ـ قال العلامة الشيخ محمد الحسن ولد الددو إنه لا يحل تعطيل المساجد، لافتا إلى إمكانية أن تنتقص جماعة المسجد “خوفا من الضرر عند الانتشار السريع والفادح للوباء”.
وأشار الشيخ الددو في فتوى إلى ضرورة “الاحتياط باستعمال الكمامات و القفازين و السجادة الخاصة بكل واحد منهم و عدم المصافحة و لا يلزم حينئذ اصطفاف المصلين و لا تقاربهم و هم بذلك يقومون عن أهل البلد بفرض كفاية”.
واستعرض الشيخ الددو عددا من النصوص الشرعية التي تؤكد على مكانة صلاة الجماعة والترغيب فيها والاستعانة بها في مثل هذه الظروف، من بينها قول الله تعالى: “و استعينوا بالصبر و الصلاة” وما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا حزبه أمر بادر إلى الصلاة.
وعن صلاة الجمعة قال الشيخ الددو “يمكن أن يصليها إمام يخطب و اثنان يستمعان و باقي الناس يمكن أن يسمعوا للخطبة من خلال مكبر الصوت أو المذياع أو من خلال النقل عبر الشبكة من استطاع الحضور فليحضر، و من لم يستطع كمن يخاف الضرر على نفسه أو يخاف الضرر منه هو على غيره فيستمع الخطبة و لا يهجرها و يحاول أن يصلي الجماعة إن وجد جماعة في بيته صلى بهم و إن لم يجد صلى مع الجماعة عن طريق سماع الصوت دون رؤية”.
وقال الشيخ الددو إن الاعتماد المطلق على الأسباب شرك بالله، موضحا: “قاعدة الأسباب أن التوكل عليها شرك وأن تركها معصية”.
وهذا نص الفتوى:
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
إخوتي و أخواتي
أريد أن أنبهكم في هذا الوقت الذي يشغل الناس فيه هذا الوباء بالتفكير فيه و الخوف منه و الهلع ، وقد ساد في الأرض كلها خوفه و أغلقت المطارات و البلدان و توقفت الأعمال و أغلقت المدارس و أغلقت الأسواق و حتى المساجد لم تنج من هذا .
أنبهكم إلى أن من أركان الإيمان أن تؤمن بالقدر خيره و شره أي أن تعلم أن كل أمر كان فهو بقدر الله سبحانه و تعالى: ” إنا كل شيء خلقناه بقدر ” و أن لله حكمة بالغة في كل ما يخلق ، و أنه لا يقع شيء في خلقه إلا ما أراد ، و أنه سبحانه و تعالى قال في حكمة القدر “ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها. إن ذلك على الله يسير. لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم، والله لا يحب كل مختال فخور.”
لكيلا تأسوا أي لا تحزنوا على ما فاتكم من أمر الدنيا ، و لا تفرحوا بما آتاكم منها ، فكل ذلك قد كتب ( رفعت الأقلام و جفت الصحف عما هو كائن ) و قال رسوله صلى الله عليه وسلم ( ما شاء الله كان و ما لم يشأ لم يكن ) و التذكر أن الآجال مكتوبة عند الله و أن الأعمار بيده و أنه قد قدرها وأرسل ملكا إلى كل واحد منا و هو جنين في بطن أمه جاء إليه الملك ( فينفخ فيه الروح و يؤمر بأربع كلمات بكتب رزقه و أجله و عمله و شقي أو سعيد ) و لذلك فالخوف مما قد قدر و كُتب و رفعت الأقلام و جفت الصحف عنه إنما هو من إضاعة الوقت
إنما يفكر الإنسان فيما ينفعه ، و التعامل مع مثل هذه الأوبئة و الآفات و المصائب أن يعلم الإنسان أولا : أن الله تعالى هو أحكم الحاكمين ، و أنه لا يقدر شيئا من هذا إلا لحكمة بالغة وهو مصلحة عباده ( عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له و إن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له ) و سنة الله في الكون أنه في مقابل من يموت يولد آخرون حتى تفتح لهم مجالات الأعمال و فرص الوظائف و غير ذلك مما كان يشغله أولئك الذين مضوا و في ذلك عبرة ” وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم و تبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الأمثال ” و ذلك من حكم الله سبحانه و تعالى و أيضا فيها تنبيه للجبابرة وذوي السلطان و القوة أن الله غالب على أمره و أن الأمور كلها بيده ،
