صل نواكشوط غدا الخميس 07 – 02 – 2018 الرئيس السنغالي ماكي صال، في زيارة تأتي استجابة لدعوة من الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز عبر رسالة خطية حملها وزير النفط والطاقة والمعادن، وسيجد الرئيسان على طاولة محادثتهما العديد من الملفات التي تقف حجر عثر في المجرى الطبيعي للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
مسار العلاقات بين البلدين عرف خلال السنوات الأخيرة تأرجحا، ظل التوتر فيها صامتا في أغلب الأحيان، دون أن يمنع ذلك من تبادل قادة البلدين رسائل بدت غير مشفرة في بعض الملفات، ويشكل اجتماع الخميس فرصة لوضع البلدين النقاط على الحروف في ملفات عديدة، بعضها جديد كملف الغاز في الحدود بين البلدين، وبعضهما قديم متجدد كملف صيد السنغاليين في المياه الإقليمية الموريتانية، وكذا رعي الموريتانيين لقطعان حيواناتهم في الأراضي السنغالية، كما يبرز ملف النفوذ الإقليمي كأحد مجالات التنافس والخلاف بين البلدين.
ويكشف “تاريخ” العلاقات بين موريتانيا والسنغال خلال العقود الأخيرة “حتمية” عودة الدفء إليها مهما كانت درجة الصقيع التي وصلتها، حيث تعرضت خلالها لهزات عديدة وعنيفة أحيانا، لكن سرعان مع تعود بعدها لسابق عهدها، وينتصر التاريخ والجغرافيا والتداخل البشري على الخلافات السياسية.
من الصيد كانت الشرارة
يعتبر ملف الصيد من الملفات البارزة والمؤثرة في علاقات البلدين، وتعود له شرارة للتطور الأخير في علاقاتهما، حيث قتل خفر السواحل الموريتانيين يوم السبت 27 يناير المنصرم صيادا سنغاليا، ويوم الاثنين 29 يناير عرفت مدينة سينلوي السنغالية احتجاجية استهدفت متاجر موريتانيين، وتم نهب أحدهم بالكامل.
لكن هذا الحادث الذي أثار الشرارة الأخيرة لم يكن سوى حلقة من مسلسل أزمة متصاعدة بين البلدين في ملف الصيد، بدأت منذ فبراير 2016، حيث أوقفت موريتانيا آنذاك صيد القوارب السنغالية في مياهها، وكان قرارها مصحوبا بأوامر لرجال الأمن بعدم استخدام الرصاص في مطاردة القوارب السنغالية المخالفة.
وجاء القرار الموريتاني إثر إجراء السلطات الموريتانية لتقييم لحجم عائداتها الاقتصادية من الصيد الذي يمارسه الصيادون السنغاليون في المياه الإقليمية الموريتانية، حيث كشف التقييم أن الصياديين يأخذون سنويا حوالي 50 ألف طن، في حين أن ما تدفعه السلطات السنغالية لموريتانيا لا يتجاوز 250 ألف يورو، وهو ما رأت السلطات الموريتانية أنه يبدو كما لو كان تعويضا رمزيا، حيث لا يتجاوز سعر الطن – بهذا العائد – 50 أورو فقط، ويعني ذلك أن كلغ السمك يصل السنغال بسعر لا يتجاوز 20 أوقية.
كما أعلنت الحكومة الموريتانية عن عملية تحديث الشاملة لنظم الصيد في موريتانيا، وخصوصا مدونة الصيد، وبناء على هذا التحديث تم تقسيم الصيد لنوعين هما:
-
الصيد الأجنبي: ويلزم العاملون فيه بإفراغ حمولتهم في سفن في البحر تحت مراقبة السلطات الموريتانية، للتأكد من موافقة حمولتها للقوانين الموريتانية، وعيناتها، وما إذا كانت مرخصة للزبون الأجنبي، وفق الاتفاق الموقع بين الطرفين.
وقد طبقت موريتانيا هذا الأمر على السفن الأجنبية العاملة في مياهها الإقليمية، وغرمت السفن التي سجلت عليها مخالفات، وصادرت كمياتها، حيث تقوم بتوزيع هذه الكميات في المدن الداخلية بأسعار مخفضة، كما سعت لاقتناء تجهيزات للبحرية لمراقبة المياه الموريتاني.
-
الصيد الموريتاني (وهو الذي يعمل فيها موريتانيون بآليات موريتانية)، وقد تم إلزامهم بالتفريغ في الشواطئ الموريتانية قبل بيع الكميات التي حصلوا عليها، حيث يتم معرفة مدى مطابقتها للقوانين الواردة في مدونة الصيد الموريتاني.