شباط.. زعيم “شعبوي” مغربي انحنى “لعاصفة” نواكشوط

0
356

تسبب في أزمة مكتومة بين الرباط ونواكشوط، مما تسبب في فرض “فيتو” على مشاركته في الحكومة من قبل بعض الأحزاب، إنه الأمين العام لحزب الاستقلال المغربي حميد شباط، الذي لا يكاد يخرج من أزمة سياسية، حتى يصنع أخرى، ويثير موجة من الانتقادات والجدل.

وآخر أزمات شباط كانت مختلفة عن سابقاتها، إذ وصل صداها خارج حدود المغرب، بعد أن تسبب في “أزمة مكتومة” بين الرباط ونواكشوط بسبب تصريحه في لقاء حزبي بأن موريتانيا “تاريخيا أرض مغربية”، وهو ما وصفته وزارة الخارجية المغربية بتصريح “غير مسؤول وتهديد للمصالح العليا للمغرب”، وأوفد ملك البلاد محمد السادس رئيس الحكومة المعين عبد الإله بنكيران قبل أيام إلى موريتانيا لاحتواء الأزمة وتبديد أي سوء تفاهم بسبب تصريحات شباط.

وعقب الأزمة، تجدد “الفيتو” ضد مشاركة شباط في حكومة بنكيران الثانية، وأعلن حزب “التجمع الوطني للأحرار” (رابع قوة بمجلس النواب) رفضه التام لمشاركة شباط بالحكومة.

شبه استقالة
وفي مواجهة هذه العاصفة، قدّم شباط السبت الماضي ما يشبه الاستقالة من حزبه، إذ فوض تدبير الحزب ومشاورات تشكيل الحكومة لقياديين من حزبه إلى حين انعقاد مؤتمر لاختيار أمين عام جديد في مارس/آذار المقبل.

وكشف زعيم حزب الاستقلال أنه شخصيا لن يتولى أي منصب حكومي في الحكومة المقبلة، قائلا “لن أدخل الحكومة كشخص، لقطع الطريق على كل المتربصين، وعلى من يتحججون بشخصي للتربص بحزب الاستقلال، أن يسرعوا إلى تيسير المهمة على رئيس الحكومة المعين لتشكيل حكومته”.

ويعرف شباط بأنه شعبوي، فخطابه السياسي بسيط موجه للطبقات محدودة الدخل، وينحدر من أبناء الشعب، ووصل إلى زعامة حزب الاستقلال مطيحا بأبناء عائلات كبرى بالبلاد، رغم عدم توفره على مستوى تعليمي عال أو أكاديمي.ويرى كثيرون أن حميد شباط متقلب المواقف، ويغير آراءه 180 درجة، إذ تبين الأحداث أنه يقول الأمر ونقيضه بعد مدة قصيرة، فبعدما كان وراء انسحاب حزبه من حكومة عبد الإله بنكيران عام 2013، عاد بعد عامين وأصبح حليفا لبنكيران من جديد، رغم أنه كان أكثر من هاجمه، بل سبق أن اتهم زعيم حزب العدالة والتنمية تحت قبة البرلمان بإقامة علاقة مع جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية والموساد.

ولد الشعب
وبعدما كان عاملا ونقابيا، دخل شباط (64 عاما) المعترك السياسي ليكون عمدة لمدينة فاس لأكثر من 122 سنة، ثم يصبح برلمانيان وأمينا عاما لأحد أكبر وأعرق الأحزاب المغربية. ويصف بعض المحللين شباط “بولد الشعب”، إذ اشتهر بحرصه على التقاط صور مع أصحاب المهن الحرة مثل الحلاقين والبائعين الجائلين إبان الحملات الانتخابية.

واعتاد الشارع المغربي على تصريحات شباط المثيرة للجدل، فقد اتهم عام 2009 المعارض اليساري المغربي البارز المهدي بن بركة بالضلوع في اغتيالات سياسية في المغرب بين عامي 1955 و19599، مما خلف أزمة بين حزبي الاستقلال والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وكانا مشاركين في ائتلاف حكومي آنذاك.

وإبان ثورات الربيع العربي، شبّه شباط الربيع العربي وحركة 20 فبراير المعارضة بكونهما نتيجة تخطيط صهيوني، وسبق أن قال في تصريحات تلفزيونية إن ثمة حديثا نبويا تطرق إلى مدينة فاس، وهو ما أثار جدلا دينيا وفقهيا بالبلاد.

وفي جميع الأزمات السابقة، خرج شباط منها دون خسائر كبيرة، غير أن أزمة التصريحات الأخيرة تحولت إلى “عاصفة”، ورغم أنه انحنى لها، فإن خروجه منها بلا خسائر كبيرة يبقى محل شك من وجهة نظر الكثيرين.

المصدر