كشف طبيب موريتاني، عن فضائح يندى لها الجبين داخل قطاع الصحة بالبلد. ودق المعني ناقوس خطر يتهدد قطاع الصحة، نظرا لما يعيشه من فساد.
وقال الدكتور محمد ولد ممد في رسالة موجهة إلى الرئيس ولد عبد العزيز :في البداية وقبل أن أدخل في الموضوع سيقول المرجفون والذين في قلوبهم مرض أنني لا اكتب من أجل محاربة الفساد و المفسدين في قطاع الصحة و إنما من اجل أن أعين على مستشفى الاستطباب في اكجوجت, و لذلك أقول و اقترح أن لا يُعين على المستشفيات في الداخل إلى مدير أخصائي في الامراض الباطنية و مدير مساعد متخصص في الجراحة العامة او أمراض النساء.. بهذه الطريقة سوف نقضي على أكثر من 90% من حالات الرفع من داخل البلاد إلى نواكشوط و نقضي على التعيينات عن طريق الوساطة داخل قطاع الصحة الحساس…
v المشكلة الأولى: التعيينات العشوائية للبعض مديري المستشفيات عن طريق الوساطة و ليس عن طريق الكفاءة و النزاهة مما يتسبب في تدني الخدمات و معانات المريض و الطبيب على حد سوى …
v المشكل الثاني تعيين مدير نزيه و ذو كفاءة و لكن المؤسسة المعين عليها فيها لوبي فساد من ديناصورات القطاع من عشرات السنين و هم متحكمين و يفسدون…
v أحيانا يتم تعيين مسؤولين في أماكن حساسة من وزارة الصحة و هم من خارج القطاع الصحي.. وللأسف نجد أن بعض هؤلاء المعينين بدل ما يعتبر أنه معين في وزارة خدمية إنسانية تجد أنه ينظر إلى وزارتنا من زاوية و كأنها وزارة مال و تمويل…
السيد الرئيس ليست هذه المرة الأولى التي اكتب فيها عن قطاعنا الصحي الذي قاربت على نهاية العقد الثاني لخدمتي في هذا القطاع بل إني بدأت محاربة الفساد منذ اكتتابي سنة2000 في وزارة الصحة …و لكن تلك الحرب على المفسدين في قطاعنا الصحي ضاعفتهامنذ اليوم الأول من إعلان فخامتكم سيدي فخامة الرئيس حربا لا هوادة فيها على الفساد و المفسدين ,ومنذ ذلك الحين أخذت على عاتقي تحمل مسؤولياتي الوطنية بالمشاركة في هذه الحرب النبيلة و كتبت مئات المقالات الفاضحة للمفسدين مصاصي دماء المرضى في قطاع الصحة و ساهمت كتاباتي في إسقاط رؤوس مفسدة و إخافة الكثير من الرؤوس الاخرى.. و الحرب مستمرة ما دامت محاربة الفساد شعارا وطنيا….و اليوم وبعد ما علمت بنيتكم فخامة رئيس الجمهورية , إعادة تنظيف القطاع من المقصرين في خدمتهم و مراجعة شاملة لمشاكل قطاعنا الصحي…قررت أن القي بدلوي من جديد… و أقول أننا نعلم جميعا مدي الاهتمام الذي اولته الحكومة الموريتانية لقطاع الصحة في السنوات العشرة الأخيرة من بنية تحتية تمثلت في بناء المستشفيات المتخصصة الحديثة و توفير احدث المعدات الطبية لمستشفياتنا في العاصمة و في الداخل بالإضافة إلى اكتتاب و استجلاب الأطباء في جميع التخصصات و غير ذلك من الإنجازات العملاقة و التي كان من المفترض ان تؤتي ثمارها بحيث تحدث طفرة إقليمية في قطاعنا الصحي …. نعم لقد تحسنت الخدمات الصحية كثيرا في السنوات الأخيرة و لكن للأمانة لم نصل للهدف المنشود من وراء هذه الإنجازات العملاقة و ذلك بسبب محزمة من المشاكل الإدارية على مستوى المؤسسات الصحية نفسها و إليكم امثل حية على تلك المشاكل… و سوف أتكلم بصراحة و بوضوح لأنه ما تجرأ المفسدين على الفساد إلا بسبب مجاملاتنا لهم و استحيائنا من قول الحقيقة, و لكن السيل بلغ الزبا و اوجب الصياح بالحق….