فأين الجبابرة و أين الملوك و أين الجيوش الجرارة هل تستطيع أن ترد شيئا من هذا الوباء و هذه الأدواء ، لا تستطيع كل هذه الجيوش التدخل فيها و لا طردها ، وهذا المخلوق الضعيف الصغير الذي لا يرى بالعين المجردة له هذا الضرر الكبير و تخافه هذه الأمم و هذه الدول الكبرى كل ذلك يدل على عظمة الله و جلاله وقدرته ، فسيتفيد المؤمن من ذلك حكمة عظيمة وهي تعرفه على ربه جل جلاله و هذا أول واجب على المكلفين معرفة الله سبحانه و تعالى ، ومما تعرف الله به نفاذ حكمه و ملكه و دوامه و تمام تصرفه في خلقه و أنه لا معقب لأمره ، فيقينك بذلك هو من معرفتك بالله جل جلاله ، و كذلك هي امتحان للناس و تمحيص لهم ،
فهي لأهل الإيمان تمحيص و تطهير و لأهل الكفر و الفجور عقوبة و تنبيه
فأهل الإيمان تزيدهم المشكلات كلها لجاء إلى الله و رغبة فيما عنده و توكلا عليه و اعتمادا عليه سبحانه و تعالى فيقبلون على أنواع الطاعات فيفزعون إلى الصلاة و الصيام و الصدقة و الذكر و التلاوة و الدعاء و البكاء و الخوف و الرجاء ، و يعلمون أن ربهم جل جلاله هو أحكم الحاكمين وهو أرحم الراحمين و أنه لا يفعل شيئا إلا لحكمة سبحانه و تعالى و يبذلون ما تيسر من الأسباب المادية دون توكل عليها بل يتعبدون بالأخذ بها فقط
و الغافلون عن الله سبحانه و تعالى يتتبعون الأسباب و يغفلون عن مسبب الأسباب ، ويغفلون عن أن كل ذلك بيد الله فيبالغون في الأخذ بالأسباب المادية مع الإعراض عن الأسباب الأخرى ” فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا و لكن قست قلوبهم و زين لهم الشيطان ما كانوا يعملون “،
و قاعدة الأسباب أن التوكل عليها شرك و أن تركها معصية فلا بد أن نعلم أن التوكل عليها و الاعتماد المطلق عليها شرك بالله و أن تركها بالكلية كذلك معصية لله ، فيجب على الإنسان أن يتسبب في العلاج و أن يتسبب أيضا في الحماية و الوقاية قبل أن يصاب بالمرض ، و مع ذلك يؤمن أن ما كتبه الله له لا بد أن يناله و لذلك بين النبي صلى الله عليه وسلم هذا الأمر فبين أن له وجهتي شرعية و قدرية ،
فبالنظر إلى الجانب الأول و هو الجانب القدري الإيماني نعلم أنه ( لا عدوى و لا طيرة و لا صفر و لا هامة ) و أن ما شاء الله كان و ما لم يشأ لم يكن و لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم للذين سألوه عن العدوى ( فمن أعدى الأول )
و بالنظر إلى الجانب الثاني و هو الجانب الشرعي التكليفي أوجب الأخذ بالأسباب و تجنب كل ما يؤدي إلى نقل العدوى أو التعرض للأمراض أو التعرض للتهلكة وهذا ما بينه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : ( فر من المجذوم فرارك من الأسد ) و في قوله ( لا يورد ممرض على مصح ) و الممرض الذي في إبله مرض كالجرب و نحوه لا يورد على مصح ليلا يقول إنه أعدى إبله و أضر به ( فلا ضرر و لا ضرار) ” و الضرر ممنوع في الشرع ، و كل من سعى لإلحاق الضرر بالغير سواء ترتب ذلك الضرر أو لم يترتب فهو آثم
و الأخذ بالأسباب يقتضي من الإنسان أن لا يخالط كثيرا من الناس في وقت انتشار الأوبئة حذرا من أن يكون سببا في أن يضر الناس أو أن يتضرر هو منهم ( اللهم سلمنا من الناس و سلم الناس منا ) مع علمه أنه ليس هو الضار و إنما يخاف أن يكون سببًا
فكثير من الناس إنما يحتاط لنفسه فقط و الواجب أن يحتاط لنفسه من الآخرين و للآخرين من نفسه ، فالإنسان مسؤوليته عن نفسه نظيرها أيضا مسؤوليته عن مجتمعه و عن الآخرين و أن لا يلحقهم منه الضرر ، و لذلك في حديث أبي بكر الصديق في أّذكار المساء و الصباح ( اللهم فاطر السموات و الأرض عالم الغيب و الشهادة رب كل شيء و مليكه أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك و أن محمدًا عبدك و رسولك أعوذ بك من شر نفسي و من شر الشيطان و شركه و أن أٌقترف على نفسي سوءا أو أجره إلى مسلم )
لذلك يلزم أن يتحصن الإنسان و أن يأخذ بالأسباب الشرعية و الكونية ، فالأسباب الشرعية منها الصدقة فإنها ترفع البلاء و تزيد في العمر و منها صلة الرحم فإنها تدفع كثيرا من أبواب الشر و تغلقها عن الإنسان و كذلك التعوذ و ملازمة أذكار النوم و الاستيقاظ و أذكار الصباح و المساء و الخروج و الدخول للبيت و المكتب و العمل و المسجد و كذلك أن يحافظ الإنسان على الأذكار المخصوصة في التعوذ من هذه الأمراض مثل ( اللهم إني أعوذ بك من جهد البلاء و درك الشقاء و سوء القضاء و شماتة الأعداء و عضال الداء و خيبة الرجاء )
