نبذة عن حياة الشاعر الكبير ناجي محمد الامام (متنبي موريتانيا)

0
296

شاعر وكاتب وروائي من أبرز رواد الشعر الحديث في موريتانيا , مارس العمل السياسي وهو فتى، وبنى مجده الأدبي على الالتزام الشعري والتمسك بالفصحى والدفاع عنها في وجه الفرنكفونية المسيطرة إداريا وسياسيا.

المولد والنشأة
ولد ناجي محمد الإمام سنة 1956، في بادية الدوّارة ببلدية صنقرافة في ولاية البراكنة وسط موريتانيا، ونشأ في بيت عرف بالعلم والأدب واشتهر بالصلاح.

الدراسة والتكوين
بدأ تعليمه في المحاظر (الكتاتيب) في سنِّ الخامسة، فحفظ القرآن الكريم وسمع مبادئ بعض العلوم الشرعية.

وفي سنة 1966 التحق بالتعليم النظامي في المدرسة الابتدائية بصنقرافة، وحين وصل الصف الخامس من المرحلة الابتدائية انتقل إلى مدينة مقطع لحجار.

انقطعت مسيرته التعليمية النظامية قبل أن يكمل المرحلة الابتدائية، فطرد من المدرسة بسبب نشاطه السياسي وهو في الصف الخامس من التعليم عام 1971، وسافر إلى العاصمة السنغالية داكار.

وفي سنة 1972 حصل على إذن خاص للالتحاق بالمرحلة الأولى من التعليم الثانوي في ثانوية الحاج مالك سي بالسنغال.

ثم انقطع عن التعليم وعاد إلى موريتانيا وعمل في الإذاعة. وفي سنة 1980 التحق بمعهد زليتن الخاص للتعليم في ليبيا، وحصل في سنة 1989 على ليسانس الآداب من جامعة  بيروت العربية، ثم على شهادة معهد “أدو كاتيل” الفرنسي في الحقوق سنة 1990.

الوظائف والمسؤوليات
في سنة 1974 التحق بإذاعة موريتانيا، ثم انتقل بعد ذلك إلى قطاع الثقافة وشغل فيه مناصب عديدة، منها مستشار وزير الثقافة، وأمين عام اللجنة الموريتانية للتربية والثقافة والعلوم، ومدير عام الثقافة والفنون.

التوجه الفكري
تأثر في بداية حياته بالفكر اليساري، وانضم إلى صفوف حركة “الكادحين” اليسارية، وناضل في صفوفها وطرد من المدرسة بسبب نشاطه فيها.

وبعد سفره إلى السنغال سنة 1971 احتك بمجموعات من اللبنانيين في داكار أيام المد القومي العربي في تلك المنطقة،  وشكل ذلك انعطافا في توجهه الفكري، فانضم إلى التيار الناصري، وناضل في صفوفه منذ ذلك التاريخ.

وظل أحد قادة التيار القومي في موريتانيا، وأحد أبرز أصحاب الرؤية فيه، وتعرض للاعتقال والسجن عدة مرات بسبب انتمائه الفكري ومواقفه السياسية.

التجربة الأدبية
بدأت تجربته الأدبية مبكرا، فقد حفظ الكثير من الشعر الجاهلي، وشعر العصرين الأموي والعباسي، فنشأ مولعا بالشعر العمودي، لكن وجوده في داكار مكنه من التعرف على الحركة الأدبية العربية الحديثة في مكتبة عبد الكريم وهبه بداكار، فعلقت بوجدانه التجربة الحداثية في الشعر العربي، وأعجب بمضامين القصيدة الحديثة.

وأصبح أبرز شعراء الحداثة في الشعر الموريتاني المعاصر، وأحد المنتمين لما يسميه هو “الحداثة الأصيلة” التي يكتب روادها قصيدة التفعيلة ولكنهم يحافظون على القالب الموروث ويبدعون بحداثة كاملة، تكثيفا ورمزا ورؤى.

شكلت مدونته الشعرية صورة للواقع العربي، بانكساراته وأحلام إنسانه، وتعتبر قصيدته “سنبقى ويمضي سوانا” شاهدا على ذلك، فقد كتبت ردا على اتفاقيات أوسلو. ويقول إنه كان يمليها على بعض أصدقائه وهو يتابع مراسم توقيع الاتفاق في البيت البيض، وأنه انتهى من إملائها بانتهاء حفل توقيع الاتفاق.

المؤلفات
تأخر ظهور إنتاجه الإبداعي بسبب مواقفه السياسية، وكان أول إصدار له هو ديوان “التيه والبحر والذاكرة”، الذي صدر عن اتحاد الكتاب والأدباء الموريتانيين سنة 2007.

له عدة دواوين وروايات، من أهمها: “الأفق الدامي” (شعر)، و”إلى امرأة لا أعرف اسمها” (شعر)، و”العبقري وشرطي الإمارات” (رواية)، و”الشاطئ اللازوردي” (رواية)، و”سيدة زرقة البحر” (شعر)، و”شاطئ البوح” (شعر).

المصدر : الجزيرة

شفى الله متنبي موريتانيا وشاعرها الكبير وأعاده الى وطنه ومحبيه سالما غانما