بسم الله الرحمن الرحيم
نعم إنها الوقائع تصدق القرائن
حظيت بمرافقة رئيس الجمهورية خلال مشاركته فى القمة 33 للاتحاد الإفريقي المنعقدة فى أديس أبابا يومي 09 و 10 من شهر فبراير الجاري، و خلال مختلف مراحل ومحطات الزيارة تتوارد إلى ذهني أسئلة عدة تتداولها الساحة السياسية، من قبيل:
ــ ماذا أنجز رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني ؟ و ما الذي تحقق لحد الساعة؟ وماهي المؤشرات الحقيقية على جدوائية الإجراءات المتخذة حتى الساعة؟
ربما بعض المتسائلين يدفعه حجم الأمل الذي يعلقه على الرئيس، والمنتظرات التي رافقت وصوله إلى السلطة، ونوع يدفعه الإصرار على المكابرة وعدم الاعتراف، ويريد أن يثبت رؤيته المتشائمة، ويكرس نقده غير الموضوعي.
• لهذا أركز هنا على محدودية الفترة (ستة أشهر حتى الآن) ،هذه الفترة بالكاد تكفي للاطلاع على الملفات وأوضاع البلد ومستوى التحديات وما يتوفر من إمكانيات ويتعين من استحقاقات ، ولن أركز على الظروف التي استلمت فيها قيادة البلاد والحالة المالية المصاحبة لذلك (تصريحات الوزير الأول أمام الجمعية الوطنية ) والتي تكفي لتبرير كل تأخير في الالتزامات والإنجازات.
لن أفعل شيئا من ذلك لأن في المتحقق والمنجز ما يغني عن مبررات لن يجد أحد صعوبة في الاقتناع بها ( محدودية الفترة وضعف الإمكانيات).
• الخطوات الأولى مع استلام رئيس الجمهورية لمسؤولياته عامة وأثرها شمل أجواء البلاد والساحة كلها:
ـ أعيد تنظيم الحكومة وحددت المسؤوليات وأعطي الوزراء ما يحتاجونه من ثقة وصلاحيات وذلك أساس في التنافس الإيجابي في العمل والإنجاز.
ـ ثم باشر رئيس الجمهورية اتصالات ومشاورات سياسية شملت الأغلبية ومكوناتها والمعارضة وأقطابها معلنا بذلك عن جو سياسي إيجابي فيه متنافسون، لا خصوم ولا أعداء، وعزز ذلك بدعوات ومشاركات أظهرت للموريتانيين أننا في عهد مختلف تحتاج فيه الدولة للجميع وينبغي لها أن تسع هذا الجميع، المعارضة فيه ليست جريمة ، والاحترام المتبادل موقف وسلوك.
ولعل الموريتانيين أظهروا ارتياحهم لهذا الجو وتثمينهم لهذه الخطوات حتى ولو استعجل بعضهم، وطالب بالقيام بما من شأنه بعض التأخير ويحتاج بعض التحضير.
حضر الرئيس افتتاح السنة الدراسية ، وزار منشآت طبية ، موضحا أن هذين القطاعين وهاتين الخدمتين أولوية قصوى عنده وعند حكومته، ولعل الخطوات اللاحقة قبل وأثناء إطلاق “أولوياتي” أكدت على هذا الأمر وأوضحت أنه في كل شهر تنجز أمور لصالح قطاع التعليم وفي سبيل ترقية الصحة.
باشر رئيس الجمهورية ـ في خطوة ذات دلالة سيادية ورمزية مهمة ـ تدشين مقرات: المجلس الدستوري والجمعية الوطنية، والمتابع للعمل في هذه المشاريع المهمة سيلحظ دون كبير عناء أن وتيرته متسارعة ويحقق في كل حين تقدما ملحوظا.