و كذلك ( اللهم إني أعوذ بك من الهم و الحزن و أعوذ بك من العجز و الكسل و أعوذ بك من الجبن و البخل و أعوذ بك من غلبة الدين وضلع الدين و قهر الرجال و غلبة الرجال )
و كذلك ( اللهم إني أعوذ بك من البرص و الجنون و الجذام و سيئ الأسقام ) فهذه الأذكار كلها يدفع الله بها هذا البلاء ، و لا بد أن يلزمها الإنسان و يحافظ عليها و يحفظها لأولاده و أهله و أن يأمر بها من يستطيع أمره و ينبه عليها الغافلين؛
■ ثم بعد ذلك السعي للاحتياط بالنظافة الدائمة بغسل اليدين بالمطهر و كذلك غسل الوجه و تجديد الوضوء دائما و مثل ذلك أيضا عدم مخالطة الأقذار و الأوساخ و عدم التعرض لما ينقل هذه الفيروسات أو المكروبات مثل ضربة المكيف المباشرة فإن التكييف يحمل ما يتبخر في الهواء أو يكون على الأسطح فيأخذها التكييف معه و ينقلها إلى الناس
■ و كذلك الحفاظ على نظافة الملابس و الفرش
■ و أيضا تقوية المناعة بالتغذية بما يقوي المناعة كالعسل مثلا فإنه مقوي للمناعة و هو من الأشفية التي بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم و بين أن أشفية أمته في ثلاث و منها شربة عسل ،
■ و كذلك من الأمور النافعة في هذا استعمال الزنجبيل و الليمون و الماء الساخن و غير ذلك مما يتيسر للإنسان استعماله
■ كذلك استدامة السواك فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لو لا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة ) فإدامة السواك تقتل كثيرا من الجراثيم و الميكروبات و تنظف عنها الفم و الحلقوم و اللهاة
■ كذلك الابتعاد عن أماكن ازدحام الناس فإذا كان الإنسان يحس بعرض من هذه الأعراض أو بمرض معد أو يخاف منه يحرم أن يخالط الناس لكيلا ينقله إليهم و من فعل ذلك و تعمده فهو آثم و يكتب في ميزان سيئاته إثم كل من أصابه بذلك حتى يكتب عليه أنه قتل فلانا و فلانا ، وإنما تسبب في القتل فهو مثل القتل بالعين الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم : ( من قتل بعينه فكأنما قتل بسيفه )
■ كذلك الاحتياط في أوقات الزحام باستعمال الكمامات و القفازات و الابتعاد عن مخالطة
الناس في التجمعات الكبيرة سواء كانت في الدروس و المحاضرات أو غيرها فالبديل هو الاستماع للدروس و المحاضرات عن طريق الشبكة أو عن طريق الإذاعات و التلفزيونات و نحو ذلك
أما الصلوات في المساجد
فالمساجد لا يحل تعطيلها فقد قال الله تعالى ( و من أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه و سعى في خرابها ) فهي أحب البقاع إلى الله وفيها بركات لا توجد فيما سواها من البقاع وما فيهامن البركات لاحصر له ولها عمّار من الملائكة ِ الكرام، يجلسون على أبواب المساجد يكتبون الناس الأول فالأول.. فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( أحَبُّ البلاد إلى الله مساجدُها، وأبغضُ البلاد إلى الله أسواقها )
والصلاة فيها عون و تحصين من كل الأزمات والمشكلات، فقد قال الله تعالى ” و استعينوا بالصبر و الصلاة ” و صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا حزبه أمر بادر إلى الصلاة
و كان يقول : ( أرحنا بها يا بلال ) و قال : ( و جعلت قرة عيني في الصلاة) و الأذان يرفع البلاء و يعصم الدماء
فلا تعطل المساجد ولكن يمكن أن تنتقص جماعتها خوفا من الضرر عند الانتشار السريع و الفادح للوباء فيصلي فيها الإمام الراتب معه المؤذن ومن حضر مع الاحتياط باستعمال الكمامات و القفازين و السجادة الخاصة بكل واحد منهم و عدم المصافحة و لا يلزم حينئذ اصطفاف المصلين و لا تقاربهم و هم بذلك يقومون عن أهل البلد بفرض كفاية
