«تاريخ الكويت.. الإمارة والدولة» التأسيس – التطور – الهوية – المجتمع

0
347

لأن جميع الأمم تعتز بتاريخها الوطني، وتحرص على توثيقه ودراسته وتدريسه بهدف زيادة الوعي الوطني والارتباط بالوطن وترابه وغرس الشعور بالانتماء لدى أبنائه، وانطلاقا من ضرورة تغطية الجوانب التاريخية بأحداثها المتنوعة فقد حرص أستاذ تاريخ الكويت الحديث والمعاصر في جامعة الكويت أ.د.عبدالله محمد الهاجري على تقديم إضافة مهمة للمكتبة الكويتية خصوصا والعربية عموما عن تاريخ الكويت منذ نشأتها ككيان سياسي، وذلك من خلال كتابه الجديد «تاريخ الكويت.. الإمارة والدولة – التأسيس – التطور – الهوية – المجتمع»، كتاب يعد نموذجا من نماذج الدراسات التاريخية الموسعة التي تطرح رؤية جديدة في تناولها لتاريخ الكويت، حيث اعتمد الكتاب على الموازنة بين الرؤية والنص الكلاسيكي القديم المستند وبشكل موسع على المصادر والمؤلفات التاريخية الأولية، إضافة إلى تلك الدراسات والأبحاث الأكاديمية المعاصرة، مما يتيح للقارئ القدرة على تكوين رؤية أكثر وضوحا واتساعا لحقيقة الحدث وكيفية رصده من زوايا وتوجهات متنوعة كان حاضرا فيها «التقليدي والمعاصر والحديث».

ومن خلال ما احتواه الكتاب بين دفتيه من معلومات وحقول معرفية كالتاريخ والسياسة والعلاقات الدولية والاجتماع، سعى د.الهاجري إلى تسليط الضوء على تاريخ الكويت منذ نشأتها وتأسيسها على يد العتوب، مرورا بعلاقتها بالمناطق والقوى المجاورة، وطبيعة إدارتها، وكذلك حكامها وتطور مجتمعها والحراك السياسي فيها إلى استقلالها وهويتها وكيفية تشكيل هذه الهوية منذ تأسيسها، وظهور كيانها المستقل حتى فترة الغزو العراقي للكويت عام 1990 وما رافق ذلك الغزو من أحداث، معتمدا في مؤلّفه على العديد من المصادر الموثوقة والمراجع العربية والأجنبية، وكذلك الدوريات الأكاديمية والمجلات العلمية، والمجلات والصحف والمحاضرات والندوات، إضافة الى الوثائق باللغة الإنجليزية والمترجمة.

تقديم وتعريف

وجاء تقديم الكتاب من قبل أ.د.ميمونة الصباح، حيث اعتبرت أن هذا الكتاب يشكل إضافة مهمة للمكتبة التاريخية الكويتية، والتي بأمس الحاجة للباحثين المختصين الجادين لتغطية جوانب مهمة من تاريخ وطننا الغالي، منذ نشأته بزعامة آل صباح وآل خليفة والجلاهمة حتى قيام الكويت المستقلة، دولة الدستور والمؤسسات والديموقراطية معتمدا في ذلك على أهم المراجع والمصادر المعتمدة، ونقض ما يستلزم النقض من المعلومات الواردة فيها، بأسلوب علمي موضوعي رصين يأخذ الجانب الرأسي والعمودي ملتزما بالتوازن والنقد الموضوعي، إلى جانب سلاسة الأسلوب، ووضوح التعبير.

تاريخنا هويتنا

وفي مقدمته يقول المؤلف أد.عبدالله الهاجري: ان ثمة ارتباطا مباشرا بين التاريخ والهوية الوطنية لأي أمة أو شعب من الشعوب، فهوية أي أمة تعتمد في تأصيلها على تاريخها وما يتطلبه هذا التأصيل من البحث والتنقيب عن الأصل والجذور، فالهوية ليست بنية مغلقة أو مقصورة على عدة أفراد وجماعات وأجناس محددة، بل الهوية مصطلح واسع يعكس نفسه مع معطيات ومكونات الوجود والتاريخ المحيط به ومعاييره، مصطلح لا يمكن التعامل معه بمعزل عن تأثّره بمعطيات طبيعة وحركة المجتمع سياسيا وثقافيا واقتصاديا، وفي سياق علاقة تبادلية تقوم على تفاعل جميع هذه المكونات.

