بهذه الكلمات رحّب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعام 2018، ذلك العام الذي لم يكد يمرّ أسبوعان منه، حتى أمطرنا ترامب من خلال حسابه على «تويتر» بسيل من التصريحات المثيرة للجدل والغرابة، بينها ما يتضمن إساءة وعنصرية لعشرات الدول و«معايرة» بدعمه المادي، والإشادة بـ«عبقريته» وسلامة قواه العقلية، كما اتّسم بعضها بالصبيانية – حسبما يراه البعض – من خلال تصريحه بأن «زِره النووي أكبر من زِر نظيره الكوري الشمالي»!
عامٌ جديد سعيد.. هيَّا بنا نُفسد العلاقات مع باكستان
لم تكد تمر خمس ساعات فقط على بدء العام الجديد، حتى قرر ترامب على توتير علاقات بلاده الدبلوماسية بدولة كانت تمتلك معها علاقات قوية امتدت لسنوات، بوصفه باكستان بالدولة «الكاذبة والمخادعة، التي توفر ملاذًا آمنًا للإرهابيين»؛ إذ كتب ترامب على تويتر: «لقد منحت أمريكا بحماقة مساعدات لأفغانستان خلال 15 سنة مضت تعدّت 33 مليار دولار، ولم تعطنا باكستان شيئًا غير الأكاذيب والخداع، ظنًا منهم بأن قادتنا أغبياء. هم أعطوا ملاذًا آمنًا للإرهابيين الذين نطاردهم في أفغانستان، أما مساعدتهم فكانت قليلة. هذا لن يستمر»!
وهي تدوينة دفعت باكستان لاستدعاء السفير الأمريكي لديها، وسط تحليلات بأن تدوينة ترامب ضد باكستان دفعت الأخيرة إلى أحضان روسيا والصين.
ترامب: يُسقط حكم المرشد
مع تكرر التحذيرات الداخلية الأمريكية، بأن دعم ترامب للتظاهرات الإيرانية يضر التظاهرات أكثر مما ينفعها، ويستغلها النظام الإيراني، في تشويه صورة المتظاهرين وإظهارهم أنهم يتلقون الدعم الخارجي من أمريكا، يصر الرجل – بلا هوادة – على إظهار الدعم لتظاهرات إيران التي بدأت في الأيام الأخيرة في عام 2017. فبعد نصف ساعة فقط من تغريدته عن باكستان التي أفسدت علاقته مع إسلام أباد، كتب ترامب: «مع الاتفاق (النووي) المريع الذي أبرمته إدارة أوباما مع إيران، إيران تفشل على كافة المستويات، لقد قُمع الشعب الإيراني العظيم لسنوات عديدة، هم متعطشون للغذاء والحرية، وبالإضافة إلى انتهاك حقوق الإنسان ، تُنهب ثروة إيران، حان وقت التغيير».
ترامب للفلسطينيين: سأقطع المساعدات عنكم!
لم يكتفِ ترامب بإفساد علاقته مع باكستان بعد «معايرتهم» بالأموال التي تدفعها الولايات المتحدة للحكومة الباكستانية على شكل معونات؛ ففي اليوم التالي مباشرة، وبعد أسابيع قليلة من اتخاذه قرار اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل مخالفًا عرفًا أمريكيًا امتد لسنوات طويلة، وهو قرار نال رفضًا عالميًا وإقليميًا، وأكد عدم حيادية أمريكاوسيطًا بين إسرائيل وفلسطين لحل الصراع بينهما.
كتب ترامب تغريدة أبدى فيها اندهاشه من رفض الفلسطينيين التفاوض بعد قراره بشأن القدس، ملوحًا بقطع الدعم الأمريكي عن برنامج دعم اللاجئين الفلسطينين «الأونروا» الذي يقع تحت غطاء أممي متمثل في مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إذ قال: «ليست باكستان وحدها التي ندفع لها مليارات الدولارات بلا جدوى، فهناك العديد من الدول الأخرى، فمثلًا، نعطي للفلسطينيين مئات ملايين الدولارات سنويًا، ولا ننال أي تقدير أو احترام، هم لا يريدون حتى التفاوض بشأن اتفاقية سلام طال انتظارها مع إسرائيل».
ليضيف مُتبجحًا: «لقد أخذنا القدس، الجانب الأصعب في المفاوضات، ولكن عندما يرفض الفلسطينيون استمرار المشاركة في محادثات السلام، لماذا نستمر بدفع مبالغ ضخمة لهم مستقبلًا؟»
لم تخلُ تصريحات ترامب في عامه الجديد من بعض «الصبيانية» في نظر البعض، ففي نفس يوم تغريداته بشان فلسطين، تباهى ترامب بأن زره النووي أكبر من الزر النووي الذي يمتلكه نظيره الكوري الشمالي، كيم يونج في مكتبه؛ إذ كتب ترامب في 2 يناير (كانون الثاني) 2018، «كتب توًا رئيس كوريا الشمالية إن الزر النووي موجود على مكتبه دومًا، هلّا يبلغه أحد من نظامه المتهالك والمتضور جوعًا، بأنني أيضًا لدي زِر نووي، ولكنه أكبر وأقوى بكثير من زره، وزِري يعمل بكفاءة». هل يستطيع العالم تخيّل ماذا سيحدث، إذا ما عاند أي منهما، وحاول إثبات كلامه بتجريب زِره النووي؟!
ترامب: بانون بكى لي عندما طردته من وظيفته!
واستمرارًا لتصريحات ترامب التي لم تخلُ من بعض الصبيانية، قال ترامب: «إن ستيف بانون، مستشاره السابق في البيت الأبيض قد بكى له عندما طرده من وظيفته، قبل أن يتخلى عن خدماته». وجاءت كلمات ترامب تلك في إطار انتقاده اللاذع لكتاب «النار والغضب» ومؤلفه مايكل وولف الذي استعان ببانون في شهادته على كواليس بعض ما يجري في البيت الأبيض، والذي لقي انتشارًا واسعًا محليًا وعالميًا بعد أيام قليلة من طرحه في الأسواق.
وكتب ترامب: «مايكل وولف رجل فاشل، اخترع قصصًا لبيع كتابه الممل والكاذب، ولقد استعان بالقذر ستيف بانون، الذي بكي عندما طردته، وتوّسل للبقاء في وظيفته، لقد أصبح ستيف القذر الآن مثل الكلب المنبوذ من الجميع تقريبًا. سيئ جدًا»
اقرأ أيضًا: «النار والغضب»: تلخيص شامل للكتاب الذي قد يطيح بترامب
«أنا لست مجرد ذكي.. بل عبقري جدًا»
كل المحيطين بترامب يتساءلون عن قدرته على الحكم؛ يقولون عنه إنه كالطفل، وإنه لا بد من إرضائه سريعًا، وإن كل الأمور يجب أن تجري حوله.