بينما يتفاخر زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون بقوته العسكرية، ويتباهى بأسلحته عالية التقنية أمام العالم، يُقال إنَّ جنوده الذين يعانون من سوء التغذية يسرقون الذرة من الحقول الزراعية لدرء ألم الجوع.
ونقلت صحيفة التلغراف البريطانية عن تقريرٍ نشرته صحيفة “ديلي إن كيه”، المعنية بأخبار كوريا الشمالية، ويقع مقرها في كوريا الجنوبية، أنَّ الضباط الكوريين الشماليين يأمرون أفراد قواتهم باستكمال حصصهم الغذائية الضئيلة عن طريق نهب الحقول المحلية، من أجل الإبقاء على قوتهم استعداداً للمعركة.
وقال مصدرٌ من مقاطعة هامغيونغ الشمالية للصحيفة: “ضباط الجيش يأمرون جنودهم المنهكين من التدريبات بأكل الذرة من الحقول، لأنَّ الحرب باتت وشيكة”.
وأضاف: “حتى إنَّهم يهددون جنودهم قائلين: إذا عانيتم من سوء التغذية رغم السماح لكم بأكل الذرة، ستواجهون المشكلات”.
وزعم مصدرٌ آخر من مقاطعة ريانغانغ، أنَّ جنوداً يحملون أكياساً كبيرة من الذرة غير الناضجة شُوهِدوا مراراً وهم يحاولون بيع متاعهم في الأسواق.
رابع أكبر جيش في العالم؟
تتناقض هذه الحالة البائسة للجيش الكوري الشمالي تناقضاً صارخاً مع تهديدات كيم العاصفة، منذ أطلق صاروخاً باليستياً فوق اليابان، يوم الثلاثاء 29 أغسطس/آب.
وأشاد كيم أمس الأربعاء، 30 أغسطس/آب، بالاختبار الصاروخي باعتباره “تجربةً جيدة في عمليات إطلاق الصواريخ في حربٍ حقيقية”، وباعتباره “مقدمة هادفة لاحتواء” غوام، وهي منطقة تابعة للسيطرة الأميركية بالمحيط الهادي، هدَّد كيم بمهاجمتها بالصواريخ فى وقتٍ سابق من هذا الشهر.
ويعتبر الجيش الكوري الشمالي رابع أكبر جيش في العالم من حيث عدد الجنود، ويتقلد الزعيم كيم جونغ أون منصب القائد الأعلى للجيش، وفقاً لموقع قناة الجزيرة.
وتمتلك كوريا الشمالية جيشاً قوامه 1.2 مليون جندي، بالإضافة إلى 4.5 مليون جندي في قوات الاحتياط، بينما تبلغ قيمة النفقات العسكرية السنوية 3.5 مليار دولار، وهي تمثل نحو 25% من ميزانية الدولة.
ولديها أربعة آلاف و100 دبابة قتالية وألفان و500 ناقلة جنود، وثمانية آلاف و500 قطعة مدفعية. ورغم ضخامة الترسانة العسكرية من حيث العدد والكم، يطغى على معظمها القدم، حتى بات بعضها عاطلاً عن العمل بسبب ضعف الصيانة، حسب موقع قناة الحرة الأميركية.
هل الكوريون سعداء بزعيمهم؟
وتفيد بعض التقارير بأنَّ مواطني كوريا الشمالية، الذين يتحتم على بعضهم الآن حراسة حقولهم من أفراد الجيش، ليسوا معجبين بتبجُّح زعيمهم واستعراضه.
وذكرت صحيفة “ديلي إن كيه”، أنَّ “عدداً متزايداً من المواطنين يشيرون إلى أنَّه، بالنسبة لهم، استفزاز الولايات المتحدة هو معركةٌ خاسرة