أفرجت مكتبة الناشط الإسلامي اسماعيل ولد الشيخ سيديا عن خطبة تاريخية للنائب الأول لرئيس البرلمان الموريتانى والقيادى بحزب “تواصل” محمد غلام ولد الحاج الشيخ تم تسجيلها قبل 12 سنة، وهو محاصر مع عدد من رموز التيار الإسلامى بمسجد أسامة المعروف بمسجد الشيخ الددو، خلال مشاركته فى صلاة العيد 21 يناير 2005.
وكانت الخطبة شهدت محاولة اعتقال فاشلة للرجل بعد شهر من المطاردة فى نواكشوط، بعد أن حملت فى الوقت ذاته رسالة تحدى واضحة للنظام القائم من قبل التيار الإسلامى، وهى الرسالة التى أفضت إلى مواجهة مفتوحة لبضعة أشهر، قبل أن يتدخل الجيش بقيادة قائد الحرس الرئاسى العقيد ساعتها محمد ولد عبد العزيز لوضع حد لنظام الرئيس الأسبق معاوية ولد الطايع.
ويقول ولد الحاج الشيخ فى خطبته النارية إن الوعي تدحرج وإن الحرية والعدالة والكرامة قيم لامساومة فيها، وإن التيار الإسلامى متمسك بالسلمية لكنه تيار عريض يرفض الامتهان والذل، مستغربا كيف تغلق المساجد وتمنع الليالى التربوية وتطلق القنابل المسيلة للدموع فى المساجد..
ووصف ولد الحاج الشيخ ساعتها قادة المحاولة الانقلابية ( صالح ولد حننا ورفاقه) بالمناضلين، ودافع باستماتة عن الشيخ الددو المسجون ساعتها وجميل ولد منصور الذى كان هو الآخر خلف القضبان بعد أزمة التعذيب الشهيرة داخل المدرسة الوطنية للشرطة.
وأضاف ولد الحاج الشيخ فى خطبته الشهيرة مخاطبا الرئيس معاوية ولد الطايع ” أتظن أنك بسجنهم ستميل لك الكفة ويستقر قرارك… لا.. والذى بعث محمدا بالحق لن يقر لك قرار، ولن تهدأ الأمور إطلاقا ولن يستقر لك حكم وهم خلف القضبان، وسنظل فى الشوارع نطالب بالحرية والحق والعدل واحترام الدستور”.
وخاطب فقهاء السلطة قائلا ” أين مواقفكم من المساجد والمضطهدين فيها؟ أين مواقفكم وصوتكم والعدل مستباح والظلم منتشر؟ والتهميش ممارس؟ والاعتقال والإستهداف هو عنوان المرحلة؟ ..
إذا سكتم جبنا أو خوفا على مصالح محدودية .. سنقول نحن (لا) فى وجه السلطان الجائر فى المساجد والطرقات وبين الجماهير، ونبشركم بالنصر المكين للسائرين فى طريق الدعوة والخور والخذلان للمعسكر الآخر”.