مركز الصحراء يقدم ترجمة كاملة للمقابلة التي سجلت مع ولد الغزواني في انواكشوط يوم الجمعة الماضي.
الصحيفة: هل تشاطرون دول غرب إفريقيا المخاوف من أن تتأثر بدورها بالجماعات المسلحة الناشطة في الساحل؟
الوضع ليس جيدًا على الإطلاق. يبذل المجتمع الدولي ودول المنطقة العديد من الجهود. لكنني دائما أعود إلى نفس الشيء. أعتقد أن قوة الساحل المشتركة لم تحصل على ما تستحقه أو ما وعدت به.
ليس أنه لم يكن هناك تمويل، فدول مجموعة الخمسة التي مولت التجهيزات الأولى من مواردها الخاصة. لقد بدأنا في تلقي المزيد من المعدات المحددة بفضل المساعدات الدولية من الاتحاد الأوروبي وفرنسا والولايات المتحدة ودول الخليج لكن المشكلة هي أن الوتيرة لا تسمح لنا بالتعامل مع الموقف في كثير من الأحيان حيث تؤدى إلى تأخير العمليات.
الصحيفة: هل تفاجأتم بتصريحات وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لدريان حينما طالب السلطات المالية والبوركينابية ب”مزيد من العمل السياسي” ؟
دون محاولة الدخول في هذا السؤال. من المعروف أن الحرب لا تجدي دون عمل سياسي. وأهل المنطقة يدركون ذلاك وأنا لا أستطيع أن أتخيل أنهم لا يبذلون الجهود.
الصحيفة: لكنها تبدو عاجزة عن وقف العنف؟
سوف تكون مجدية. نحن في موريتانيا كنا في نفس الوضع منذ وقت ليس ببعيد. أمام مثل هذه التهديدات من الضروري أن تكون مستعدا بما فيه الكفاية. في الوقت الحالي الأمور ليست جيدة. لكن هذه ليست المعركة النهائية. بطريقة ما خسرنا معركة ولكن هناك المزيد من الوقت لإعادة التنظيم واتخاذ التدابير اللازمة. يجب أن تكون هناك إرادة سياسية لإيجاد الحل.
الصحيفة: هل تؤشر هذه الصعوبات على وفاة قوة الساحل؟
سمعت ذلك. لكن لا أحد لديه مصلحة في العودة إلى الوراء في وقت تم فيه خلق مثل هذه الديناميكية. مجموعة الخمسة هي تجمع يحقق نجاحا طيبا. إذا أخذنا الحصيلة، على الرغم من الصعوبات وحداثة المنظمة، فإنها ليست سيئة على الإطلاق. شخصيا، ليس لدي شك في فعالية مجموعة الخمسة. الوضعية ليست جيدة ولكن إذا ما قارنا المجموعة بتجمعات فلن نصاب بخيبة أمل من مستواها.
الصحيفة: نشهد في مالي وبوركينافاسو تشكيكا في الوجود العسكري الفرنسي، فهل يجب أن يترك جنود “برخان” المنطقة؟
لا أستطيع أن أسمح لنفسي بإعطاء دروس لفرنسا. فليس من دوري أن أقول ما إذا كانت قوة “برخان” يجب أن تغادر أو تبقى.
الصحيفة: هل أنتم ضد الإنفاق الباهظ من دول الساحل على الأمن، وهل ترون أنه يجب تقليص ميزانية الدفاع لصالح الجوانب الاجتماعية؟
قلت ذلك لجذب الانتباه المجتمع الدولي لوضع بلدان الساحل الذي تنفق الكثير من المال في هذا القطاع. في الأوقات العادية سيكون التركيز على الجوانب الاجتماعية. لكن لا يمكننا أن نحقق التنمية دون وضع أمني مناسب. وبالنسبة لنا في موريتانيا لن نخفض الميزانية المخصصة للأمن.
الصحيفة: منذ انتخابكم وأنتم تؤكدون على أهمية الجانب الاجتماعي، لماذا؟
هذا لأنه مهم هناك جهود يتعين بذلها قبل كل شيء لنكون قادرين على تحسين الوضعية الاجتماعية والاقتصادية للموريتانيين. يجب علينا مواصلة العمل الذي بدأ بالفعل. هناك العديد من التحديات التي تواجهنا. لا يمكننا أن نكون على كل الجبهات لكنني سأطلق العديد من الورشات حسب الإمكان على مستوى التعليم والتشغيل والصحة وتوفير المياه.
الصحيفة: ما الذي يميز سياستكم عن سياسة سلفكم محمد ولد عبد العزيز؟
يجب ألا نحد أنفسنا في البحث عن الفرق بين وبين سلفي. هو أخي وصديقي وقد أنجزنا معا الكثير من الأشياء خلال الخمس عشرة سنة الفارطة. وأنا أحاول أن أفعل ما أراه مناسبا بالنسبة لي، فمصلحة البلد الآن هي في الانفتاح على المعارضة، وأنا مقتنع أن ذلك سيسمح لي بالعمل بشكل جيد حيث سيكون المناخ هادئا. وأنا لا أدعو المعارضة للاصطفاف معي أو لتكون جزء من أغلبيتي. نحن نعمل على خلق معسكرين سياسيين مختلفين.
الصحيفة: بماذا تجيب المعارضة التي تدعو لحوار شامل يجمع جميع الأطراف من أجل حل الأزمة السياسية؟
قد طُلب هذا قبل وبعد انتخابي. لكنه ليس مجديا. نتحدث مع بعضنا البعض نلتقي يمكنهم تقديم مقترحات… لكننا لسنا في موقف يتطلب حوارا شاملا. الحوار يكون مطلوبا في مناخ سياسي أكثر توترا، والأمر ليس كذلك حاليا.
الصحيفة: لم يمر غياب سلفكم عن احتفالات الذكرى 59 للاستقلال دون أن يلاحظها أحد.. هل ذلك مؤشر على القطيعة بينكما؟
يعتقد البعض أن هناك فجوة عميقة بيني وبين الرئيس السابق وأنا لا أعطيها هذا الحجم، دون أن أخفي أن هناك فجوة بين رؤانا وتقديراتنا من موقف معين ولكن أعتقد أن البيئة السياسة قد أعطته حجما أكبر مما هو عليه حقا. فقد تم تضخيمه، وهو مشكل سيتم حله. أنا لا أدخر جهدا لتهدئة الموقف بشكل تفاصيله.
الصحيفة: هل انتهى هذا التوتر؟
لا أدرى. ولكني سأكون مضطرا لإنهاءه وآمل أن يتم ذلك بطريقة ذلك مناسبة للجميع.
الصحيفة: يربط البعض بين التوترات المفترضة بينكم وبين الرئيس السابق وإقالة قائد الأمن الرئيس المقرب من الرئيس السابق؟
ليس له علاقة به وهو ليس أمرا مهما. كان هناك تغيير في هرم تجمع الأمن الرئاسي ولا يوجد رابط بين الأمرين. فمن وصل إلى منصب حساس مثل منصبي ينبغي أن يكون قادرا على ترتيب أمنه بالطريقة التي يراها وكان عليّ أن أفعل ذلك من قبل. انها شائعة مثل كل الشائعات حول الاعتقالات العسكرية والتحقيق والإقامة الجبرية وهذا كله غير موجود.نواكشوط
ترجمة مركز الصحراء