الأرض ثكلى!/ خالد الفاضل

0
111

هناك بعض الناس نحبهم بعمق دون أن نعاشرهم، ونجد لهم متسعا رحبا من القبول في أنفسنا رغم أننا لم نلتق بهم مطلقا؛ إنه يوم مضبب بالحزن بلا شك؛ الجميع دون استثناء اتفقوا على ورع الشيخ وابتعاده عن كل مواطن الشبهات( السلطة والمال المشبوه ولغو الحديث ).
الرحمة والغفران للعالم الزاهد والورع الحاج ولد فحفُ الذي توفي عن عمر يناهز 110 سنوات؛ قضاها تقريبا في نفس المنطقة( گلاگة تويمرات) وهي منطقة جبلية محفوفة بالطرق الوعرة ونائية عن ضجيج الحياة وزينتها الآيلة للأفول. لم يأته إلا من كان طلب العلم غايته ونور السكينة مقصده. أقبل عليه الناس من كل فج عميق في العالم( أمريكا وآسيا….)؛ تقاسموا معه شظف العيش والعلم الغزير؛ ولم يرافقهم ليتقاسم معهم مباهج الحياة التي تركوها في مدنهم الأنيقة..
جاءته الأمجاد في قريته دون أن يكد في طلبها..
التصقت الشهرة باسمه ولم يسعى إليها حثيثا..
جاءه أهل الجاه يتوددون دون أن يتقرب لهم بالثناء..
جاءته محبة الناس في قريته دون أن يبرحها..
جاءته الصحة دون أن يغير لها نظامه الغذائي..
حج على قدميه إلى مكة قبل استقلال موريتانيا. وعاش 110 من السنوات دون أن يزور أرقى مستشفيات هذا العالم المهووس بالخلود…
أخلص حياته لله وحده فأتته كل تلك الأشياء التي يشقى الناس في طلبها؛ المجد والصحة وطول العمر والشهرة ومحبة الناس والقبول في الأرض..
رحم الله فقيد العلم والزهد لمرابط الحاج وأسكنه فسيح جناته وإنا لله وإنا إليه راجعون.
هنا نواكشوط. الساعة 20:17 وأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم

من صفحة المدون: Khaled Elvadhel