ـ على المستوى المؤسسي كان هنالك حرص على مخاطبة مؤسسة المعارضة الديمقراطية ودعوة زعيمها للمناسبات، كما كان هنالك احترام للجمعية الوطنية، التي تحسن أداؤها وأحس أعضاؤها بالجو الجديد الذي جعلهم يصلون حد تشكيل لجنة تحقيق برلمانية في ملفات مظنة الفساد والتحايل.
ـ في أربع مرات أعلن عن اكتتابات جديدة ، ثم بدأ ت تلك الاكتتابات عمليا في قطاع التعليم وعلى مستوى المهن المتوسطة ، واستفاد منه الآلاف وذلك ضمن سياسة في مجال التشغيل بالمعنى الواسع .
ـ لم يكن البعد الخارجي غائبا عن اهتمام الرئيس وقيادة البلاد، فكان الحضور النوعي مشاركة وخطابا في عديد العواصم القريبة والبعيدة، ولاحظ العالم المهتم بالبلاد أن قيادة جديدة ذات تصور واضح ورؤية متكاملة في المجال الدبلوماسي قد ظهرت في موريتانيا، وهو ما انعكس على الاهتمام البين والاحترام والتقدير الذي نحظى به في مختلف دوائر علاقاتنا الخارجية.
وكانت الزيارة التي قام بها رئيس الجمهورية لدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة ، نموذجا لهذه المكانة ، وأكدت نتائجها النوعية الكمية ، المادية والمعنوية ، أننا أمام نظام ينجز في الداخل ينجز في الخارج ، نظام يصلح أحوالنا ويرمم علاقاتنا ويحقق مصالحنا، وكانت مشاركتنا فى قمة الاتحاد الإفريقي نوعية ومتميزة ولقيت احتراما واسعا.
لم يكن المشروع الذي حضره رئيس الجمهورية بروصو بالعادي ولا المحدود ، فمجاله الزراعة ،والأثر المتوقع له على الحالة الزراعية وظروف المواطنين ، يضعه في مصاف المشاريع العملاقة والإنجازات الكبيرة .
بعد هذا التطور النوعي الذي أشاد به المنصفون ، كان موعد الموريتانيين مع إطلاق برنامج “أولوياتي” الذي تابعه المواطنون بقدر كبير من الارتياح والأمل:
ـ توسع في شبكة الطرق في أطراف العاصمة.
ـ تحسن مقدر ومحدد في الخدمات الصحية ، تستفيد منه المكونات الهشة .
ـ زيادات معتبرة في البنية التحية في التعليم الثانوي والأساسي .
ـ منح الطلاب وفواتير الكهرباء والتشجيعات الاجتماعية المعتبرة.
ـ مبالغ مالية معتبرة تنفق مباشرة على المواطنين الأكثر ضعفا والأقل دخلا .
ـ مع هذا وذاك ثمة خطوات رمزية وعملية عديدة توجهت للعلماء والأدباء والفنانين وصناع الرأي والثقافة، أبانت عن معدن النظام الجديد الذي يهتم بالاقتصاد والتنمية وإصلاح أحوال الناس، ولا يهمل العلم والثقافة والتراث.
أدرك وأنا أعدد ما تحقق أن الموريتانيين يستحقونه ويحتاجونه وأن السيد رئيس الجمهورية مدرك لذلك ، وهو لكثير مما تحقق مستصغر ، وأمله الكبيبر أن يحول “تعهداتي” ثم “أولوياتي” إلى واقع ملموس متكامل حتى يطمئن الموريتانيون أن الرئاسة والسلطة والحكومة هي لخدمتهم والقيام بمصالحهم وأنها بذلك تقوم ويتم الحكم عليها .
لقد كنا منذ استلام رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني لمسؤولياته ، نتكلم عن قرائن مطمئنة ورسائل ذات دلالة ، وها نحن اليوم نتكلم عن إنجازات ملموسة وورشات كبيرة في مختلف الجوانب والمجالات ، نعم إنها الوقائع تصدق القرائن.
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على إمام المرسلين .
د.أحمد سالم محمد فاضل
مكلف بمهمة في الرئاسة
الصحراء