ويضيف الهاجري: إن التاريخ هو روح الأمة، وإن حاجة المجتمعات لتأكيد هويتها – في كل مراحل تطورها ونموها حاجة ملحة ومحور أساسي من أساسيات القوة وتماسك المجتمع.
وفي الكويت تشكل مسألة الهوية عموما إحدى أهم الإشكاليات التي تثير جدلا ونقاشا مستمرا حين تناولها، والتساؤل الأهم يتمثل في من هو الكويتي؟ وما يميزه عن الشعوب الأخرى بالمنطقة، وما العناصر التي تشكل هوية الكويت؟فالهوية الكويتية نشأت ونمت نتيجة لإيمان مجموعة من البشر بارتباطاتهم بشرعية سياسية مغايرة، وإذا كانت منطقة الكويت لم تحمل معنى وطن في البداية إلا أنها حملت مفهوم المجتمع بكل ما يحتويه من قيم ومبادئ ونظم وروابط اجتماعية، في ظل وجود تنظيم قاد المجتمع البسيط في بدايته واستطاع تحقيق استقلال نسبي بما سمح لأفراده بالانتماء لهذه السلطة كمصدر للشرعية، وكل هذا كان البذرة الرئيسية في تأسيس الهوية الكويتية وترسيخ مفهوم المواطنة والانتماء، فالهوية الكويتية بالنسبة للكويتيين تكتسي بطابع مميز عن غيرها من الهويات.

ويؤكد الهاجري أن الكويتيين قد انصهروا خروجا من الهوية القبلية أو الاجتماعية لينصهروا داخل هذه الهوية الجديدة هوية الكويت الجامعة، لمجتمع بات يؤمن بأن هويته ليست مجرد أرض يعيش عليها أو أرض ولد ويقيم فيها فقط، بل إنها هوية تنطلق من تاريخ صنعه الآباء والأجداد، تاريخ مليء بالتنوع والتعدد، والوقائع والأحداث والتحديات والنجاحات والانكسارات، هوية منفتحة على جميع الثقافات والحضارات، هوية لا تزال تتفاعل وتتبادل الأخذ والعطاء، وهذا ربما ما يكون قد أدركه العراق بعد الغزو مباشرة بمحاولة إلغاء الهوية الكويتية من خلال التشكيك في تاريخنا وأننا دولة بلا تاريخ مدعيا أننا كنا جزءا من البصرة على الرغم من أن تاريخنا يثبت وبوضوح كيف كنا، وكيف نشأنا، وكيف عشنا على تراب هذا الوطن ودافعنا عنه، كيف اتخذها آباؤنا وأجدادنا المؤسسون وطنا استقروا وعاشوا فيه.
13 فصلاً

وجاء كتاب «تاريخ الكويت.. الإمارة والدولة – التأسيس – التطور- الهوية المجتمع» في ثلاثة عشر فصلا، وخاتمة وقائمة بالمصادر والمراجع التي استند إليها المؤلف، فالفصل الأول: كيف كتب تاريخ الكويت؟ استعرض فيه الهاجري أبرز المؤلفات التي تناولت تاريخ الكويت، وكانت مرتكزا رئيسيا له في إنجاز هذا الكتاب، بل وللكثير من الباحثين والمؤرخين منذ النصف الأول من القرن العشرين وحتى وقتنا هذا.

وفي البداية كان كتاب «تاريخ الكويت» للأديب والمؤرخ الكويتي عبدالعزيز الرشيد، والذي يعتبر أول كتاب مدون لتاريخ الإمارة بشكل موسع، حيث استطاع الرشيد الحفاظ على الذاكرة الوطنية المحلية وحفظها من الضياع، فالرشيد يعتبر أول من دوّن تاريخ الكويت في مؤلف واحد أجمع المؤرخون والباحثون على أهميته، بل وذهب البعض للقول «إن أي باحث لا يستطيع الاستغناء عما ورد فيه».

والكتاب الثاني «صفحات من تاريخ الكويت» للشيخ يوسف بن عيسى القناعي، والذي ظهر عام 1946، حيث بدأه القناعي بالقول«هذه نبذة يسيرة عن تاريخ الكويت ألفتها لأبناء المدارس مبتدئا فيها من صباح الأول، وختمتها بوفاة مبارك بن صباح، وأرجأت تاريخ ما بعد وفاته إلى وقت آخر إن سنحت لي الفرصة، وقد اعتمدت فيها على ما شاهدته، ثم النقل عن الآباء وما نقله الآباء عن أسلافهم».

