ينصب إهتمام الرئيس محمد ولد عبد العزيز وجل الساسة والبرلمانيين ومختلف صناع القرار في موريتانيا هذه الأيام بزوبعة الإستفتاء الشعبي والتعديلات الدستورية المزمع تنظيمها قريبا ،
هذا في حين ينشغل المواطن الموريتاني البسيط بقضايا ومطالب أخرى أهم بكثير من مخرجات الحوار الوطني هذه المطالب قد يشكل تجسيدها او بالأحرى المساهمة الجدية في توفيرها ان لم ندخل حيز التمني منعطفا جديدا في تاريج موريتانيا ربما يكون أنجع بكثير من الإستفتاء بحد ذاته ، ان العراقيل الجمة التي تصاحب المواطن في يومياته تسلبه العقل والتفكير وربما اذا تفاقم هذا الوضع دون تدارك السلطة لعاقبته قد يكون التطرف والإرهاب واجهة المشهد،.
لقد توسم المواطن الفقير بشعار رئيس الفقراء خيرا إلا ان ضيق معيشته وضنكها الكامن وراء الارتفاع الصاروخي للأسعار وتدني الأجور درجة الحضيض ، وكذا البطالة المنتشرة في صفوف الشباب النخبة ، لاتنبئ بخير البتة ’ فسائق التاكسي يحمل شهادة عليا وصاحب الحلاق مهندس ونقطة ساخنة هي الأخرى عامرة بالدكاترة من مختلف التخصصات’ هذا وليست الوقفات الاخيرة المطالبة بالتشغيل أمام القصر الرئاسي ببعيدة
من جهة ثانية فإن الإحتقار الذي يقاسيه المواطن يوميا للحصول على أوراقه المدنية يتضاعف وتتضاعف معه في المقابل الانتشار الغير مسبوق للجريمة نتيجة لانعدام الأمن ، كل هذا بالتزامن مع المعاناة النفسية والصحية التي يكابدها المواطن جراء تكدس القمامة والاوساخ أمام منزله دون وجود سلطة حضرية تقييه آفة هذا الخطر المحدق ،
هي نوازل وشكاوى من أزمات اخرى عديدة جعلت من وجه الموريتاني البسيط عابس شتيم عصيب قابض، يترائى له الفرج في غياهب الجب ،. فهل سيستطيع الرئيس عزيز رسم البسمة على هذا الثغر والمحيا العابس، ويضيئ له عتمة هذا الجب الموحش ؟
إن موريتانيا اليوم على أعتاب مرحلة جديدة من تاريخها و تفاصيلها محصورة حتما بنتائج الإستفتاء ، هنا بات لزاما على الرئيس الموريتاني الانحياز للمواطن البسيط لأن الفيصل في هذه المرحلة سيكون خيار الشعب وبالطبع فالشعب قد يعارض او يحجم وفي ذلك ضربة للرئيس المتفاءل بقاعدته وحجم تأثير سياساته،
ان الانين والآهات والفاقة كلها دوافع جعلت من المواطن البسيط اصم اعمى اخرس حيث لم تعد الشعارات الجوفاء ولا الكلام المعسول ولا الوعود الفارغة تجدي نفعا معه
ما ينتظره المواطن اليوم هو ان لايكابر الرئيس عزيز بقرارته المسعفة وان يسير بجد نحو مستقبل يكون أفضل لشباب شاب في عمر الزهور ، ويحي واجهة عاصمة هرمت من الإهمال ، ويفعل مؤسسات لاتزال نامة في سبات عميق عل وعسى ان يتدارك المواطن شيئا من العمر في رخاء.