القدس العربي: أعرب المغرب عن أسفه للموقف الكويتي خلال القمة العربية الأفريقية الرابعة التي عقدت الاربعاء في غينيا الاستوائية والتي قاطعها المغرب ودول عربية أخرى احتجاجاً على وجود مقعد وعلم الجمهورية الصحراوية التي تشكلها جبهة البوليساريو المناهضة لمغربية الصحراء الغربية.
وقال بيان لوزارة الخارجية المغربية نشرته أمس الجمعة ان المملكة المغربية، تبدي أسفها للموقف الكويتي الذي لم يلتزم بوحدة المصير المنصوص عليها في إعلان 20 نيسان/ أبريل 2016 الصادر عن القمة المغربية الخليجية الأولى في الرياض، وذلك خلال القمة العربية الإفريقية الرابعة التي احتضنتها جمهورية غينيا الاستوائية، والتي شهدت انسحاب المغرب و8 دول عربية، بعد وضع علم ويافطة باسم كيان وهمي يسمى بـ«الجمهورية الصحراوية» داخل قاعات الاجتماعات.
وأشار بيان الوزارة الى أن «المغربَ يُبدي أسفه للموقف الذي انجرت إليه الكويت في هذا الشأن المبدئي حينما لم تفرض، كرئيسة للجلسة، عن الجانب العربي، التقيد بتلك الضوابط المشتركة بين المجموعتين»، وهي الضوابط التي سبق العمل بها في القمتين السابقتين اللتين عقدتا في سرت في عام 2010 وفي الكويت في عام 2013، و»المنبثقة عن احترام الوحدة الترابية للبلدان» والتي تنص على أن تقتصر المشاركة في أنشطة القمة العربية الإفريقية على الدول الأعضاء في هيئة الأمم المتحدة.
وعبر المغرب «عن شكره الخالص والعميق للمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين ودولة قطر وسلطنة عمان والأردن واليمن والصومال على ما أبانت عنه، خلال الأشغال التحضيرية للقمة العربية الإفريقية الرابعة بمالابو من تمسك ثابت بالضوابط الحاكِمة للشراكة العربية الإفريقية».
وأضاف بيان وزارة الخارجية المغربية أن «هذه الضوابط متمثلة في اقتصار التعاون بين جامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي على الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، التزاما بمبدأ السيادة الترابية للدول، وإيماناً من الدول الخليجية الخمس المذكورة بوحدة المصير المنصوص عليها في إعلان 20 نيسان/ أبريل 2016 الصادر عن القمة المغربية الخليجية الأولى في الرياض».
واعتبر أن «عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، في إطار احترام ثوابته الوطنية، تعني تأكيد إرادته في خدمة القضايا العادلة وتعبئة الأسرة الإفريقية حول التحديات الحقيقية المرتبطة بكرامة المواطن الإفريقي وأمنه والنهوض بوضعه المعيشي»، وأنه «بنفس الاقتناع والحزم، سيواصل المغرب انخراطه في أية شراكة مؤسساتية تعني القارة الإفريقية، موازاة مع سياسته الإفريقية الأصيلة في مقاصدها والمتجددة في آلياتها والمواكِبة لأولويات شركائها».
وقال وزير الثقافة الموريتاني الذي ترأس بلاده القمة العربية الإفريقية لمدة ثلاث سنوات، «إنه كان بالإمكان ألا تكون هناك انسحابات من القمة التي عقدت في مالابو بين العرب والأفارقة».
وأوضح الوزير محمد الأمين ولد الشيخ، الناطق الرسمي باسم الحكومة مساء اول امس الخميس «كان يمكن أن لا تكون هناك انسحابات، لأن الدولة التي اعترض على وجودها لم تدع ولم تحضر» في اشارة للجمهورية الصحراوية التي وضع علمها ويافطتها دون أن يحضور أي ممثل عنها او عن جبهة البوليساريو لأن الاتحاد الإفريقي لم يوجه الدعوة لها.
وأضاف الوزير الموريتاني «مع ذلك نحترم ونقدر لمن انسحبوا مواقفهم كما نحترم مواقف الذين بقوا، والقمة تمت واتخذت فيها القرارات، ونأمل أن تعالج مثل هذه المواقف بحكمة في القمة العربية الإفريقية القادمة إن شاء الله».
وقال إن بلاده ترأس الجامعة العربية في هذه الدورة، إلا أن الجهة المنظمة والمستضيفة هي الاتحاد الإفريقي، وبالتالي فإنه هو من يقرر من يشارك، ومن لا يشارك وليست موريتانيا كرئيس للجامعة العربية.
وقالت جبهة البوليساريو إن القمة الإفريقية – العربية الرابعة أثبتت العزلة التي يتخبط فيها المغرب الذي كان يراهن على العودة الى أحضان القارة الإفريقية مقابل طرد الجمهورية الصحراوية وقال عبد القادر الطالب عمر رئيس حكومتها «التطورات التي حصلت في القمة العربية – الإفريقية شكلت هزيمة نكراء للنظام المغربي وانتصار لصالح القضية الصحراوية» وإن المغرب يعيش حالة من «النرفزة» والتوتر غير مسبوق في تاريخه، بفعل العزلة التي يعاني منها والفشل في إقناع القادة الأفارقة والعرب.