وقد تناول القناعي في كتابه مواضيع متنوعة مثل مناخ الكويت وأرضها وأول من سكنها والزراعة والصناعة والتجار، إضافة الى تاريخ الحكم ورجاله، والأحكام مسترسلا في القضاء وعلماء الدين والمعارف والصناعة والشعر والغوص ومناقب الكويتيين والحوادث التي يؤرخون بها والتجار.
ثم أتى كتاب «من تاريخ الكويت» الذي صدرت طبعته الأولى سنة 1959 لمؤلفه سيف مرزوق الشملان، ليضيف فصلا جديدا ومهما من مراحل الكتابة التاريخية المدونة، والكتاب لا غنى عنه لأي باحث عن الاطلاع عليه لأنه يتناول فترات وأحداثا ووقائع اعتمد فيها الشملان أيضا على المصادر الشفوية، ومن رجال يوثق بأقوالهم، وقد تناول الشملان مظاهر مختلفة من الجوانب السياسية للكويت والكثير من صور المراسلات والكتب والبرقيات والروايات التي استقاها من بعض المعمرين الكويتيين.

وفي عام 1959، كان اقتراح الشيخ صباح الأحمد الصباح الذي كان يشغل منصب رئيس دائرة المطبوعات والنشر الى المجلس الأعلى الذي كان يمثل آنذاك السلطة التنفيذية للإمارة للعمل على «تأليف لجنة تشرف على كتابة تاريخ الكويت» لتنتقل الإمارة من تاريخها المرصود عبر الروايات الشفهية والكتابات الأدبية والتراثية والتدوين غير الموثق والدقيق الى مرحلة جديدة تعتمد المنهجية والوثيقة كأساس لرصد وتدوين تاريخها.
كما تطرق المؤلف الى دور حسين خزعل وكتابة تاريخ الكويت (1962)، وأحمد مصطفى أبوحاكمة ينفرد بتسجيل تاريخ الكويت الرسمي (1967)، و«الكويت بعيون غربي»، وتاريخ الكويت اليوم – ضرورة أم تصحيح مسار، والتي كان لها دور مميز في كتابة الأحداث التاريخية بصورة توثيقية.

الفصل الثانيوتناول الباحث في الفصل الثاني:الخليج العربي (التاريخ – الأهمية – الصراع)، فبحث جغرافية الخليج العربي، واشكالية التسمية وعروبة الخليج، وللأهمية الحضارية والتجارية للخليج العربي، والصراع والنفوذ، والخليج العربي هدفا للأوروبيين (البرتغاليين، الهولنديين، الإنجليز)، والخليج العربي والعثمانيين.

وجاء الفصل الثالث: ملامح من جغرافية الكويت وسكانها قديما، فبحث الهاجري جغرافية الكويت والمناخ والجزر وموقع الكويت وأهميته، الكويت عبر العصور، وسكان الكويت

.ثم انتقل المؤلف في الفصل الرابع: العتوب الآباء المؤسسون الى التعريف بالعتوب وهجرتهم الأولى من الهدار وأسبابها، وكيف كانت قطر وجهتهم الأولى، والرحيل من قطر، وقبل الاستقرار في الكويت، ومرحلة ما بين الكوت والقرين والعتوب وبنو خالد، وتشكيلات وطبيعة مجتمع العتوب بعد الاستقرار في الكويت، والكويت – الوطن الجديد.

وفي الفصل الخامس: إشكالية تأسيس إمارة الكويت، بدأها المؤلف بالكويت بين النشأة والتأسيس، واختلاف المؤرخين حول تحديد تأسيس الكويت، والآراء التي تناولت تحديد تاريخ تأسيس الكويت، ومخطوطة مرتضى بن علوان 1709م، والوثيقة العثمانية 1701م، ورد فعل المؤرخين على الوثيقة العثمانية، والوثيقة الهولندية لاهاي دان هاغ/ ومخطوطة البحراني «لؤلؤة البحرين»، وتأسيس الكويت 1613م، وإشكالية تسلسل حكام الكويت من آل صباح.
وجاء الفصل السادس: حكام الكويت وإدارة شؤونها منذ التأسيس وحتى 1896م، بداية بالحكم الثلاثي، وحاكم الكويت الأول الشيخ صباح الأول، ومظاهر السيادة الخارجية للكويت في عهد الشيخ صباح الأول، وحكم الشيخ عبدالله الأول بن صباح، ثم الكويت قوة جديدة بالمنطقة ونهاية مرحلة الحكم الثلاثي، والحكم المشترك مع التجار، والكويت بديلا عن البصرة، وواقعة الرقة 1783م، والعلاقة مع العثمانيين، والكويت وفتح البحرين، والعلاقة الكويتية ـ السعودية في عهد الشيخ عبدالله الأول والحملات السعودية على الكويت، والكويت تبني سورها الأول، والشيخ جابر الأول بن عبدالله الصباح، حكم الشيخ صباح الثاني بن جابر، ومرحلة حكم الشيخ عبدالله بن صباح الثاني، ثم جاءت الكويت والحملة العثمانية على الأحساء 1871م وتسويغ مبدأ الحق التاريخي لاحقا، وبعدها حكم الشيخ محمد بن صباح 1892- 1896م.

