تم تكريس قبضة الرئيس محمد ولد الغزواني على موريتانيا خلال مؤتمر للاتحاد من أجل الجمهورية يومي السبت والأحد في نواكشوط في غياب مؤسس الحزب الرئيس السابق للدولة محمد ولد عبد العزيز.
أكّد مؤتمر حزب الأغلبية “الاتحاد من أجل الجمهورية” فشل محاولة الرئيس السابق للجمهورية محمد ولد عبد العزيز العودة إلى الحياة السياسية الموريتانية بعد خمسة أشهر من تنازله عن الكرسي لصديقه رئيس الأركان السابق محمد ولد الغزواني.
صوت المندوبون الذين يبلغ عددهم 2250 تقريبا برفع الأيدي لانتخاب مجلس وطني جديد في غياب أي مرشح من جانب عزيز. الرئيس الجديد للحزب هو سيدي محمد ولد الطالب اعمر مدير شركة المياه والوزير السابق للمياه وسفير لدى روسيا والولايات المتحدة. السالكة منت يمر ومحمد يحيى ولد حرمه وجيندا بال هم نواب الرئيس الأول والثاني والثالث على التوالي.
استبعاد عزيز
بعد عودته إلى موريتانيا في منتصف نوفمبر بعد أكثر من ثلاثة أشهر من الإقامة إلى الخارج، بدا أن الرئيس السابق كان يهدف إلى تولي رئاسة الحزب من أجل التأثير على سياسات خليفته. لم يستطع فرض تاريخ المؤتمر الذي أراده في فبراير 2020 كما لم يستطع فرض رجاله كما كان يفعل خلال عشر سنوات. في مؤتمر صحفي عُقد في منتصف ديسمبر أعرب خلاله عن غضبه، معتبرا أنه من “غير الدستوري” أن يصبح خليفته “مرجعًا” للحزب لكن لم يستطع فعل أي شيء لمعارضته بعد أن فقد كل شيء.
في غضون أسابيع قليلة فقد محمد ولد عبد العزيز كل الأدوات التي كانت ستسمح له بالبقاء من الناحية السياسية. في نهاية شهر نوفمبر تمت إقالة رأس كتيبة الأمن الرئاسي -والتي مكّنت ولد عبد العزيز من تنفيذ انقلابين في 2005 و 2008 – وإدخال تعديلات عميقة عليها من قبل الرئيس غزواني. بالإضافة إلى ذلك لا يمكن لعزيز الاعتماد على أي دعم داخل الجيش الذي يسيطر عليه الفريق حننا ولد سيدي وزير الدفاع.
التناوب الحقيقي على السلطة
إن فقدان عزيز للسيطرة على الحزب يجسد حقيقة أنه لا يمكن أن يكون هناك زعيمان في هذا الجزء من العالم وأن الرئيس السابق لم يعد لديه ما يخيف. كما كان هناك جزء مهم من الرأي العام يتحدث عن فضائح الفساد ويطالب مستخدمو الإنترنت بمحاكمته فيما تطالب أحزاب المعارضة الراديكالية بالتحقيق في تسيير السنوات العشر التي قضاها في السلطة.
على عكس التوترات التي لا حصر لها في عهد عزيز فإن اتصالات الرئيس غزواني الكثيرة مع جميع الأحزاب قد خففت الاحتقان السياسي. الغالبية العظمى من الموريتانيين يريدون بالتأكيد قلب الصفحة. يقول حسن لبات، عضو فريق حملة الرئيس الغزواني، “لقد خسرنا شهورا ثمينة في هذه القضايا”، مضيفا: “يتمتع رئيس الدولة الآن بالصلاحيات الكاملة لتنفيذ برنامجه في بلد يحتاجها بشدة.”
ترجمة موقع الصحراء