خبراء: قطر ستكون رائدة التكنولوجيا المالية بالمنطقة

0
125

قال خبراء محليون ودوليون تحدثوا في مؤتمر “يوروموني قطر“، الذي اختتمت فعالياته اليوم، إن قطر قد تحظى بفرصة كبيرة لتكون رائدة للتكنولوجيا المالية في المنطقة، بفضل السياسات التعليمية المتطورة التي خرّجت أجيالا من العباقرة في الابتكار الرقمي.

وأكدوا أن التقنيات الناشئة، مثل ظهور تقنية “بلوك تشين”، وزيادة الاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي؛ سيكون لها أثر تحولي على الاقتصادات في جميع أنحاء العالم.

جاء ذلك خلال الجلسة الحوارية التي ناقشت الطرق المثلى لاستثمار رأس المال والأسهم الخاصة، وركزت الجلسة على دور التقنيات المالية الجديدة والمخاطر المترتبة على استخدامها والفرص التي يمكن أن توفرها لاقتصاد قطر.

وقال رئيس معهد “سي إف إي” للمحللين الماليين المعتمدين في الدوحة بوجدان بيلاوس إن التغيرات التي تشهدها العديد من القطاعات المالية في قطر تسير بوتيرة متسارعة، نظراً لاعتماد التكنولوجيا المالية.

سلامة السوق
وفي حديث متصل بالتكنولوجيا المالية، أضاف بيلاوس أن معهد “سي إف إي” في الدوحة يشجع ويدعم استخدام حلول التقنيات المالية والابتكارات، لكن لا يجب اعتماد هذه الحلول والتقنيات على حساب سلامة السوق وحماية المستثمرين، مطمئنا بأن قطر قلعة حصينة للاستثمارات.

وأوضح بيلاوس أن قطر ستكون رائدة التكنولوجيا المالية في المنطقة، نظرا للتطور المتسارع في قطاع التعليم، وانفتاح قطر العلمي على الجامعات العالمية والمؤسسات التقنية التي توجد فروع لها في قطر.

بيلاوس: تغيرات متسارعة بالقطاعات المالية في قطر اعتمادا على التكنولوجيا (الجزيرة)

ويرى مدير إدارة المنتجات وتطوير السوق في بورصة قطر محسن مجتبى أن قطر تنظر إلى ما هو أبعد من كأس العالم2022، حيث سيقل التركيز على البنية التحتية، ويحل مكانها السعي بوتيرة متسارعة للوصول نحو هدف قطر المتمثل في أن تصبح اقتصادا معرفيا، وأن تتحول لاعتماد أسلوب حياة وصناعات قائمة على التكنولوجيا.

وأكد أنه في الوقت الذي أحدثت فيه الهواتف الذكية والتطبيقات الرقمية تحولات كبيرة في مجموعة من القطاعات خلال العقد الماضي -بما في ذلك قطاعات التمويل والتجزئة والضيافة- فمن المرجح أن تلعب التطبيقات الرقمية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي دورا أكثر أهمية في المستقبل.

نمو مضطرد
وفي مداخلته باليوم الختامي، استعرض محافظ مصرف قطر المركزي الشيخ عبد الله بن سعود آل ثاني سلسلة من الأرقام التي تثبت أن ما يمتلكه المصرف من احتياطيات دولية وسيولة بالعملات الأجنبية يمثل أكثر من ضعفي القاعدة النقدية، التي تتكون من النقد المصدر مضافا إليه جميع ودائع البنوك المحلية لدى المصرف، بما فيها أرصدة الاحتياطي الإلزامي.

وقال إن إجمالي موجودات البنوك التجارية العاملة بدولة قطر خلال الشهور التسعة الأولى من عام 2017، حقق نموا قدره 12.8% مقارنة بالعام المنصرم.

وعلى صعيد تجميع المدخرات؛ زادت ودائع العملاء لدى البنوك التجارية خلال الفترة نفسها أكثر من 17.5%.

وزادت التسهيلات الائتمانية المقدمة من البنوك التجارية لعملائها خلال الفترة نفسها بنحو 13% مقارنة بمثيلتها الخاصة بعام 2016.

وأكد محافظ مصرف قطر المركزي أن نسبة كفاية رأس المال لدى البنوك العاملة بدولة قطر في نهاية سبتمبر/أيلول 2017 وصلت إلى أكثر من 15.4% مقارنةً بنحو 14.8% في الشهر ذاته من العام الماضي.

محافظ مصرف قطر المركزي أكد أن الاعتماد على الذات من أهم دروس الحصار (الجزيرة)

وبلغت نسبة القروض غير المنتظمة إلى إجمالي القروض والتسهيلات الائتمانية نحو 1.5%، مما يعكس مدى جودة الموجودات لدى البنوك التجارية العاملة بالدولة في نهاية سبتمبر/أيلول المنصرم.

كما بلغ صافي الربح خلال الفترة نفسها من عام 2017 إلى متوسط حقوق المساهمين نحو 14.5%، في حين بلغ صافي الربح إلى إجمالي الموجودات نحو 1.6%.

وقال الشيخ عبد الله بن سعود آل ثاني “لعل أهم الدروس المستفادة من الحصار الجائر المفروض على الدولة هو الاعتماد على الذات من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي في عدد من السلع والمنتجات وتوطين الخدمات”.

تجدر الإشارة إلى أن استطلاعا للرأي أجري في اليوم الختامي، أكد من خلاله 61% من الحاضرين أن التكنولوجيا المالية ستتسبب في إحداث تحولات كبيرة في الخدمات المالية التقليدية خلال الأعوام الخمسة المقبلة.

وخلص إلى أن إدارة هذه التحولات واستثمارها في نهاية المطاف للنهوض بالقطاع المالي في قطر سيتطلبان تقييماً دقيقا للمخاطر، وفقا لما ذكره الضيوف المشاركون في الجلسة.

المصدر