حتى الجمعة فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال: ( إذا كانوا ثلاثة فليؤمهم أحدهم)، وقد قال عبد الحق الإشبيلي رحمه الله هذا عام في الجمعة وفي غيرها لامخصص له في الشرع.. فيشمل ذلك الجمعة فيمكن أن يصليها إمام يخطب و اثنان يستمعان و باقي الناس يمكن أن يسمعوا للخطبة من خلال مكبر الصوت أو المذياع أو من خلال النقل عبر الشبكة من استطاع الحضور فليحضر ، و من لم يستطع كمن يخاف الضرر على نفسه أو يخاف الضرر منه هو على غيره فيستمع الخطبة و لا يهجرها و يحاول أن يصلي الجماعة إن وجد جماعة في بيته صلى بهم و إن لم يجد صلى مع الجماعة عن طريق سماع الصوت دون رؤية ، و بعض البلدان التي يمنع فيها فتح المساجد مثلا يحاول الناس أن يجعلوا بديلا عنها و إذا لم يستطيعوا الصلاة جماعة جميعا فليصل بعضهم و التنقل صلاتهم لغيرهم إذا لم يستطيعوا حضور الخطبة فليخطب الخطيب و لتنقل تلك الخطبة حتى تصل إلى الناس في بيوتهم و ليسمعوا جميعا و ذلك بحسب المستطاع فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم )
■ و الخوف و الهلع الشديد الذي يمنع كثيرا من الناس من الذهاب إلى المسجد كثيرا ما يجدون نظيره فلا يمنعهم من الذهاب إلى المستشفيات ففيها من الزحام و التعرض للضرر أكثر مما يجدون في المساجد و كذلك في الاسواق و أماكن شراء أغذيتهم و نحو ذلك .
■ و أخذ الاحتياطات أنواع كثيرة و كلها ينوي الإنسان بها التقرب إلى الله بفعل ما أمر به و لكن مع اعتقاد أنها لا تنفعه بذاتها و لن ترفع عنه شيئا قد كتب له ، و لنتذكر جميعا قول ربنا سبحانه و تعالى : ” وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير ” وقوله : ” وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم ” و كذلك قوله تعالى : ” ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها، وما يمسك فلا مرسل له من بعده، وهو العزيز الحكيم ” و كذلك قوله تعالى: ” قل أفرأيتم ما تدعون من دون الله إن أرادني الله بضر هل هن كاشفات ضره أو أرادني برحمة هل هن ممسكات رحمته قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون “
و لنتذكر جميعا أن ذا النون يونس بن متى عليه السلام ابتلعه الحوت و دخل به في الظلمات تحت البحر و مع ذلك ذكر الله فنجاه ” فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون ” فقال : ” لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ” فرفع الله عنه هذا الضر و البلاء في لحظة واحدة بأمره سبحانه و تعالى و هذا هو دعاء المكروب في الحديث ( إنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء إلا استجاب الله له ) و كذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم في دعاء الكرب ( لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السموات، ورب الأرض، ورب العرش الكريم)
و اللجاء إلى الله لرفع البأس و الضر عن أهل الأرض جميعا هو من هذه الرحمة التي بعث بها محمد صلى الله عليه وسلم فالله يقول : ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)
و العالمون يدخل فيهم المسلمون و الكافرون و جميع الخلائق فالرسول صلى الله عليه وسلم رحمة للخلائق جميعا في الدنيا فالخير الذي جاء به و الأمن و العدل و الإنصاف و الرحمة و الخدمة كل ذلك يشمل الجميع جميع المواطنين جميع سكان الأرض ينالون منه حظهم ، أما في الآخرة فلا حظ للكفار من رحمات الله المختصة ، فالله سبحانه و تعالى خلق الرحمة يوم خلقها مائة رحمة فادخر عنده تسعا و تسعين رحمة لعباده المؤمنين في الجنة و أنزل رحمة واحدة في الدنيا فبها يتراحم الخلائق فيما بينهم حتى ترفع الدابة حافرها عن ولدها ،
نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يرفع هذا البلاء و الوباء عن المسلمين و عن أهل الأرض جميعا و أن يهدينا و أن يهدي بنا و أن يوفقنا و يسددنا و أن يجعل ما نقوله و نسمعه حجة لنا لا علينا و أن يلهمنا رشدنا و أن يعيذنا من شرور أنفسنا و أن يصلح ظواهرنا و بواطننا و أن يجعل سرائرنا خيرا من علانياتنا و أن يجعل علانياتنا صالحة و صلى الله وسلم على محمد و على آله و أًصحابه أجمعين
و السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
أخوكم محمد الحسن الددو الشنقيطي
الأخبار