دفع جديد لعلاقات ضاربة في القدم

0
316

 

حل اليوم ببلادنا ضيف كبير هو فخامة الرئيس ماكي صال، رئيس جارتنا السنغال.

وتجسد هذه الزيارة، التي تعد الأولي من نوعها بعد تنصيب أخيه فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني رئيسا للجمهورية الإسلامية الموريتانية إثر النجاح الباهر الذي حققه في انتخابات يونيو الماضي، متانة العلاقات الثنائية القائمة بين البلدين. كما أنها تكرس حرص القائدين على إرساء سنة حميدة، تتمثل في وضع آلية قوية ودائمة للتشاور وتبادل الزيارات لتوطيد علاقات جذورها ضاربة في القدم.

وبصرف النظر عن كون الزيارة تعطي إشارة قوية على التمسك بمبادئ حسن الجوار، فهي تعكس مع ذلك، التقدير والاحترام الكبيرين المتبادلين بين الرئيسين. فمن منا لا يذكر الدعوة الكريمة التي وجهها فخامة الرئيس ماكي صال لأخيه فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، ليكون ضيف شرف مؤتمر دكار حول السلام في إفريقيا نوفمبر الماضي، والذي أبانت فيه الكلمة التي ألقاها فخامة رئيس الجمهورية، عن رؤيته المتبصرة بشأن الأمن في إفريقيا والساحل خصوصا والتحليل العميق للوضع في المنطقة.

كما تأتي هذه الزيارة الميمونة، لتبرز مدي إعجاب الضيف الكريم بحكمة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني وتجربته الكبيرة في مجالات عدة تشمل الإشكاليات الأمنية التي تعتبر تحديا خطيرا وآفة تهدد السلم والأمن في القارة.

ولئن كانت هذه الزيارة تعكس وجها آخر لتجليات الروابط القوية التي أصبحت تتأكد يوما بعد يوم بين الرئيسين، فإنها تكشف من جانب آخر الرؤية الإستراتيجية التي يتحلي بها الرئيسان والمستوى الجيد والرفيع الذي يريدان أن تصله العلاقات الثنائية بين البلدين الجارين. لذا فليس من المصادفة في شيء، أن يلتقي الرئيسان اليوم وموريتانيا والسنغال ترتبطان بالعديد من الاتفاقيات الهامة في شتى المجالات.

فقد تم التوقيع مؤخرا على وثائق بروتوكول تطبيقي جديد لاتفاقية الصيد التي تربط بين البلدين منذ سنة 2001، والذي بموجبه تقدم موريتانيا للسنغال، 400 رخصة صيد، تمكن 400 من الصيادين السنغاليين، من اصطياد 50 ألف طن من الأسماك السطحية الموجهة للاستهلاك المحلي.

وإلي جانب ذلك، هنالك اتفاقيات في مجال التعليم والبحث العلمي، وبروتوكولات عديدة للتبادل الثقافي، والتعاون في مجال الطاقة، والمحروقات الخام والمكررة وفى ميادين الزراعة والمعادن والصناعة التقليدية والصحة والسياحة.

ولا يمكن أن ننسي في هذا السياق، حقل السلحفاة الغازي المشترك، الذي يعد من أبرز نماذج الشراكة والتعاون بين البلدين. وقد وقع البلدان مؤخرا اتفاقا مشتركا يوضح كيفية تقاسم العائدات الناجمة عن استغلال الحقل المذكور.

ويأتي عامل الدين الإسلامي الحنيف، قبل هذا وذاك، ليضفى على تلك العلاقات طابعا مميزا، يتسم بروح التسامح وحب الخير لبعضنا البعض ونشر عرى الأخوة بيننا ويحصن تلك العلاقات ضد التنابذ والفرقة والكراهية.

إنها جوانب من تعاون صلب الأسس، مكّن من تنفيذ العديد من المشاريع، بروح من الشراكة المخلصة والالتزام المتبادل، مما عضد جهود البلدين في حربهما علي الفقر وجسد إرادتهما القوية في تحقيق تنمية مستدامة ينعم فيها شعباهما بالأمن والرخاء وطموحهما في مد جسور علاقات أخوة وحسن جوار نموذجية.

ويحق لنا بالفعل أن نتوقع من هذه الزيارة، فتح صفحة جديدة مجيدة، تنضاف إلي العلاقات التريخية العريقة في وقت يقبل فيه البلدان على مستقبل يحمل العديد من الآمال والآفاق الواعدة.

تحيا العلاقات الموريتانية السنغالية خدمة لشرف وسعادة شعبينا الشقيقين.

المصدر