لم يعد سهلا العثور على شخص في عاصمة فنزويلا يحمل أمواله في محفظته، بعدما باتت حيازة الأوراق النقدية معضلة مؤرقة للكثيرين لأسباب فريدة من نوعها.
ويرجع سبب ذلك إلى الأزمة المالية الخانقة التي تعصف بالبلاد، والتي أدت إلى حدوث تضخم وصلت نسبته إلى 270 في المئة هذا العام.
وبات مبلغ 100 بوليفار فنزويلي يساوي 5 سنتات أميركية فقط في السوق السوداء، وفق ما أوردت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية الثلاثاء.
ولجأت الحكومة إلى طباعة مزيد من أوراق النقد لمواجهة الأزمة، وبالتزامن مع ذلك ارتفعت الأسعار أكثر فأكثر، وفي نهاية المطاف وجد الفنزويليون أنفسهم غارقين في “بحر من الأوراق النقدية”.
وعلى سبيل المثال فإذا ما احتاج شخص الحصول على ما يوازي 5 دولارات، سينبغي عليه وقتها حمل 100 ورقة نقدية يسحبها من الصراف الآلي، علمل بأن عمليات تغذية الصرافات الآلية باتت تجري مرة كل 3 ساعات في فنزويلا.
وهكذا بات لزاما على الفنزويليين حمل كميات كبيرة من أوراق النقد لشراء أغراض بسيطة للغاية مثل السجائر والفطائر الخفيفة.
ويقول صاحب كشك يبيع الصحف والسجائر إنه يحشو عائده اليومي في أكياس بلاستيك كبيرة، مشيرا إلى أنها تبلغ نحو 100 ألف بوليفار، أي ما يعادل 52 دولارا فقط.
وحسب البائع الذي رفض الكشف عن اسمه، فإن أكثر السلع رواجا لديه هي السجائر، التي ارتفعت أسعارها بشكل قياسي، فثمن علبة السجائر يبلغ الآن 2000 بوليفار (دولار واحد)، بعد أن كانت 250 في السابق.
وأضاف أن وضع الأموال بهذه الصورة يعرضه للخطر، لا سيما أن العاصمة كاركاس لا تعتبر آمنة للقاطنين بها في ظل ارتفاع معدلات الجريمة.
وقال إنه يستخدم “سكوتر” في تنقله من مكان علمه إلى منزله، فهو لا يستخدم وسائل المواصلات العامة خوفا من اللصوص.