دعوة لاكتشاف الكوكب الموريتاني – محمد العرب

0
339

نعم بلا مبالغة، إذا كنت من الباحثين عن الفرص الاستثمارية الاستثنائية فليس عليك إلا أن تدير دفّة اختياراتك نحو أرض الشناقطة، حيث تسعى موريتانيا اليوم إلى استقطاب الاستثمار من خلال تبني سياسة اقتصادية منفتحة ومرنة وتفاعلية، واستثمار ما تتوفر عليه من تنوع في الثروات في منح الضمانات والتسهيلات التشريعية والتنظيمية المتعلقة بالاستثمار، موريتانيا التي تراهن كثيراً على موقعها الاستراتيجي الذي يشكل منطقة تلاقى بين عدة فضاءات استراتيجية “مغاربية ـ أوربية ـ أفريقية” في دفع التطور والتوسع الحاصل في قطاع المعادن “التوسع في إنتاج الحديد، ووجود كميات معتبرة من الذهب وباقي المعادن التي لم تكتشف بعد، رغم وجود مؤشرات علمية على وجودها” بالإضافة إلى التنقيب عن النفط والغاز.

الكوكب الموريتاني تعاقبت عليه مجموعات من مقاولين ومستثمرين كنديين وأمريكيين واستراليين وعرب وآسيويين وخاصة أوروبيين لتقييم فرص الاستثمار المتوفرة ميدانياً ودراسة سُبُل إرساء شراكة مثمرة مع موريتانيا، إلا أن المؤلم أن يكون التواجد العربي دون مستوى الطموح في بلدٍ عربي يشتهر أهله بعروبتهم واعتدالهم وحفاوتهم بالأشقاء.

وعلى العموم يتضمن قانون الاستثمار في موريتانيا على حرية المقاولة وحرية تحويل رأس المال والأرباح وحرية الولوج إلى المواد الأولية وحماية الملكية الفكرية والمساواة في معاملة المستثمر الوافد والمستثمر الوطني ونظام التحكيم في النزاعات المتعلقة بالاستثمار بالإضافة إلى إعفاءات جمركية وضريبية محفزة وإمكانية إقامة مناطق اقتصادية خاصة.

بعيداً عن الاستثمار..

ﻗﺎﻟﺖ لي وهي منزعجة: ﺻﻒ ﻟﻲ موريتانيا التي سحرتك وأنت الذي لم تزورها إلا مرات قليلة؟!.

ﻓﻘلت لها مبتسماً: ليس فيها ناطحات سحاب، لكن فيها خيام ترتفع أعمدتها حتى تعانق السماء، ليس فيها مجمعات تجارية كبيرة، لكن الابتسامة موجودة في المحال الصغيرة، ليس فيها شوارع حديثة بمسارات متعددة، لكن شوارعها أخذت اتساعها من اتساع قلوب أهلها، لا يرتدي أهلها ثياباً من الحرير، ﻟﻜﻨﻚِ ﺗﺸﻌﺮﻳﻦ ﺑﺎﻟﻄﻤﺄﻧﻴﻨﺔ عندما تشاهدين أهلها يزينون الدرّاعة والملحفة هم من يزينون الملابس وليس العكس، ورغم أن ﺛﻴﺎﺑﻬﺎ ﺑﺴﻴﻄﺔ التصميم والخياطة إلا أنها نظيفة وعطره وﺗﺤﻤﻞ ﻓﻲ ﺛﻨﺎﻳﺎﻫﺎ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﻭﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ويشع منها الترحاب الصادق، ﻻ تتزين موريتانيا عادة ﺑﺎﻟﺬﻫﺐ ﻭﺍﻟﻔﻀﺔ والمجوهرات ﻟﻜﻦّ ﻓﻲ ﻋﻨﻘﻬﺎ ﻋﻘﺪاً ﻣﻦ ﺳﻨﺎﺑﻞ ﺍﻟﻘﻤﺢ ﺗﻄﻌﻢ ﺑﻪ ﻛﻞ ﺟﺎﺋﻊ.

ﻗﺎﻟﺖ ساخرة: ﺃﺭﻯ موريتانيا ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻠﻔﺎﺯ أحيانا، ﻭﻟﻜﻨﻲ ﻻ ﺃﺭﻯ ﻣﺎ ﻭﺻﻔﺖ ﻟﻲ..!!؟.

ﻓﻘلت ﻟﻬﺎ مبتسما: ما يعرضه التلفاز هو عن موريتانيا ﺍﻟﺘﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺮﻳﻄﺔ، ﺃﻣﺎ ﺃﻧﺎ ﻓﺄﺗﺤﺪﺙ ﻋﻦ موريتانيا ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻊ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻲ وضميري، في موريتانيا التي أعرفها إذا لم يبهرك شاعر، أدهشك أديب، أو سافر بك إلى المجهول راوٍ، أو اصطحبك إلى الأفاق مفكر.