ولد عبد العزيز يحث القادة العرب على ترسيخ الحكامة الراشدة وحرية التعبير في بلدانهم (نص الخطاب)

0
249

أكد رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز تمسك موريتانيا بخيار حل الدولتين لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ؛ بما يضمن إقامة الدولة الفلسطينية بكامل سيادتها وعاصمتها القدس الشرقية؛ مبرزا ضرورة رص الصفوف بين دول المنطقة العربية للنهوض بالوطن العربي كي يتبوأ “المكانة اللائقة به على كافة المستويات”؛ وفق تعبيره.

وحث الرئيس ولد عبد العزيز القادة العرب، خلال الجلسة الافتتاحية للقمة العربية الـ 30، اليوم (الأحد) في العاصمة التونسية، على ضرورة “ترسيخ الحكامة الرشيدة وترسيخ حرية التعبير في العالم العربي وتحرير طاقات الشباب والتمكين للمرأة واشراك المواطن العربي في إدارة الشأن العام، سبيلا لمواجهة التحديات التي تواجهها الأمة العربية”.

النص الكامل للخطاب:

“بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على نبيه الكريم،

فخامة رئيس الجمهورية التونسية الشقيقة، رئيس قمتنا الحالية،

خادم الحرمين الشريفين ، صاحب الجلالة الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ، ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة ، رئيس القمة العربية العادية الـ29،

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،

أصحاب المعالي رؤساء الوفود،

معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية،

ايها المدعوون الكرام ايها السادة والسيدات،

أود في البداية ان أتقدم بجزيل الشكر الي اخي صاحب الفخامة السيد الباجي قايد السبسي رئيس الجمهورية التونسية الشقيقة ومن خلاله الى الشعب والحكومة التونسيين لما لقيناه من حفاوة استقبال وكرم ضيافة، مهنئا فخامته على رئاسة قمتنا هذه وعلى الاعداد الجيد لها، كما أود أن اعبر عن التقدير الكبير والتثمين العالي للجهود الطيبة التي اضطلع بها خدمة للمصالح الحيوية لامتناأخونا خادم الحرمين الشريفين صاحب الجلالة الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية خلال رئاسته الموفقة للدورة ٢٩ للقمة العربية.

كما يطيب ان أهنئ معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد أحمد أبو الغيط ومساعديه على التحضير الجيد لقمتنا هذه.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو، ايها السادة والسيدات،

تنعقد قمتنا الحالية ووطننا العربي يعيش منذ فترة اوضاعا أمنية وسياسية واقتصادية بالغة الخطورة والتعقيد، كادت تداعياتها ان تعصف بدول عربية عديدة.

فعلى المستوى الأمني ورغم ما تحقق من انتصارات ميدانية على الإرهاب فإن النزاعات في سوريا وليبيا واليمن والصومال قد طال امدها وتفاقمت توابعها الكارثية من حيث عدد الضحايا وتدمير البنى التحتية وتهجير السكان وتفكيك النسيج الاجتماعي، وقد تجاوز التأثير السلبي لهذا الوضع الخطير الوطن العربي ليمتد الى مناطق مجاورة لنا.

اما على المستوى الاقتصادي فإننا لم نصل بعد لمستوى الاندماج الاقتصادي المأمول من شعوبنا، كما أن هبوط اسعار المواد الأولية في الأسواق العالمية والحالة الأمنية الصعبة في بعض دولنا، قد أثرا سلبا على وتيرة التطور والنمو الاقتصادي في العالم العربي إجمالا وقد اعتبرت بعض الجهات ان هذا الوضع المتأزم سيشغل العرب عن قضاياهم المركزية المتمثلة في احتلال بعض أراضيهم.

فاتخذت هذه الجهات قرارات احادية بخصوص مسائل جوهرية كوضع مدينة القدس الشريف والجولان المحتل.

كما امعنت إسرائيل في الاعتداءات المتكررة على الشعب الفلسطيني وكثفت الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة غير انه مهما ساءت الأوضاع في المنطقة فإن القضية الفلسطينية ستبقى قضية العرب الأولى وسيظل حلها الوحيد الممكن هو الحل الذي يضمن للشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة وفي طليعتها قيام دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف استنادا الي القرارات الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية كما سيبقى تحقيق سلام دائم وشامل في المنطقة مرهونا علاوة على الحل العادل للقضية الفلسطينية بعودة الجولان الى السيادة السورية وخروج المحتل الاسرائيلي من مزارع شبعا.وسيساهم إحلال السلام في الشرق الأوسط في استتباب الأمن والسلم في العالم عموما.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو، ايها السادة والسيدات،

اننا نعيش عصرا معقدا تطبعه العولمة وتتشعب فيه التجاذبات ويتارجح فيه النظام الدولي بين الاحادية والتعددية القطبية وتتنافس فيه التكتلات دفاعا عن مصالحها وتعزيزا لمكاسبها.

وهذا ما يوجب علينا الرفع من مستوى فعالية عملنا العربي المشترك من خلال بلورة رؤية استراتيجية موحدة لرفع التحديات الأمنية والاقتصادية والسياسية التي نواجهها جميعا والتي تزيذ من تعقيداتها التدخلات الأجنبية.

وفي هذا السياق يجب أن تكون أولى اولوياتنا استعادة الأمن والسلام في ربوع وطننا العزيز والقضاء على العنف والتطرف والغلو ونشر قيم التسامح والإخاء وإشاعة ثقافة الحوار.

ولذا ينبغي علينا دعم الجهود الدولية والإقليمية الهادفة الى حل سلمي للنزاعات في سوريا وليبيا واليمن والصومال لتستعيد هذه البلدان الشقيقة امنها واستقرارها، فمن واجبنا ان ننهص بدور ريادي وفعال في البحث عن حل سريع لهذه النزاعات يضمن سيادة هذه الدول ويحفظ وحدة اراضيها.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو، ايها السادة والسيدات،

ان تحصين أمتنا في وجه إمكان نشوب أزمات جديدة يتطلب منا مضاعفة الجهود في مجال الحكامة الرشيدة وترسيخ الحريات الفردية والجماعية واشراك المواطنين في إدارة الشأن العام والتمكين للمرأة وتحرير طاقات الشباب وتوفير الرعاية للفئات الأكثر هشاشة، فبهذا تقوى اللحمة الاجتماعية والوحدة الوطنية وتتعزز الثقة بين القادة والشعوب.

فبقدر ما تترسخ الحريات وتسود الحكامة الرشيدة ويرتفع مستوى إشراك المواطن العربي في إدارة الشأن العام بقدر ما ينسد الباب امام التطرف والإرهاب وتتعزز شروط استتباب الأمن والاستقرار وتتسارع وتيرة النمو والازدهار.وفي الختام يطيب لي أن أؤكد على رص الصفوف للنهوض بوطننا العربي ليتبوأ المكانة اللائقة به على كافة المستويات.راجيا لأعمال دورتنا الحالية كل النجاح والتوفيق.

اشكركم والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته”.