تعرف على أنظمة تشغيل أخرى للهواتف غير الأبل والأندويد !

0
372

منذ أن نجحت تجربة أول هاتف محمول في العالم عام 1973 على يد المهندس الأمريكي «مارتن كوبر» لصالح شوركة «موتورولا» (Motorola)؛ تصاعدت أهمية الهواتف المحمولة على مر العقود الثلاثة التالية لهذا الحدث، بل اعتلت قمة اهتمامات الغالبية العظمى للناس في جميع أنحاء العالم وحتى يومنا هذا.

شهدت بعد ذلك الهواتف المحمولة تطورًا جذريًا، منذ أن أقامت ثورة حين أضافت خصائص نجدها اليوم عادية، وبسيطة مثل الرسائل النصية القصيرة، والتي أضافتها كُلٌّ من «تي موبايل» الأمريكية و«تيليا»السويدية عام 1993.

وبعد تطورات متلاحقة على مدى 20 عامًا احتدت المنافسة بين شركات تصنيع الهواتف على تزويد منتجاتها بأفضل، وأسهل أنظمة تشغيل ممكنة، منها ما لم يكن الأفضل، ومنها ما اعتلى قمة المنافسة؛ مثل أنظمة تشغيل «أندرويد» (Android) و«آبل» (Apple) الذي يشهد العالم المنافسة الكبرى بينهما اليوم، ولكن ما قد لا يعرفه البعض أن هناك عدة أنظمة تشغيل حالية، وسابقة تتواجد على ساحة الهواتف المحمولة، وإن لم تحظ بالاهتمام، والإقبال الكبير عليها.

Windows OS.. الشعبية في الحاسوب لا تنتقل إلى الهواتف بالضرورة

بدأت «مايكروسوفت» (Microsoft) في ابتكار أول أنظمة التشغيل الناجحة الخاصة بالهواتف عام 2000 بهاتف «بوكيت بي سي 2000»، والذي استوحته كاملًا من نظام تشغيل الحاسوب الشهير «ويندوز 98»، واعتبره الكثير من المستخدمين وقتها تقدمًا كبيرًا في بدايات عالم الهواتف الذكية. ثم تلى ذلك ثمانية إصدارات، كان أكثرها نجاحًا حتى الآن هو الإصدار السابع «ويندوز7» والذي طرحته الشركة من خلال ثلاث علامات تجارية شهيرة في مجال تصنيع الهواتف هم «إل جي» (LG) و«ديل» (Dell) و«إتش تي سي» (HTC)، طرحت بعدها «مايكروسوفت» هواتفها الخاصة بالعلامة التجارية «لوميا» (Lumia) بعد صفقة الاستحواذ على «نوكيا» (Nokia) الشهيرة عام 2014 بمبلغ 7.2 مليارات دولار.

صورة لمستخدم هاتف ويندوز من getty images

في منتصف العام 2017 أوقفت «مايكروسوفت» الدعم لهواتف أنظمة «ويندوز» بعد عامين فقط من إصدار النسخة العاشرة والأخيرة عام 2015، مما يعني أن هواتف أنظمة «ويندوز» سوف تستمر في العمل، لكنها لن تستقبل أي تحديثات من الآن فصاعدًا، وبالرغم من أن الشركة لم تعلن سببًا رسميًا لوقف دعم وإنتاج أنظمة «ويندوز» للهواتف؛ إلا أن الكثير من المستخدمين والخبراء في مجال الهواتف قد أرجعوا ذلك إلى إخفاق «مايكروسوفت» في منافسة الكبار – آبل وأندرويد – وربما نظرًا لقلة شعبية النظام، وصعوبة استخدام واجهته وبعض خواصه، بالرغم من وجود آراء ترى أن نظام ويندوز للهواتف كان يتميز بعدة خصائص وصفات أفضل من نظيرتها في الأنظمة والأجهزة المنافسة.

ومن أهمها كانت جودة التطبيقات المتوافرة – مثل تطبيقات الحسابات والتوثيق – بالرغم من تفوق متجر جوجل من حيث الكم، وسهولة الربط بين الحسابات الشخصية فى منصات التواصل الاجتماعي، ووفرة نسخ الهاتف لمنتجات مايكروسوفت المختلفة الأساسية للكثير من المستخدمين مثل برمجيات الأعمال المكتبية «أوفيس»، بالإضافة إلى الدعم الفني الجيد والسريع الذي يحظى به مستخدم هواتف أنظمة «ويندوز»، والبناء القوي عالي الجودة للأجهزة الحاملة له، كما يتميز بمدى واسع لتغيير وتعديل الشاشة الرئيسية أثناء غلق الهاتف بعكس محدودية الخيارات في كُل من آبل وأندرويد.

«Fire OS».. أمازون تترك بصمتها

بصفتها واحدة من أكبر الكيانات التجارية في العالم، لم تكتف أمازون ببيع منتجات العلامات التجارية الأخرى، بل أتاحت للجميع هواتف وأجهزة لوحية وأجهزة تلفاز تحمل نظام تشغيل خاص بها باسم «فاير أو إس» (Fire OS)، مبني في الأساس على نظام «أندرويد» الشهير الذي تتبناه «جوجل»، ولكن دون الاعتماد في المقام الأول على تطبيقات جوجل ولا متجره.

