نحن نعلم مدى نجاح أينشتاين بصفته عالمًا، بسبب أفكاره التي أعادت تشكيل فهمنا للكون، وأصبحت جزءًا من ثقافتنا وتفكيرنا اليومي. ولكن بالنسبة لكل إنجازاته، مثل تغيير مفهومنا للفضاء والزمن بسبب نظرية النسبية العامة، فإن الفيزيائي الحائز على جائزة نوبل، قام أيضًا ببعض الأخطاء. وهذا ما يحدث في عملية البحث العلمي، يمكنك اختبار الفرضيات وإذا أثبت خطأها، تعدلها وتحاول تجربة فرضيات وأساليب أخرى.
ويقول الكاتب بول راتنر في مقاله بموقع «بيج ثينك»: إن أكبر ثلاثة أخطاء نُسبت لأينشتاين قد يُثبت صحتها في النهاية.
1. الثّابت الكوني Λ
قال عنه أينشتاين إنه أعظم خطأ ارتكبه، ويشير الكاتب إلى أن أينشتاين أضاف الثابت الكوني لنظريته النسبية العامة لكي تتفق مع المفهوم الذي كان يعتقده بأن الكون ثابت وغير متغير، ولكن الكون بدا ديناميكيًّا متمددًا في المعادلات. ونشأت المشكلة عندما اتضح أن الكون يتمدد ويتسارع.
ويعتقد العلماء الحديثون أن الطاقة المظلمة هي التي تسبب التمدد الكوني، وينكر بعض العلماء هذه النظرية ويعتقدون أن هناك تفسيرًا مختلفًا.
التوسع أو التمدد الكوني NASA/JPL.
2. ميكانيكا الكم
كان لأينشتاين دور فعال في تطوير ميكانيكا الكم، وهي المجال الفيزيائي الذي يصف سلوك الجزيئات دون الذرية. فاز بحث أينشتاين عام 1905 بجائزة نوبل عن تأثير الكهروضوئية، وكان له تأثير قوي على تطوير ميكانيكا الكم. ومع ذلك كان يكره ميكانيكا الكم لأفكارها الغامضة التي يصعب إثباتها، ولاستنتاجها النهائي بأن الكون غير مؤكد ومضطرب.
ووفقًا لكاتب سيرة أينشتاين ديفيد بودانيس، فأينشتاين لم يكن معجبًا بأفكار شرودينجر وقطته، ولا بفيرنر هايزنبرج، أو نيلز بور.
فيديو توضيحي من قناة إيجيكولوجي على اليوتيوب (ليس مدرج بالمقال الأصلي)
3. موجات الجاذبية
مرة أخرى، تنبأ أينشتاين بصحة وجودها في عام 1916، ولكن فقد حماسه نحو الاكتشاف، وظن أنه لن يصل إلى أي شيء.
إن موجات الجاذبية هي اهتزازات أو تموجات في الزمان والمكان، تنجم عن أحداث فضائية ضخمة مثل حركة النجوم النيوترونية، أو الثقوب السوداء. قد تَتسبب النجوم المتفجرة أو الثقوب السوداء المتصادمة في أقوى هذه الموجات.
ومع ذلك، اعتقد أينشتاين أن قياس هذه الموجات سيكون أمرًا بالغ الصعوبة، وشك أيضًا في وجود الثقوب السوداء التي قد تسببها. ويلفت الكاتب إلى محاولة أينشتاين نشر ورقة بحثية يتراجع فيها عن فكرة وجود الموجات الجاذبية في عام 1936، ولكن الورقة البحثية رُفضت.
في عام 2015، تمكن العلماء من كشف موجات الجاذبية لأول مرة، أي بعد مرور 100 عام على تنبؤ أينشتاين. ومُنح العلماء المشاركين جوائز نوبل لاكتشافهم.