تترقب الجماهير العربية من الخليج إلى المحيط “كلاسيكو الارض” بين القطبين الإسبانيين ريال مدريد وبرشلونة غدا السبت على ملعب “كامب نو” في قمة الجولة 14 من الليجا.
ويتابع أكثر من نصف مليار شخص الكلاسيكو عبر شاشة التلفاز ولكن يبقى السؤال كيف كانت الجماهير العربية والإعلاميين يتابعون هذا اللقاء في الماضي ومنذ متى بدأ هذا الشغف بلقاء الغريمين الكبيرين؟
هذا السؤال وجهه “كورة” لبعض الإعلاميين الكبار في مختلف الوطن العربي وجاءت الإجابة كالآتي:-
الفضائيات قلبت الأمور
يونس المصري مدير تحرير صحيفة الرياضية السورية قال: “بالطبع الاهتمام بالكلاسيكو الإسباني ازداد مع انتشار القنوات الفضائية مطلع التسعينيات أما فيما سبق فقد كان هناك عدة ثنائيات غير كلاسيكو إسبانيا كانت تحظى باهتمام العرب بشكل عام كمواجهة ميلان وإنتر ميلان بإيطاليا ومانشستر يونايتد و ليفربول بإنجلترا والأهلي والزمالك في مصر ولكن مع دخول الفضائيات وانضمام نجوم العالم لفريقي الريال وبرشلونة فقد ازداد الاهتمام بكلاسيكو إسبانيا ليكون أهم مباراة بين فريقين.
ويؤكد الإعلامي والباحث الرياضي الفلسطيني أسامة فلفل قائلا: “متابعة الكلاسيكو تختلف هذه الأيام عن الماضي، ففي السابق وتحديداً في تسعينيات القرن الماضي، كانت المتابعة تقتصر على متابعة الملخصات الخاصة باللقاء، واختلف الأمر مع ظهور الفضائيات والتطور التكنولوجي الكبير، فأصبحنا نستعد للكلاسيكو قبل فترة من موعده،
الفضائيات أصبحت تخصص مساحات واسعة لهذا اللقاء وأمام هذا الواقع الجديد أصحبنا نعيش الكلاسيكو ونعرف تفاصيله الدقيقة وكل شيء عن الفريقين قبل اللقاء، لذلك هناك فرق كبير بين المتابعة والتغطية الإعلامية في الماضي، حيث كُنا نجد صعوبة بالغة في متابعة تلك القمة العالمية، والآن تُتيح التقنيات الحديثة لنا فرصة متابعة الكلاسيكو بكل أريحية.
ويقول الإعلامي الأردني مفيد حسونة بخصوص بداية اهتمام العرب بالكلاسيكو: “تأخر العرب في الدخول إلى أجواء الكلاسيكو الإسباني بين الريال وبرشلونة إلى منتصف التسعينيات من القرن الماضي، لأن أنظارهم كانت تتجه نحو العديد من مواجهات الكلاسيو في أوروبا والوطن العربي ككلاسيكو ألمانيا بين هامبورج وبايرن ميونخ، وليفربول ومانشستر يونايتد، والأهلي والزمالك في مصر” .
وأضاف: “ولعل سبب التأخر يعود إلى محدودية النقل التلفزيوني لشبكات التلفزة العربية على وجه التحديد وكانت المتابعة تقتصر على بعض العناوين في الصحف”.
نجوم فوق العادة
ويقول محمد فواز رئيس القسم الرياضي في صحيفة “المستقبل” ومراسل مجلة “فرانس فوتبول” الفرنسية المتخصصة في لبنان: “اهتمام اللبنانيين بالكلاسيكو تضاعف في الأعوام الأخيرة، بفعل عوامل عدة، أبرزها نجاح الفريقين في نقل المنافسة بينهما من الساحة المحلية إلى القارية، والصراع المثير بين النجمين ميسي ورونالدو، وهذا السجال، هو عبارة عن مباراة داخل المباراة”.
الإعلامي الرياضي المصري الكبير محمود معروف أكد ان اهتمام المصريين بمباريات الأندية الإسبانية وبالتحديد كلاسيكو الأرض بين برشلونة وريال مدريد بدأ منذ الخمسينات بعد فوز الملكي ببطولة أوروبا.