وفي الفصل السابع: الشيخ مبارك الكبير 1896- 1915م، تحدث فيه المؤلف عن الشيخ مبارك الصباح، وأزمة الحكم و«مقتل الشيخين محمد وجراح»، والأوضاع الداخلية في عهد الشيخ مبارك، والصراع بين الشيخ مبارك ويوسف الابراهيم، والصريف 1901م.

أما الفصل الثامن فكان: الشيخ مبارك والصراع الدولي بالمنطقة 1896- 1915م، وتناول العلاقات الكويتية ـ العثمانية قبل اتفاقية الحماية 1899م، والعلاقات الكويتية ـ العثمانية بعد اتفاقية الحماية 1899م، ومبارك والصراع الروسي على الكويت/ طلب الحماية الروسية (1901م)، واتفاقية الحماية البريطانية 1899م، واتفاقية 1913م، والشيخ مبارك والحرب العالمية الأولى 1914م، والشيخ مبارك وقيام الدولة السعودية الثالثة 1902م، والشيخ مبارك والأمير عبدالعزيز المواجهة وغياب الوفاق، ومشكلة العجمان.

جابر وسالم المبارك

وفي الفصل التاسع: الكويت في عهد الشيخين جابر وسالم المبارك 1915 -1921م، يتطرق المؤلف د.عبدالله الهاجري إلى فترة حكم الشيخ جابر المبارك 1915-1917م، ومؤتمر الكويت الأول 1916م، ثم مرحلة الشيخ سالم بن مبارك الصباح 1917-1921م، والشيخ سالم وابن سعود، ومعركة حمض 1920م، وسور الكويت الثالث 1920م، ومعركة الجهراء1920م، ومحاولة التهدئة بين ابن سعود والشيخ سالم.

أحمد الجابرويأتي د.الهاجري إلى الفصل العاشر: الكويت في عهد الشيخ أحمد الجابر 1921-1950م، مستعرضا هذه المرحلة بعدة أبواب أولها الكويت في عهد الشيخ أحمد الجابر، ثم مطالب العودة للحكم، بعدها مجلس الشورى الأول في تاريخ الكويت 1921م، وتطور الحراك المجتمعي بالكويت، والمجلس التشريعي (1938م)، والموقف البريطاني من محاولات مجلس 1938م الاستئثار بالسلطة، ومؤتمر العقير 1922م، وقضية المسابلة، وأخيرا تصدير النفط.

الكويت بين 1950 و1977

ويضم الفصل الحادي عشر: الكويت في الفترة ما بين 1950 و1977م، أبواب من تولي الشيخ عبدالله السالم الحكم، والموقف البريطاني من تولي الشيخ عبدالله حكم الكويت، والشيخ عبدالله السالم والقوميين العرب بالكويت، والقوميون العرب يقودون الحراك السياسي، والصدام مع السلطة، واستقلال الكويت (1961م) وإلغاء اتفاقية الحماية (1899م)، والأزمة الكويتية ـ العراقية (1961م)، والأزمة في مجلس الأمن وموقف الجامعة العربية منها، والسلطة وتغير موقفها من الحركات الإصلاحية بالكويت، ودستور الكويت 1962م الى (مجلس الأمة الأول 1963م)، وعهد الشيخ صباح السالم الصباح 1965م- 1977م.

أزمات وحروب

وفي الفصل الثاني عشر: الحرب بالتاريخ الكويت والعراق، يتناول د.عبدالله الهاجري الأزمات والحروب، فالباب الأول جاء بعنوان «العراق تاريخ من الصراع وعدم الاستقرار ـ نظرة على جذور العلاقة الكويتية بالعراق العثماني وولاته، ثم أزمة إذاعة الزهور 1938م ـ أزمة الاتحاد الهاشمي 1958م، والأزمات الكويتية ـ العراقية في العهد الجمهوري بعد 1958م، والحرب العراقية ـ الإيرانية 1980م، وصدام يهدد الخليج، والغزو العراقي للكويت 2 أغسطس 1990م، والسلطة الكويتية وإدارة أزمة الزو العراقي من الخارج (مؤتمر جدة) المقاومة الكويتية، و(مجلس الأمن الدولي) والغزو العراقي للكويت، والقمة العربية الطارئة بالقاهرة، ليصل إلى تحرير الكويت في 26 فبراير 1991م.

