في بعض الأحيان وأنت جالس مسترخٍ في غرفتك المعيشية فينتابك الشعور بالتعب والأرق والإرهاق، فتقوم بدخول الحمام؛ لكي تأخذ شاور لكي تستمتع بالماء الدافئ، قبل الولوج إلى عالم أحلامك أو إلى عالم الإنترنت، وأثناء ذلك تشعر بأشياء غريبة تحدث لك، مثلاً زيادة حرارة السخان داخل الحمام، وتزداد الحرارة مراراً وتكراراً حتى تشعر بأنك سوف تتأذى منها، وتهرول بالخروج مسرعاً إلى الخارج فتتفاجأ بإطفاء أنوار غرف المبنى،
وارتفاع صوت التلفاز، وتارة أخرى إصدار صوت الإنذار الداخلي لحماية المنزل، ومرة إغلاق الإضاءة، وبعد دقائق تعود الحالة لوضعها الطبيعي، فتشعر كأنك في فيلم رعب، يتحكم به الجن، فتكثر في التفكير من وراء هذا الجن؟ وأقول لك: إن لكل فعل رد فعل، وبطبيعة الحال لا بد من وراء هذا الفعل أو ترويض الجن، هو مشعوذ يقوم بترويض هذا الجن لصالحه، حتى يدخل في داخلك الرعب. نعم هو ذلك المشعوذ الماكر الذي يتحكم بعالمك الداخلي،
لستُ أعني ذلك المشعوذ الذي تعرفونه في كل الديانات، وإنما هو الهاكر أو هاكر الكمبيوتر والإنترنت الذي يقوم بالتحكم على كل شيء في عالم التقنية بما يحدث في تغير سريع في الأشياء التي تتصل بالإنترنت، ومن هنا سميت ” إنترنت الأشياء ” Internet OF Things “IOT” وفي القريب العاجل سوف تحدث هذه الأشياء بدلاً من الجن العادي، بقيادة المشعوذ الحقيقي بالجن الإلكتروني بقيادة الهاكر الذي يقوم بالتحكم من بعيد في كل شيء داخل منزلك الجميل، مثل الإضاءة، وحرارة السخان، ودرجة التكييف والتلفاز والراديو، وحالة الطقس داخل المنزل،
وحتى الثلاجة التي بها الأكل يمكنه أن يسمم الأكل ويقتلك، هل هذا مرعب؟ نعم مرعب، إذن كيف لنا الحذر من هذا الجن الإلكتروني حتماً ليس قراءة التحصين أو شيء من هذا القبيل، ولكن بحماية أنفسنا من هذه الهجمات على أشيائنا على الإنترنت ، والحذر التام حتى لا نكون عرضة لذلك المشعوذ “الهاكر”.
حيث وجدنا أنفسنا وكل شيء متصل بالإنترنت، فأصبحت حياتنا ذكية إلى أبعد الخيال مما أدى ببعض العباقرة لاختراق خصوصيتنا، ليس فقط بل خصوصيات أشيائنا؛ لذلك أحذركم من هذا المشعوذ، وعند النوم تقوم بإطفاء الإنترنت من هذه الأشياء حتى لا تصابوا بالهلع.