الذكاء يمكن أن يزداد برفع الأثقال !

0
76

ساسة بوست: أظهرت دراسة علمية حديثة أن ممارسة رياضة رفع الأثقال بانتظام تجعلك شخصًا أكثر ذكاءً. الدراسة كانت متعلقة بأشخاص ظهرت عليهم الأعراض المبكرة للخرف، والنسيان المصاحب للشيخوخة المبكرة.

شارك في هذه الدراسة مجموعة من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين سن 55 و86 عامًا، يعانون من «ضعف إدراكي» معتدل القوة، وهو يمثل المقدمة التي تأتي قبل الإصابة بمرض ألزهايمر. وطلب الباحثون من هذه المجموعة رفع أوزان مختلفة للأثقال، والقيام ببعض التمارين الخاصة بالمخ.

العقل السليم في العضلات القوية

وفي حين أنه من غير الواضح ما إذا كان يمكن تتطبيق النتائج التي توصلت إليها هذه الدراسة على نطاق واسع، قال الباحثون إنهم تمكنوا من العثور على علاقة سببية بين زيادة القوة، وتحسين أداء أدمغة المشاركين.

وعلى هذا الأساس، أوصى الباحثون الناس بوجوب رفع المزيد من الأوزان حتى يتسنى للعالم أن يكون لديه »سكان كبار في السن أكثر صحة«، وتشير التقديرات الحالية إلى أنه سوف يوجد حوالي 135 مليون شخص مصابين بالخرف بحلول عام 2050. الدراسة، التي نشرت في مجلة الجمعية الأمريكية لطب الشيخوخة.

الدراسة، التي نشرت في مجلة الجمعية الأمريكية لطب الشيخوخة، تعد هي الدراسة الأحدث في مجموعة متزايدة من البحوث التي تربط بين صحة الجسم، وصحة الدماغ، وقد كان نفس فريق الباحثين هذا وراء نشر ورقة بحثية في عام 2014، كشفت عن تحسن الإدراك العام للمشاركين تحسنًا ملحوظًا بعد القيام بتدريبات رفع الأوزان، في حين أن التدريبات الإدراكية لم تتمكن من الوصول لهذه النتيجة.

وقال الباحث الدكتور يورغي مافروس، من جامعة سيدني الأسترالية »ما وجدناه في هذه الدراسة التالية هو أن التحسن في وظيفة الإدراك له علاقة بما تكتسبه عضلاتنا من قوة«، وأضاف أنه كلما أصبح الناس أكثر قوة، زادت الفائدة التي تكتسبها الدماغ.

ودخل المشاركون في هذه الدراسة في برنامج تدريبي لرفع الأوزان، حيث كانوا يرفعون أوزانًا تساوي80 % من قيمة الحد الأقصى للوزن الذي يمكن لكلٍّ منهم رفعه، وذلك بمعدل مرتين في الأسبوع لمدة ستة أشهر. هذا البرنامج التدريبي هو مماثل لأنظمة التدريب التي يستخدمها الرياضيون.

ولاحظ الباحثون أنه كلما أصبح المشاركون أكثر قوة، زادت كمية الأوزان التي يرفعها المشاركون حتى يحافظوا على مستوى 80%، وذلك لأنه كلما تقدم المشارك في البرنامج التدريبي، زاد الحد الأقصى لقيمة الوزن الذي يمكنه رفعه، وكشفت فحوصات الرنين المغناطيسي أن مناطق معينة من المخ زادت في الحجم بين جميع المشاركين.

شيخوخة صحية

وقال الدكتور مارفوس إن التأثيرات المفيدة كانت كافية كي ننصح الجميع بممارسة رياضة رفع الأوزان، وأضاف أنه »كلما استطعنا جعل الناس يجرون تدريبات المقاومة مثل تمارين رفع الأثقال، فعلى الأرجح أننا سنتمكن من منح كبار السن فترة شيخوخة أكثر صحة«.

ولكن مفتاح الوصول لهذه النتيجة الرائعة هو التأكد من أنك تقوم بذلك في كثير من الأحيان، على الأقل مرتين في الأسبوع، وبكثافة عالية، بحيث يمكنك الاستفادة من الفوائد إلى أقصى درجة.

وقال البروفيسور ماريا فياتارون سينغ، طبيب أمراض الشيخوخة في جامعة سيدني، وأحد الذين شاركوا في البحث، إن الخطوة التالية هي العمل على معرفة ما إذا كانت الزيادة في قوة العضلات ترتبط بصورة مباشرة بالزيادة في حجم الدماغ، وأضاف: »وبالإضافة إلى ذلك، نحن نريد العثور على الرسول أو الرابط أو المرسال الأساسي الذي يربط بين قوة العضلات، ونمو الدماغ، والأداء الإدراكي، وتحديد الطريقة المثلى لوصف هذه العملية لتحقيق أقصى قدر من هذه الآثار المفيدة«.