قد لا تلتقط أعين المستخدم العادي الفرق بين هذا النظام ومصدره الأساسي؛ لكن أمازون أضافت عدة خواص و خيارات لتيسير عملية استخدام منتجاتها ومواقعها، مثل ميزة «كيندل فري تايم» المخصصة للقراءة الإلكترونية، والتي تشتهر أمازون بها من خلال أجهزة «كيندل» (Kindle) الشهيرة الخاصة بها.

صورة لجهاز فاير تابلت 10

الجدير بالذكر أن أمازون أتاحت أجهزة فاير اللوحية المهيئة بالكامل للأطفال بحيث تكون آمنة، وتوفر لهم تطبيقات تعليمية وترفيهية مناسبة لأعمارهم ومراحل تعليمهم، وقد أعلنت أمازون مؤخرًا عن تحديثات جديدة لنظام «فاير أو إس» تحمل الكثير من المميزات التي تتواجد في نظام أندرويد إصدار «نوجيت» الأخير، كي تسهل واجهة النظام، وتتيح لهم المزيد من الخيارات المُحدثة.

«Tizen OS».. سامسونج تتبنى البدائل

هذا النظام تم تطويره وابتكاره عام 2013 من قبل بعض المطورين الذين استخدموا نظام التشغيل الشهير «لينوكس» مفتوح المصدر، ثم تبنته «سامسونج» الكورية في العام نفسه حين أعلنت عن إنتاج أجهزة تحمل هذا النظام، وهو الهاتف «سامسونج زي» (Samsung z)، وأعلنت أنه سوف يكون بمثابة بديل لأجهزتها واسعة الشعبية التي تحمل نظام أندرويد مثل سلسلة «جالاكسي» الشهيرة.

أظهر النظام اختلافًا واضحًا، لكنه غير بعيد عن قرينه الشهير «أندرويد» من حيث واجهة المستخدم، وإمكانيات مختلفة مثل تطبيقات تصفح الإنترنت، وتطبيقات تدعم تشغيل شريحة واسعة من مشغلات الوسائط (media player)، كما احتوى النظام أيضًا على ميزة تعدد المهام ذات الطبيعة الصوتية مثل تشغيل المقاطع، والموسيقى في الوقت نفسه مع إمكانية التبديل بينهما.

وفي منتصف العام 2017 أعلنت «سامسونج» عن رابع إصداراتها التي تحمل نظام تيزن؛ وهو «سامسونج زي 4» (Samsung Z4)، بعد تطوير هذا النظام بخصائص جديدة أقوى لدعم المهام البصرية التي ساهمت في رفع كفاءة تشغيل الألعاب بشكل ملحوظ، بالإضافة إلى متصفح إنترنت يدعم تصفحًا سريعًا وناعمًا دون تعطيل أو تأخر ملحوظ، كما قدم التحديث الأخير خاصية هامة للكثير من المستخدمين: وهي تعدد المستخدمين بهويات متعددة (Multi user ID) وهي الميزة الأكثر طلبًا في كثير من الأوقات عن استخدام أجهزة بعينها في مهام العمل.

«Sailfish OS».. النظام الآتي من ميراث نوكيا

في عام 2010، أنتجت «نوكيا» هاتفًا عُرف باسم «إن 9» أو N9، وأعلنت أنه سيحمل نظام تشغيل جديدًا تمامًا يسمى «ميجو» (Meego) بالتعاون مع كُل من شركة «إنتل» (Intel) و«منظّمة لينوكس» (  Linux Foundation)؛ ولكن رغم المجهود المبذول في ابتكار هذا النظام إلاّ أن العديد مُستخدمي هاتف نوكيا «إن9» لم يكونوا مسرورين بالنتيجة، نظرًا لكون طريقة استخدامه – وقتها – مختلفة تمامًا عن الأنظمة المتوافرة، وخاصة أنه كان من أوائل الهواتف التي قررت أن تستغني تمامًا عن زر القائمة الرئيسي.

صورة لهاتف نوكيا إن 9

بعد العديد من التجارب والإصدارات لهذا النظام، ظهر في العام 2015 سليل له بعنوان «سيلفيش» من خلال هاتف خاص به باسم «جولا» (Jolla) من إنتاج وتطوير شركة «جولا» الصينية، التي قامت بإضافة العديد من حركات اللمس (touch gestures) والتي ساهمت في إظهار الاختلاف بين هذا النظام وبين الأنظمة الكبرى مثل «آبل أو إس» وأندرويد، بالإضافة إلى عدة متاجر رسمية للتطبيقات، وليس واحدًا رسميًا مثل متجر «جوجل بلاي»، ثم بعدها اتخذ العديد من مصنعي الهواتف هذا النظام في أجهزتها، وأعلنت مؤخرًا شركة «جولا» عن تطور هام متمثّل في الإصدار الجديد المسمّى «سيلفيش إكس»، الذي سيحمله جهاز من صناعة العملاق «سوني» (Sony)، والذي سيحمل اسم «إكسبيريا إكس» (Xperia X).

صورة لهاتف جولا الذي يعمل بنظام سيلفيش

وبالرغم من وجود عدّة أنظمة تشغيل أخرى للهواتف لم تعد موجودة الآن، لأنها إما فشلت تمامًا في المنافسة، أو لم تكن على القدر الكافي من السهولة وتعدد الخصائص التي اشتهر بها نظام «أندرويد»، أو معدلات الأمان والخصوصية الذي اشتهرت بها «آبل»؛ لكن يمكننا أن نرى وجود العديد من المحاولات للدخول في إطار التنافس بهدف الوصول لنظام التشغيل الأقصى جودة، والأكثر تفردًا.

المصدر