المجتمع الكويتي

ونظرا للدور الاجتماعي وملامح الحياة قديما وحديثا جاء الفصل الثالث عشر من الكتاب بعنوان: ملامح من أنشطة المجتمع الكويتي قديما، فتطرّق المؤلف إلى الكويت البادية والبحر، وأهم ملامح وأوجه النشاط الاقتصادي في الكويت قديما، والتجارة، والغوص على اللؤلؤ، وصيد الأسماك، صناعة السفن، والأنشطة الاجتماعية بالكويت قديما ( التعليم ـ الصحة ـ القضاء)، وملامح من تراث الكويت القديم (العلم الكويتي ـ الديوانيات)، ليختم د.الهاجري مؤلفه بالتأكيد على أن الكويت ومجتمعها صناعة كويتية خالصة، إمارة صنعها وأسسها الآباء الأوائل من أبنائها وانفردوا بحكمها، واجهوا صعابا، وعاشوا وعاصروا آلاما وأحداثا جساما ما بين نجاحات وانكسارات، وآمال وطموحات… صمدوا وصمدوا وانتصروا…وطن صنعوه وحافظوا عليه مستقلين لا تابعين، بلد مفتوح متقبل للثقافات والهجرات المختلفة، فبقيت الكويت وتاريخها يشهد على مجيد أعمالهم وأفعالهم.

ميمونة الصباح: «تاريخ الكويت»  يلبي حاجة الدارسين والمهتمين بتاريخنا

يصدر كتاب «تاريخ الكويت ـ الامارة والدولة» لمؤلفه د.عبدالله الهاجري ليشكل اضافة مهمة للمكتبة التاريخية الكويتية، والتي هي بأمس الحاجة للباحثين المختصين الجادين لتغطية جوانب مهمة من تاريخ وطننا الغالي، حيث يتناول الكتاب مجريات تاريخ الكويت واحداثه منذ نشأة الكويت ككيان سياسي بوصول «العتوب» بزعامة آل صباح وآل خليفة والجلاهمة حتى قيام دولة الكويت المستقلة، دولة الدستور والمؤسسات والديموقراطية، معتمدا في ذلك على اهم المراجع والمصادر المعتمدة، ونقض ما يستلزم النقض من المعلومات الواردة فيها، وذلك بأسلوب علمي موضوعي رصين يأخذ الجانب الرأسي والعمودي ملتزما بالتوازن والنقد الموضوعي، الى جانب سلاسة الاسلوب ووضوح التعبير، وهو في كل ذلك يستشعر اعتزازنا بتاريخنا الوطني، ووجوب الحرص على توثيقه ودراسته وتدريسه، شأننا في ذلك شأن الامم والشعوب الاخرى، وذلك لزيادة الوعي الوطني، وغرس الشعور بالانتماء لدى ابناء الوطن. كما استشعر د.عبدالله الهاجري في مؤلفه هذا ان الاهتمام المركزي والاهداف الاساسية لنا جميعا شعبا وحكومة، باحثين ومختصين، يجب ان ينصب على البحث التاريخي العلمي الوثائقي لوطننا الغالي الذي يتيح للباحثين ولوج ابواب ومناهج جديدة تفتح ابواب المعرفة على معلومات تاريخية مؤكدة يقوم على دراستها وبحثها بموضوعية وامانة، فيقينا علم التاريخ علم انساني له منهجيته وقواعده في البحث، والتي تقوم ـ بشكل اساسي ـ على الوثائق المعتمدة كحيز مهم لاستكمال الكتابة التاريخية التي تلعب الاجتهادات فيها دورا اساسيا.

المؤلف في سطور

أستاذ تاريخ الكويت الحديث والمعاصر ـ رئيس قسم التاريخ بجامعة الكويت ـ أمين سر الجمعية التاريخية الكويتية، حائز على جائزة الدولة التشجيعية في الدراسات التاريخية والأثرية لدولة الكويت، حصل د. عبدالله محمد الهاجري على دكتوراه الفلسفة في التاريخ الحديث والمعاصر من جامعة Durham بالمملكة المتحدة، له 20 بحثا ودراسة منشورة باللغتين العربية والإنجليزية في مجلات ودوريات عربية وعالمية محكمة إضافية لدراسات بحثية في عدد من الموسوعات العالمية