بماذا أجاب العلامة عدود طالب سأله عن كيفية طلب العلم؟

0
338

جاء طالب من مالي إلى مَحْظَرَةٍ موريتانية يريد طلبَ العلمِ، فسأل العلامةَ الكبيرَ أعجوبةَ الزمان إِمَامَ المالكيّةِ خزانةَ الأدبِ الشيخَ محمد سالم وْلْد عَدُّود الشنقيطي رحمه الله تعالى = عن الكيفية التي يطلُبُ بها العلمَ في المحظرة، و كان اسم الطالب الماليّ: “محمد صالح”، فأجابه الشيخ:

مُحَمَّدُ صَالِحُ ابْدَأْ فِي الْفُنُونِ == بِكَتْبِ الدَّرْسِ فِي اللَّوْحِ الْمَصُونِ
وَ صَحِّحْهُۥ عَلَى الْأُسْتَاذِ حَتَّى == تُقَوِّمَهُۥ كَتَقْوِيمِ الْغُـصُونِ
يَلِي ذَا حِفْظُهُۥ عَنْ ظَهْرِ قَلْبٍ == بِتَرْدِيدٍ كَتَرْدِيدِ اللُّحُونِ
فَمَا شَيْءٌ بِأَنْفَعَ فِي سِبَاقٍ == مَعَ الْأَقْرَانِ مِنْ حِفْظِ الْمُتُونِ
تَلِيهِ قِرَاءَةٌ فِـيهَا بَيَانٌ == وَ شَرْحٌ مِنْ مُعَلِّمِكَ الْحَنُونِ
يَكُونُ خِلَالَهَا مَعَهُۥ حِوَارٌ == حَدِيثُ الْعِلْمِ فِيـهِۦ ذُو شُجُونِ
بِتَعْقِـيبٍ وَ تَعْـلِيقٍ وَ نَقْدٍ == يُؤَلِّفُ بَيْنَ أَشْتَاتِ الْفُـنُونِ
يَلِيهَا مِنْكَ تَرْسِيخٌ لِمَا قَدْ == عَلِمْتَ بِمَا يَقِي رَجْمَ الظُّنُونِ
بِتَكْرَارٍ وَ صَبْرٍ وَ اجْتِهَادٍ == وَ دَرْسٍ دَائِبٍ كَالْمَنْجَنُونِ
وَ تَعْـقُبُهُۥ مُذَاكَرَةٌ بِجِدٍّ == إِذَا عَكَفَ اللِّدُونَ عَلَى الْمُجُونِ
وَ خَيْرُ وَسِيلَةٍ لِلْحِفْظِ تَقْوَى == أَلَا بَادِرْ بِهَا رَيْـبَ الْمَنُونِ