أخيرا، نجحت موريتانيا في التعامل مع المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا. فبعد أن رفضت العودة إلى المجموعة التي طلبها منها قبل بضعة أسابيع المجلس التنفيذي للمنظمة، أنجزت بنجاح اتفاق شراكة مع المنظمة. فقد وقّعت موريتانيا، والمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) اتفاق الشراكة على هامش منتدى أمريكا أفريقيا الذي عقد مؤخرا في لومي، توغو.
الاتفاق المذكور يسمح بحرية تنقل الأشخاص والبضائع، وهو ما سيعطي بعدا جديدا في العلاقات بين الطرفين، خصوصا بين موريتانيا والسنغال.
الاقتصاد الموريتاني سينفتح على سوق المجموعة البالغ ما يقرب من 350 مليون مستهلك، حيث سيتحرك التجار الموريتانيون والمواطنون العاديون بحرية في هذا الفضاء وفي المقابل ستكون لدى مواطني الدول الأعضاء حرية الانتقال إلى الأراضي الموريتانية، والقدرة على إجراء المعاملات المالية.
لقد توصل الجانبان إلى إنشاء سوق مشتركة مع الحفاظ على استقلال كل منهما، وهو أمر مهم بالنسبة لموريتانيا التي لم تكن ترغب بالعودة إلى المجموعة.
وبالنسبة لكثير من المراقبين في نواكشوط، يبقى السؤال هو لماذا تستمر موريتانيا في رفض العودة إلى المجموعة؟ من المؤكد أنه ليس من أجل “السعي لتحقيق الاستقلال الاقتصادي”، ولكن إنما هو هاجس “الخطر الأسود” التي زرعته الحركات القومية القوية.