نظمت الحكومة الموريتانية صباح اليوم الأربعاء في العاصمة نواكشوط مسيرة ضد الكراهية و التمييز العنصري، قادها الرئيس محمد ولد عبد العزيز و أعضاء الحكومة و الجمعية الوطنية و رؤساء بعض الأحزاب السياسية.
المسيرة التي كان من المبرمج ان تنطلق الساعة الثامنة تأخرت عن وقتها، حيث لم تنطلق إلا في حدود الساعة التاسعة وسط ارتباك شديد في التنظيم. و قد شهدت المسيرة أحداثا عديدة نرصدها في ما يلي :
حضور مبكر.. و تنوع جماهيري
رغم درجة الحرارة المنخفضة، إلا أن ذلك لم يمنع المئات من سكان نواكشوط من الحضور في وقت مبكر إلى الشوارع القريبة من شارع جمال عبد الناصر، للمشاركة في المسيرة التي ترفع شعار “معا ضد الكراهية .. نعم للوحدة الوطنية”، بعد ان وفرت لهم الجهات المشرفة باصات للنقل المجاني، و قد لوحظ تنوع في الحضور حيث مثلت جميع شرائح المجتمع و أطيافه، كما رفعت لافتات تدعو لمعاقبة “العنصريين”.
مكان انطلاق المسيرة !
كان من المبرمج أن يكون ملتقى الطرق القريب من مبنى الإذاعة الوطنية هو مكان الانطلاقة الرسمية للمسيرة التي حُشدت لها الجماهير من كافة مقاطعات العاصمة، إلا أن خللا كبيرا في التنظيم قضى على ذلك البرنامج. و لم تستطع لجان التنظيم السيطرة على الجماهير التي استعجلت التقدم نحو المنصة قبل أن يلتحق بهم الرئيس محمد ولد عبد العزيز، ما اضطر الأخير للاتحاق بهم قرب قيادة الأركان.
أسئلة حول المنظمين ؟
لاحظ المتابعون لهذه المسيرة حضورا معتبرا لأفراد الأمن الوطني تولو ضبط الامن في جوانب المسيرة رغم أن تنظيم المسيرة تولته لجنة تنظيم لم تتمكن من السيطرة على الجماهير التي تجاهلت أوامرهم، ما اضطر أفراد الحرس الرئاسي وافراد الامن من للتدخل في بعض المواقف.
اجتماع للوزراء في الفندق..
حضر بعض الوزراء في وقت مبكر إلى ملتقى الطرق القريب من الاذاعة الوطنية ، في انتظار ان يلتحق بهم الرئيس و تبدأ المسيرة من هناك، إلا أن تأخر الرئيس و الارتباك الحاصل في التنظيم، دفع الوزراء إلى دخول فندق “أزلاي” و عقد اجتماع هناك على مائدة الفطور.
غياب التنسيق..
لوحظ غياب تام للتنسيق بين المنظمين، و حتى بين الوزراء، فلا أحد يملك الخبر اليقين حول برنامج المسيرة و نقطة الانطلاقة و موقعه في الصفوف، فالنواب بقيادة رئيس الجمعية الوطنية الشيخ ولد بايه جابوا الشارع جيئة و ذهابا في انتظار ان يلتحق بهم أحد، و الوزير الأول وصل و بدأ يبحث عن أعضاء حكومته، قبل ان يقتنع الجميع ان النظام غير موجود و يبدأ كل منهم يبحث عن مكان له أمام كاميرات الصحافة.
سقوط المنصة..
ربما يترجم سقوط المنصة الارتباك الحاصل في التنظيم، فقد سقطت أعمدتها دقائق قبل وصول الرئيس إليها، ما نتج عنه إصابة أحد الوزراء و نقله على متن سيارة إسعاف للمستشفى، ليقرر الرئيس و بقية أعضاء الحكومة و كبار المسؤولين الصعود على ما تبقى منها ليخاطب الجماهير الحاضرة.
اليوم يوم عطلة ..
عند صعود الرئيس إلى المنصة لاحظ ان الجماهير لما تصل بعد بشكل كامل، ما دفعه لأخذ الميكروفون و مخاطبة الموجودين قائلا “اصبروا..اصبروا .. الجماهير قادمة.. لا تستعجلوا فاليوم يوم عطلة”، ليعيد الميكروفون و يدخل في موجة من التأمل، قرأها بعض الحضور على أنها تأمل في السيناريوهات المقبلة.
أبرز الوجوه الحاضرة على المنصة..
سمح أفراد الحرس الرئاسي لأعضاء الحكومة بالصعود للمنصة، و بعض أعضاء الجمعية الوطنية، و قادة بعض الأحزاب، و إمام الجامع الكبير، و قادة بعض الأحزاب السياسية، و مستشارين في الرئاسة ، فيما لوحظ تأخر وصول رئيس حزب التحالف الشعبي التقدمي مسعود ولد بلخير و رئيسة مجلس نواكشوط الجهوي.
بث غير مباشر..
رغم حضور طواقم قناة “الموريتانية” في وقت مبكر إلى الميدان، و تنصيب أجهزتها العملاقة قرب المنصة و التسهيلات التي تحصلت عليها من قبل المنظمين لتغطية الحدث بشكل مباشر إلا أنها لم تتمكن من ذلك، ما دفع مديرها للتجول قرب المنصة متأملا في وجه الرئيس و هو يلقي كلمته. و بعد ان انتهى خطاب الرئيس تم نقل الأشرطة إلى مقر التلفزيون ليتم بث خطاب الرئيس ساعتين بعد انتهائه.
هتافات باسم الرئيس..
على الرغم من أن المسيرة ترفع شعار الوحدة الوطنية و نبذ الكراهية و التمييز العنصري، إلا أن الجماهير لم تهتف بهذه الشعارات، بل هتفت باسم الرئيس “عزيز” ، و تناست ما جاءت من أجله. و مع ذلك فإن شعارات “المأمورية الثالثة” لم ترفع في هذه المسيرة.
خطاب واحد..
شهد المهرجان الذي عقب المسيرة في ساحة المطار القديم خطابا واحدا و هو خطاب الرئيس محمد ولد عبد العزيز، سبقته آيات من الذكر الحكيم و عقبته ترجمة للغات الوطنية،و يبدو أن الرئيس لم يحضر نقاطا معينة للحديث عنها ، و اكتفى بارتجال كلمة تحدث فيها عن فخره بالحضور ، مؤكدا ان قانون الكراهيةسيطبق على الجميع وأن من يبث الكراهية سيتصدى له الجيش الموريتاني، واضاف “كما حافظنا على الامن والاستقرار فإننا سنسد الباب أمام رسائل الجميع وخصوصا الذين يروجون لخطاب الكراهية في الخارج”.
نهاية المهرجان..
بعد نهاية المهرجان نزل الرئيس من المنصة و ذهب في سيارته، و بقي الوزراء في انتظار وصول سياراتهم، حيث اضطر بعضهم للمشي مسافة كبيرة، و اضطر البعض الآخر لاعتلاء سيارة غير سيارته، أما الجماهير فلم يكن لها من حل سوى السير على الأقدام نظرا لعدم توفر سيارات النقل و الطوق الأمني الذي وضعته السلطات في محيط المنطقة.