v المستشفى الوطني… فالمدير الحالي للمستشفى الوطني يتمتع بدرجة كبيرة من الكفاءة و النزاهة بشهادة الجميع و سجل هذا المدير حافل بالإنجازات و التفاني في العمل, و كان تعيين هذا المدير بعيدا كل البعد من الوساطة بل إنه عين على المستشفى الوطني على أساس كفاءته و نزاهته و تفانيه في العمل …و ذلك عندما قام رئيس الجمهورية بزيارة تفقدية لمستشفى سيلبابي قبل سنتين على ما اذكر و حينها كان هذا المدير يدير ذلك المستشفى..و قد تفاجأ رئيس الجمهورية بكفاءة وبدقة نظام هذا المدير الاستثنائي و حينها قرر رئيس الجمهورية ترقيته و تعيينه على المستشفى الوطني و فعلا تحسنت خدمات المستشفى الوطني كثيرا و لولى مكابح ديناصورات الفساد القابعة في هذا المستشفى منذ عشرات السنين لكان المستشفى الوطني الآن من احسن المستشفيات في شبه المنطقة…
v مستشفى اكجوجت …قبل ان ابدء هنا أشير إلى أنني حاولت بشتى الوسائل خلال السنتين الماضيتين تقديم المساعدة و النصح لهذا المديرولكن تأكدت بأن المعينين تعيينات فاسدة لا يصلح معهم و لاينفع فيهم إلا التشهير بتصرفاتهم القاتلة و المدمرة خصوصا باني سجلت عشرات الحالات الإنسانية التي يندى لها الجبين و لم يعد ضميري يسمح لي بالسكوت…و لذالك أقول أنه تم تعيين مدير مستشفى اكجوجت منذ خمسة أعوام و طبعا كان ذلك التعيين على أساس الوساطات الحزبية المافيوية و نتيجة ذلك:
1 –ينظر المعينين على هذا الأساس الفاسد للمستشفيات المعينين عليها على أنها بنوك تدر أموالا و ليست مستشفيات خدمية…
2— رغم أن هذا المدير عُين منذ خمسة سنوات رغم كل ذلك ظل يسكن في انوكشوط مع أسرته و لم يأتي بها إلى مكان عمله لأنه لا يأتي لأكجوجت إلى لبضعة أيام فقط من كل شهر لسحب مداخيل بنكه.. و سجل الاستشارات في البنك المستشفى يشهد على ذلك
3— رغم أن ميزانية المستشفى في جزء يتعلق بالتكفل بالفقراء وكذلك مداخل المستشفى .. رغم كل ذلك يدفع المرضى جميع المرضى 40000 اوقية ثمن سيارة الإسعاف من اكجوجت إلى انوكشوط
4…— لقد يإس مواطني الولاية من تحسن خدمات هذا المستشفى مما أدى إلى ذهابهم إلى العاصمة للعلاج دون المرور به…. ونتيجة لهذا النوع من التعيينات تحول مستشفى هذه الولاية إلى نقطة صحية لا تزيد خدماته على استشارات طبيب عام و أحيانا استشارات ممرض فقط…
5— يتم رفع جميع المواطنين الذين يصابون بحوادث على الطريق السريع بالقرب من اكجوجت بدون أن يدخلوا المستشفى ولو كان الحادث واقع على بعد خمسة كلومتر من المدينة ,هذا شيء اصبح معروف مما يؤدي إلى كثير من الوفيات…
6–نتيجة لهذا النوع من التعيينات التي تنظر للمستشفى كبنك تشكلت مافيا مستفيدة من هذا البنك المستشفى (هناك تفاصيل خطيرة) تضرر من هذا العمل المافيوي المواطنين في مدينة بنشاب تضرر شديد جدا…
7—لم تجتمع للجنة الصحية لهذا المستشفى البنكي منذ اكثر من ثلاث سنين رغم عدة رسائل أرسلتها للوالي وللحكام بوصفي عضوا بهذه اللجنة…
8—ما كتبته عن مستشفى “بنك” اكجوجت أقل من 2% من المعلومات المتوفرة لدي ولكن استكفي لضيق الوقت و لكل مقام مقال..
v المشكل الثالث أنه في وزارتنا الآن شخصيتان أساسيتان قدمتا من خارج القطاع و لا يفكران إلا في جيبيهما, و ليست معرفتهما صعبه و يجب ابعادهما عن القطاع لتأخذ الإصلاحات المرتقب طريقها للتطبيق…
في الختام السيد الرئيس أبعدوا التعيينات السياسية المافيوية الفاسدة ,عن مؤسساتنا الصحية و حتما ستتحقق اهدافكم النبيلة بتحسن الخدمات الطبية…و إلى الأمام لإكمال برنامجكم الساعين من خلاله إلى سحق الفساد و المفسدين”.