قالت فيونا ماكدونالد في مقال لها على موقع «ساينس أليرت»: «إن دراسة أثبتت أن الأشخاص الذين يصححون باستمرار الأخطاء النحوية على الإنترنت هم (أقل قبولًا) من أولئك الذين يتغاضون عنها. أما الذين يسارعون باستمرار إلى تصحيح الأخطاء الإملائية على (فيسبوك) فهم عمومًا أقل انفتاحًا، ومن المرجح أيضًا أن يطلقوا أحكامهم على أخطائك أكثر من أي شخص آخر».
في دراسة نشرت في مجلة «بلس ون» في عام 2016، تمكن الباحثون لأول مرة من إظهار أن سمات الشخصية يمكن أن تحدد كيف يستجيب الشخص للأخطاء الإملائية والنحوية، ويمكن أن يعلمنا هذا الكثير حول كيفية تواصل الناس على الإنترنت.
تنقل ماكدونالد عن الباحثة الرئيسة جولي بولاند من جامعة ميتشيجان قولها «هذه هي أول دراسة تظهر أن السمات الشخصية للقراء لها تأثير على تفسير اللغة. ففي هذه التجربة فحصنا الأحكام الاجتماعية التي أدلى بها القراء عن الكتّاب».
اقرأ أيضًا: دليل المنح الدراسية لعام 2018: ابدأ الاستعداد من الآن!
طلب من 83 مشاركًا في الدراسة قراءة ردود على إعلان عن زميل سكن، والتي إما لا تحتوي على أي أخطاء، أو عُدلت لتشمل الأخطاء الإملائية أو النحوية. ثم عبر المشاركون عن رأيهم في كاتب الرسالة الإلكترونية استنادًا إلى ذكائهم المتصور، وودهم، وغير ذلك من الصفات، مثل مدى حسن كونهم زملاء سكن. كما سئلوا أيضًا في نهاية التجربة عما إذا كانوا قد رصدوا أي أخطاء نحوية أو إملائية في رسائل البريد الإلكتروني، وإذا كان الأمر كذلك، فما مدى انزعاجهم.
بعد ذلك – تشير ماكدونالد – طلب الباحثون من المشاركين إكمال نموذج تقييم الشخصية – الذي يصنف الأشخاص على أساس الانفتاح، والقبولية، والانطواء، والعصبية، والضمير – فضلًا عن الإجابة على أسئلة حول أعمارهم، وخلفياتهم، ورأيهم في لغة الإعلان.
الأخطاء الإملائية تثير جنون البعض!
وفي المجمل، رصد جميع المشاركين في الدراسة أخطاء إملائية ونحوية في رسائل البريد الإلكتروني أسوأ من أولئك المتفوقين في الإملاء والنحو، ولكن كان هناك بالتأكيد أشخاص حكموا على الأخطاء الإملائية للمتقدمين بشكل أكثر قسوة.
على سبيل المثال – تضيف ماكدونالد – كان المنفتحون بشكل عام أكثر ميلًا لتجاهل كل أشكال الأخطاء الإملائية والنحوية، في حين أن الانطوائيين كانوا أكثر نقدًا. وكان الأشخاص الذين صُنفوا على أنهم أصحاب ضمير، ولكن أقل انفتاحًا، أكثر حساسية للأخطاء الإملائية، في حين أن الشخصيات الأقل قبولًا هم أكثر حساسية للأخطاء النحوية. وقد برر الباحثون ذلك بالقول «ربما لأن الأشخاص الأقل قبولًا هم أقل تسامحًا مع الانحراف عما هو متفق عليه».
اقرأ أيضًا: مترجم: هل تصبح أكثر عقلانية؟ تعرف على تأثير تعلم لغة ثانية على طريقة تفكيرك
ومن المثير للاهتمام أن كون الشخص عصبيًا لم يؤثر في كيفية تفسيره للأخطاء. كانت الاختلافات التي كشفها البحث غامضة للغاية، فهذه عينة صغيرة بشكل عام، لذلك نحن في حاجة إلى النظر إلى النتائج بحذر، ولكن لم يكن من الممكن تفسير النتائج من خلال عمر الناس، أو مستواهم التعليمي؛ مما يشير إلى أن السمات الشخصية تلعب دورًا.
هناك حاجة الآن إلى مزيد من البحوث لتأكيد هذه الروابط، ولكن في الوقت الراهن، تأقلم مع حقيقة أن الأخطاء الإملائية يمكن أن تحدث للجميع، ولكن الأمر يتطلب نوعًا بعينه من الناس؛ حتى يصححوا لك الأخطاء دومًا.
المصدر