سنتان وقمتان.. فبنجاح أيهما تكذبان/ إسماعيل ولد الرباني

0
259

بعد وضع اللمسات الأخيرة على نهاية الأشغال في قصر المؤتمرات الجديد، والذي تم تشييده في ظرف قياسي.. وبعد توقيع رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز للدعوات الرسمية الموجهة إلى قادة إفريقيا، يكون العد التنازلي قد بدأ لاحتضان العاصمة نواكشوط فعاليات الدورة الواحدة والثلاثين العادية للاتحاد الإفريقي، الذي يعقد أول قمة له في موريتانيا، كما هو الشأن مع أول قمة عربية تستضيفها قبل عامين.

لم يعد الحديث عن القمة المرتقبة مرتبطا بتساؤلات المشككين والمعارضين على غير بصيرة والمتربصين بموريتانيا الدوائر، حول إمكانية نجاح السلطة في تنظيم القمة الافريقية المرتقبة، نظرا لعدم قدرتهم على التشكيك في نجاح القمة العربية التي هيأت موريتانيا لها كافة ظروف النجاح خلال أشهر معدودة ودون سابق تجربة.

لقد برهنت موريتانيا الجديدة، تحت القيادة الرشيدة للرئيس محمد ولد عبد العزيز، للعالم أجمع أنها أصبحت رقما صعبا لا يستهان به في المنطقتين الإفريقية والعربية، بل وفي العالم أجمع، في تنظيم القمم، كما نجحت خلال العقد الأخير في تنظيم مؤتمرات واجتماعات هامة إقليمية ومغاربية وأمنية ودينية.

ففي عهد الرئيس محمد ولد عبد العزيز، المؤسس للجمهورية الثالثة، عادت السياسة الخارجية الموريتانية إلى سابق عهدها، بل أبعد من ذلك بكثير، حيث ترأست الاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، وقام الرئيس محمد ولد عبد العزيز بوساطات ناجحة وجريئة في أكثر من نزاع، كان من أبرزها تلك التي جنبت دولة غامبيا الشقيقة حربا أهلية طاحنة كانت ستؤدي إلى إشعال المنطقة، وكذا وساطته في شمال مالي، والتي تطلبت منه التوجه بطائرته نحو قلب الجبهة المشتعلة، لتتكلل جهوده بوقف إطلاق النار.

ويرى المراقبون أن حرص الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكروه، على حضور قمة الاتحاد الإفريقي بنواكشوط، يعتبر اهتماما فرنسيا غير مسبوق بموريتانيا، وتزكية لاستراتيجيتها الفاعلة في مجال مكافحة الإرهاب، وكذا الدور القيادي والإيجابي الذي يلعبه البلد في منطقة الصحراء والساحل.

وبالنظر إلى المكانة التي بات البلد يحتلها في صدارة المشهد الإقليمي، والتي جعلته محط اهتمام العالم أجمع، يتعين على المكابرين الاعتراف بأن وصول الرئيس محمد ولد عبد العزيز إلى سدة الحكم يعتبر منعطفا حاسما في  حاضر ومستقبل البلد، إذ أن تدخله الموفق لتصحيح المسار كان طوق النجاة الذي أمن البلد من التشرذم والحروب الأهلية والانهيار، ومن البقاء على هامش التأثير إقليميا وقاريا وأمميا.

لقد تحقق في ذلك اليوم السعيد إنقاذ مستقبل البلد من الضياع، وتأسيس الجمهورية الثالثة التي قامت على أسس رد الاعتبار للمقاومة الوطنية، وتقريب الخدمات من المواطنين في أماكنهم الأصلية، وترشيد النفقات العمومية، فضلا عما تحقق في مجال البنى التحتية.

لقد بدأت  جمهورية الشباب الطامح لمستقبل أفضل.. جمهورية النساء المشاركات بفاعلية وتفان وإخلاص في بناء وتنمية الوطن.. جمهورية الكفاءات الوطنية العالية التي هاجرت وهجرت واحترقت لتضيئ للآخرين.

وسيرى أبناء البلد اليوم ورجال غده المشرق، كيف عبدت دبلوماسية الرئيس محمد ولد عبد العزيز لهم طرق الاحترام والتقدير في ربوع العالم أينما حلوا وارتحلوا.