بسطه للعدل أنه كان يوقر الحمار من اللحم الحنيذ في زمن جذاذ النخل زمن”الگيطنه” حين يشتد القرم إلى اللحم فلا يتعرض له أحد، و ذات مرة فقدت امرأة تسبيحا أثيرا عندها فبحثوا عنه فلم يجدوه فتعجبوا ثم شاء الله أن عُثر عليه في جحر فأر فقال محمد عبد الرحمن ولد المبارك ولد يمين الگناني:
ويْشِي يالفار انتَ جنيت :: تمش تـگبظ تسبيح الحَدْ
فاترابْ أحمد واتشكْ اتليتْ :: عنك تسلك من باسْ أحمد