السراج الإخباري: قال العلامة الموريتاني الشيخ محمد الحسن ولد الددو إن ولد امخيطير ليس بأقرب إلى ذويه من أبي لهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ولكنه بإساءته يكونون بريئين منه ويكون مقطوع النسب ولا يلحق بأسرة أهل المخيطير أسرة العلم والكرمم والتقى.
واستطرد الشيخ خلال محاضرة ألقاها مساء الجمعة 25/11/2016 بمسجد الذكر في انواكشوط أنواعا أخرى من الإساءات وعظيم القول لا تقل خطورة عن فعلة منقطع النسب هذا، مستغربا من الناس أن يركزوا على تعطيل حد واحد والتحرك لحالة واحدة في الوقت الذي تتعطل فيه حدود الله لسنوات.
وأوضح الشيخ أن الناس في مثل هذه المواقف أربعة أقسام: منافقون صرحاء يقولون: ((ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا))، ومخذلون يسمون المسلمين بغير ما سماهم الله بغية التحبيط، ويدعونهم باسم الفئوية والوطنية والشرائحية والعرقية إلى التراجع كما فعلوا مع المسلمين في غزوة الأحزاب (يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا) فلم يسموهم مسلمين ولا مهاجرين ولا أنصارا، وقالوا لهم أن لا مُقام _أي لا سكن_ أو لا مَقام _بمعنى لا قيمة_ لكم فارجعوا أي ولوا الأدبار واهربوا.
أما القسم الثالث فالمستأذنون الذين يعتذرون دائما بخوفهم على بيوتهم (وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِّنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ ۖ إِن يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا (13) وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِم مِّنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلَّا يَسِيرًا) والفتنة الردة وفق الشيخ، أما أهل الإيمان فموقفهم من نصرة الله ورسوله دائما ثابت: ((وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَٰذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ۚ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا )).
وذكر الشيخ بغضب الله على الأمم من قبل من أمة نوح إلى ثمود إلى عاد ومدين وفرعون وقومه، ثم أكد أن أمريكا والغرب الذين يخشاهم المسلمون اليوم ليس بأقوى من أولئك الأمم أبدا، تاليا قول الله تعالى: ((أكفاركم خير من أولئكم أم لكم براءة في الزبر))، أي: أكفاركم _يا أمة محمد_ خير من أولئكم _الأمم_ أم لكم _والخطاب من هنا موجه للكفار_ براءة في الزبر.
وبين الشيخ محمد الحسن ما اختص الله به نبيه من فضله، فهو أكمل الناس إيمانا وأعرفهم بالله وأعلمهم بشرعه وأوسطهم نسبا (خيار من خيار من خيار) وأحسنهم صورة وأصدقهم حديثا وأوفاهم أمانة وأعظمهم خلقا ((وإنك لعلى خلق عظيم))، ووعده الله بالنصر العزيز والله لا يخلف وعده سبحانه: ((إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (2) وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا (3) هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا)).
وخلص الشيخ إلى التحذير من استمرار تعطيل حدود الله مؤكدا أن حدا واحدا من حدود الله يطبق خير للناس من أن يمطروا سبتا _أي أسبوعا_ وأن ولد امخيطير ليس وحده من حاد الله ورسوله، بل من يقذف عائشة بما برأها الله منه ويلعن أبا بكر وعمر وعثمان وأهل بدر وأهل صلح الحديبية ويقول بعدم تواتر القرآن ومن يمزق المصحف ويسب الله ويسب رسوله ومن يشفع فيهم ومن يعطل حكم الله فيهم؛ كل أولئك _يضيف الشيخ_ أعداء لله ولرسوله ولكتابه وللمؤمنين.