وأضاف: “عندما أراد الزمالك أن يستقدم فريق كبير لمشاركته الاحتفال بعيده الذهبي ومرور 50 عاما على تأسيسه لم يجد أعظم من ريال مدريد، الذي كان يضم عمالقة اللعبة بين صفوفه وقتها وعلى رأسهم بوشكاش ودي ستيفانو وفرانشيسكو خينتو وريموند كوبا.
وتابع: “كانت هذه هي المباراة الأولى التي ينقلها التليفزيون على الهواء مباشرة .. ثم توالت مباريات الأهلي والزمالك مع برشلونة وريال مدريد، لتكتسب المباراة شعبية جارفة بمصر بعد ظهور الفضائيات الرياضية”.
وأشار إلى أن كلاسيكو الأرض أصبح هو الوجبة الكروية الدسمة التي ينتظرها المصريون، والسبب في ذلك يعود للنجوم مثل ميسي ورونالدو .
المغرب سباقة
وأكد الإعلامي المغربي بدر الدين الإدريسي رئيس تحرير صحيفة” المنتخب” أن مباراة الكلاسيكو تضاهي بالمغرب نهائي كأس العالم.
وقال: “قبل سنوات ومنذ وعيت على هذا الاصطدام الكروي الذي يمثل اليوم حالة استثنائية في مشهد المنافسة، وأنا ألمس التطور الرهيب لأبعاد المتابعة، وكيف يسلب سنويا عقول محبي الكرة بالمغرب نظرا لقربها من إسبانيا التي كانت المتابعة القوية مقتصرة في بداية الأمر بمنطقة الشمال بمدن تطوان وطنجة، قبل أن يمتد العشق ليستشري في باقي المدن والسبب يعود للاهتمام الإعلامي فالكلاسيكو اليوم صار تجارة بأرقامه الفلكية على مستوى التسويق”.
ويضيف الإعلامي التونسي عبد الوهاب الدرويش الملقب بذاكرة كرة القدم التونسية والأجنبية: “في البداية أشير أنه بحكم عدم توفر الإمكانيات لمشاهدة كل الدوريات الأوروبية فإن عشاق الكرة في تونس كانوا يتابعون في السبعينات والثمانينات الدوريات الإيطالية عن طريق قناة “راي أونو ” الإيطالية”.
وأكمل: “لكن فيما بعد بدأ الاهتمام بفريق ريال مدريد بعد حصوله على اللقب الاوروبي عدة مرات ومع دخول الفضائيات أصبح الكلاسيكو هو الأهم وبدا بمتابعة مغربية نظرا لقرب إسبانيا من المغرب ثم انتقل إلى أنحاء الوطن العربي”.
ومن الكويت يرى الناقد مرزوق العجمي رئيس القسم الرياضي في جريدة النهار أن الاهتمام بالكلاسيكو في البلدان العربية، وفي الكويت بدأ منذ زمن بعيد، عن طريق الصحف والمجلات الأجنبية، والتي كانت تأتي متأخرة عن موعدها شهرا كاملا.
وأضاف العجمي: “زيادة الاهتمام بالكلاسيكو بدأ مطلع التسعينات، مع دخول الفضائيات، والاستعانة بمحللين كرويين، سواء لاعبين أو مدربين، وكذلك رجال الصحافة والاعلام.
واعترف العجمي أن شبكة الجزيرة، ثم bein Sport، أحدثت طفرة كبيرة في زيادة شعبية الكلاسيكو في الوطن العربي، وهو الدور الذي قامت به في السابق قناتي mbc، وأوربيت.
ومن جانبه قال بابكر مختار رئيس تحرير الجوهرة الرياضية السودانية: “من المؤكد أن مباراة الكلاسيكو الإسباني الذي سيشهده ملعب كامب نو يوم السبت، تجد اهتماما كبيرا في الشارع الرياضي بعد أن انتقلت اللعبة من كرة قدم للهواية إلى عالم الاحتراف الذي صنع من اللاعبين النجوم أساطير لدى الجماهير”.
وواصل: “في الماضي كانت تقتصر المتابعة من خلال بعض الأخبار المترجمة من الصحف والوكالات بينما الآن في عصر الفضائيات أصبح الاهتمام أكبر بمتابعة لحظية”.
ويقول رئيس القسم الرياضي بالتلفزيون الرسمي الموريتاني عبدو ولد أحمين السالم: “مباراة الكلاسيكو في موريتانيا زادت متابعتها وأهميتها لدي الشعب الموريتاني خلال السنوات الأخيرة وكان في الماضي الاهتمام أقل بكثير لعدم وجود قنوات ناقلة للحدث في الوطن العربي”.