وقال الدكتور جيمس بيكيت، رئيس قسم الأبحاث في جمعية الزهايمر إن البحث الجديد هو بداية لكشف كيف أن النشاط البدني يمكن أن يكون له فوائد للدماغ مع تقدم السن، تقترح هذه الدراسة أن الأشخاص الذين يعانون من مشاكل طفيفة في الذاكرة والتفكير، والمعروفة باسم الضعف الإدراكي المعتدل، قد تستفيد من تدريبات رفع الأثقال لتحسين الصحة الدماغ.

وأوضح أنه ليس جميع من يعاني من الضعف الإدراكي المعتدل سيتطور به الأمر ليصل إلى مرحلة الخرف، وليس من الواضح حتى الآن ما إذا كانت تدريبات رفع الأثقال، يمكن أن تمنع الخرف، أو تساعد أولئك المصابون به بالفعل، لكنه أضاف: »ومع ذلك، فإننا نعرف أن أفضل وسيلة للحد من خطر الإصابة بالخرف، يتمثل في مزيج من ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وعدم التدخين، وتناول نظام غذائي صحي ومتوازن«.

ألزهايمر

مرض ألزهايمر، هو مرض مزمن يصيب الأعصاب المخية، متسببًا في تحلل تدريجي لخلايا الدماغ العصبية، ويتميز بأنه يبدأ تدريجيًّا ببطء، ثم يزداد سوءًا مع مرور الوقت، وألزهايمر هو مسؤول عمّا بين60 إلى70 % من إجمالي حالات الخرف، وضعف الذاكرة التي تصيب الإنسان.

هذا المرض -سُمّي- نسبةً إلى عالم النفس والطب الشرعي الألماني »ألويس ألزهايمر«، والذي كان أول من وصف هذا المرض عام1906 ، وكان هذا الطبيب قد شخص أول حالة مصابة به عام 1901، وكانت امرأة تبلغ من العمر50 عامًا، وتدعى »أوغستي ديتر«، وقام ألزهايمر بمتابعة حالتها حتى توفيت عام 1906، حين قام بنشر أول تقرير متكامل عن المرض ووصفه.

في عام 2015، بلغ عدد المصابين بألزهايمر حول العالم، حوالي48 مليون شخص. غالبًا ما يبدأ هذا المرض مع كبار السن فوق عمر65 عامًا، وهناك نسبة من4 إلى5 % من الحالات هي حالات تظهر بها الأعراض في عمر مبكر نسبيًّا، وقد تسبب هذا المرض، مع أمراض الخرف الشبيهة، في وفاة حوالي486 ألف شخص حول العالم عام2010 ، وألزهايمر هو واحد من أكثر الأمراض تكلفةً مادية.

الأعراض المبكرة الأكثر شيوعًا لهذا المرض، تتمثل في صعوبة تذكر الأحداث الأخيرة، وهو ما يعني فقدان الذاكرة قصيرة المدى، وبالتالي فقدان السنوات الأخيرة من حياتك بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ومع تقدم المرض يمكن أن تتضمن الأعراض مشاكل مع اللغة، وحدوث ارتباك للشخص، وتقلب في المزاج، وفقدان الدافع، وعدم القدرة على الرعاية الذاتية للفرد، والانسحاب التدريجي للشخص من أسرته، والمجتمع المحيط به، نحو الانعزال.

ومع زيادة تقدم المرض يبدأ الجسم تدريجيًّا في فقدان قدرته على أداء وظائفه الحيوية؛ مما يؤدي في نهاية المطاف إلى الوفاة، وهنا تجدر الإشارة إلى أن سرعة تدهور المرض من بدايته حتى الوفاة تتفاوت من شخص إلى آخر، لكنها في المعتاد تكون بين ثلاث إلى تسع سنوات، وهو ما يعني عدة سنوات من العذاب، ليس فقط للمريض، ولكن لكل من حوله، من أهل وأصدقاء.

حتى الآن، لا يعرف ما هو السبب الحقيقي لهذا المرض، وما تزال قدرتنا على فهمه ضعيفة، ويعتقد العلماء أن70 % من عوامل الخطورة (وهي العوامل التي تزيد من احتمالية إصابة الشخص بالمرض، والتعرض لها معناه فرصة أكبر في الإصابة به)، تتمثل في عوامل جينية، تتداخل فيها عدة جينات، وليس جينًا وحيدًا، وتشمل العوامل المسببة الأخرى وجود تاريخ من إصابات الرأس، والاكتئاب، وارتفاع ضغط الدم.

المصدر