10 قواعد رئيسية تساعدك في تبسيط العلوم

0
482

في الآونة الأخيرة، بدأت المبادرات العلمية العربية في الانتشار بشكلٍ ملحوظ، وبالأخص عن طريق صفحات ومواقع التواصل الاجتماعي، مثل مبادرات الباحثين المختلفة، وبرامج «اليوتيوب»، وفرق تنظيم المؤتمرات والمهرجانات العلمية. وتُعد كافة تلك الأنشطة ضمن ممارسات عملية توصيل العلوم التي تُعرف بأنها كافة الطرق والأساليب التي يتم استخدامها؛ بهدف شرح وتبسيط العلوم لجمهورٍ عام غير متخصص. وبالرغم من تدريس علوم «توصيل العلوم» في العديد من الدول، إلا أنه لا يوجد حتى الآن جامعة عربية تقوم بتقديم درجة أكاديمية في هذا التخصص؛ مما يعني ضعف وفقر المصادر والمواد التعليمية التي يمكن استغلالها؛ بهدف الوصول إلى أفضل شكل ممكن لعمليات توصيل العلوم.

لذا في هذا التقرير نستعرض عشرة من أهم قواعد توصيل العلوم، والتي يجب أن يعلمها كافة العاملين في هذا المجال.

1 – حدد جمهورك

الخطوة الأولى والأساسية في تحديد نجاح أي محتوى تبدأ من تحديد ومعرفة الشريحة المستهدفة. من هو الجمهور الذي تخاطبه؟ هل هم الأطفال؟ أم الشباب؟ هل هو جمهور متخصص، أو عام؟ ما هو مستواهم التعليمي؟ وما هي عادات وثقافات مجتمعاتهم؟ كل تلك الأسئلة تساعدك في تحديد ومعرفة جمهورك؛ مما يؤدي إلى تخصيص المحتوى بشكلٍ يتناسب معهم.

2 – قنوات التواصل

تختلف الوسائل التي يمكن من خلالها تبسيط العلوم؛ إذ يمكن استخدام الكتابة، «الفيديو»، العروض التقديمية، المحاضرات العامة، التجارب والعروض الحية، «الراديو» و«البودكاست»، ومواقع التواصل الاجتماعي. أي وسيلة هي الأنسب؛ حتى تصل إلى جمهورك بشكلٍ أسرع، وأكثر تأثيرًا؟ وما القناة التي ستقوم باستخدامها لتحقيق أقصى استفادة ممكنة من تلك الوسيلة؟ بعد تحديد القناة التي ستقوم باستخدامها من أجل توصيل محتواك، قم بدراستها أولًا ومعرفة كافة القواعد والنصائح التي يمكنك اتباعها من أجل الوصول إلى استخدامٍ أمثل لتلك القنوات.

3 – ابدأ بضجَّة!

قبل الدخول في تفاصيل شرح الموضوع بشكلٍ مباشر، قم أولًا بإحداث ضجة؛ حتى تستطيع جذب الأنظار إليك وجذب اهتمام الجمهور. حقيقة غريبة، معلومة ملهمة، سؤال عاصف أو أي أمر يمكنك من خلاله إحداث ضجة مثيرة بين الجمهور.

4 – استخدم القصص

القصص دائمًا هي أفضل وأيسر الطرق التي يمكن استخدامها من أجل خلق وإثارة اهتمام الجمهور للاستماع والمتابعة. لذا حاول قدر الإمكان استخدام نماذج القصص في موضوعك أثناء الشرح، لاسيما إذا كانت تلك القصص من الحياة الواقعية التي تمس الأشخاص العاديين في حياتهم اليومية.

5 – كن بسيطًا ومختصرًا

الهدف من توصيل وتبسيط العلوم هي شرح العلوم بطريقة سهلة ومبسطة للجمهور العام، دون الخوض أو التعمق في تفاصيل «أكاديمية» لن تشكل فائدة بالنسبة إليهم. لذا حاول قدر الإمكان شرح الموضوع في أقل وقتٍ ممكن، وبأبسط لغة، ومصطلحات يمكن استخدامها. كذلك احرص جيدًا على البعد عن أي مصطلحات علمية أو أكاديمية معقدة، وحاول ـ بدلًا منها ـ استخدام المصطلحات الدارجة والبسيطة.

6 – الأدوات المساعدة

دائمًا ما يتوقف نجاح العروض والمحتوى العلمي على مدى استخدام الأدوات المساعدة به، والتي تساعد في توصيل الفكرة بشكل أسرع وأيسر للجمهور. تختلف الأدوات حسب المحتوى، وحسب آلية العرض: فمن الممكن أن تكون تلك الأدوات مجموعة من الصور والفيديو، أو تجارب حيّة، أو أدوات قديمة أعيد تدويرها؛ بهدف تبسيط العلوم. المثال الأشهر في هذا الأمر هي مبادرة «ألعاب من القمامة»، والتي قدمها الهندي «أرفيند جوبتا» وتحولت الى مبادرة عالمية؛ إذ قام أرفيند جوبتا باستخدام بعض الأدوات التي نراها في حياتنا اليومية؛ بهدف شرح بعض المواد التعليمية للأطفال. يمكنك الاستعانة بمحاضرة تيد التي ألقاها بهدف إلقاء الضوء على مبادرته، وكيفية تحويل الأدوات التي لم نعد نحتاجها إلى ألعاب تعليمية تفاعلية.

7 – الدقة والحيادية المطلقة

العلم هو المنهج الذي لا يسمح سوى بالدليل كحكمٍ صارم على صحة المحتوى، فلا وجود للآراء الشخصية أو الأيديولوجية. لذا أثناء قيامك بتقديم المحتوى حاول الالتزام بالحيادية قدر الإمكان، وعرض كافة الآراء والأدلة المختلفة، دون أن تقوم بعرض وجهة نظرك الشخصية، التي لا تحمل أي دليلٍ يدعم الصحة والدقة العلمية للمحتوى.

8 – كن مرحًا

لا أحد يفضل المحاضِر أو المعلم الكئيب الذي لا يفعل سوى قراءة بعض المحتوى بشكلٍ ممل باعث على النوم. كن مرحًا مع الجمهور، وحاول استخدام الفكاهة والترفيه بشكلٍ متناسب؛ حتى تستطيع كسر حاجز الملل في نفوس جمهورك، بدلًا من تقديم المحتوى في شكلٍ جامد، دون وجود أي تفاعل أو تواصل مع الجمهور.

9 – التدريب ثم التدريب ثم التدريب

مهما بلغت قوة ذاكرتك، ومهما كانت قوة أدائك، ستظل بالتأكيد بحاجة دائمة إلى التدريب؛ من أجل تطوير مهاراتك والوصول الى حدٍ أفضل من سابقه. لذا فأحد القواعد الذهبية التي يتبعها كافة موصلي ومبسطي العلوم هي التدريب دائمًا. قم بالتدريب على الإلقاء مرة واثنتين وثلاثة، حتى تتأكد تمامًا من إتقانك هذا المحتوى.

10 – استمتع

كن حماسيًا وأشعل إثارة جمهورك، وبالتأكيد لن يحدث هذا الأمر، إلا إذا شاهد الجمهور حماستك واستمتاعك أثناء تقديم المحتوى الخاص بك. تذكر دائمًا أن مهمتك هي تعليم الجمهور بشكل ممتع وترفيهي، لذا قم باستغلال تلك الأهداف في تقديم عرض يتذكره الجميع طوال حياتهم.

المصدر