قالت صحيفة’’ لوفيغارو’’ الفرنسية، في عددها الصادر اليوم الاثنين، إنه رغم مرور عام على أزمة حصار قطر من قبل جيرانها (السعودية والإمارات والبحرين)، بالإضافة إلى مصر، إلا أن الدوحة تكمنت من مقاومة هذا الحصار، مع أن مناخ الأعمال لم يعد مؤاتياً، بل إن هذه الأزمة أحدثت’’ أثراً عكسياً لما سعت إليه الرياض وأبو ظبي، إذ أنها دفعت الدوحة إلى الاقتراب أكثر من تركيا، ومن إيران أيضا، التي تشترك معها في حقل غاز ضخم في مياه الخليج.
وأوضحت الصحيفة الفرنسية أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب -الذي أصبحت الحرب على إيران أولويتَه في منطقة الشرق الأوسط-بحاجة إلى أن تكون هناك جبهة موحدة في منطقة الخليج العربي ضد’’ العدو الإيراني’’. ولذلك، توضح’’ لوفيغارو’’، يعتزم ترامب جمْعَ’’ أبطال’’ الأزمة الخليجية على طاولة واحدة، في سبتمبر القادم في الولايات المتحدة الأمريكية، لإيجاد مخرج لهذه الحرب الباردة التي تهدد أكثر فأكثر استقرار المنطقة الوحيدة في الشرق الأوسط التي لا تزال بمنأى عن العنف الذي يمزق هذه المنطقة.
وفي هذا الصدد نقلت’’ لوفيغارو’’ عن أنور قرقاش، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، قوله:’’ نحن نتفهم ترامب، لكن أولوياتنا تختلف.. يجب على قطر أولا أن تمتثل للشروط التي وضعناها’’. غير أن الصحيفة الفرنسية اعتبرت أنه على، غرار جارتيْها) السعودية والإمارات) -ولكن مع نجاح أكبر -زادت قطر من استثماراتها على صعيد مجال التواصل في الولايات المتحدة وأوروبا للدفاع عن قضيتها والفوز في نهاية المطاف بمعركة العلاقات العامة.
واعتبرت الصحيفة أنه رغم انتكاساتهما الدبلوماسية لا تزال السعودية والإمارات عاقدتي العزم على هزيمة قطر، لكن الأمر أصبح معقدا أكثر مما مضى. ففي واشنطن، أصبح دونالد ترامب يقف على الحياد، حيث استقبل أمير قطر مؤخرا وهنأه على جهوده للسيطرة على تمويل الجماعات الاسلامية. وتدريجيا الجبهة المناهضة للدوحة ترى أن زوايا هجومها تقلصت بشكل كبير.
ومن هنا، تشير’’ لوفيغارو’’، جاءت المبادرة الأخيرة من الملك سلمان بن عبد العزيز، الذي أرسل رسالة إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، طالباً منه فيها اقناع الدوحة بعدم اقتناء النظام الروسي المضاد للصواريخ’’ اس400’’، ومحذراً من مغبة أن الرياض على استعداد للقيام بـ ’’ عمل عسكري’’ ضد الدوحة إذا لم توقف مساعيها الرامية إلى الحصول على هذا النظام الدفاع الروسي المتطور.
ونقلت’’ لوفيغارو’’ عن دبلوماسي فرنسي تأكيده أن ’’ اللغة التهديدية هذه من قبل العاهل السعودي لم تعجب الرئيس ماكرون’’، مضيفاً أنه بعد التحقق تبين أن زعيمي الولايات المتحدة وبريطانيا تلقيَا رسالة من العاهل السعودي مماثلة لتلك التي وصلت نظيرهما الفرنسي.
المصدر