من الاغتصاب الذي استُخدِم سلاحًا في الحرب بجمهورية إفريقيا الوسطى، إلى العنف الجسدي من قبل الشرطة الإسبانية في كتالونيا، مرورًا بعمليات القتل الواسعة؛ المقصودة أو غير المقصودة، من قبل الشرطة الفلبينية تحت مسمى «الحرب على المخدرات»، وعنف النظام السوري بقيادة بشَّار الأسد والقوات الجوية الروسية، والانتهاكات الواسعة التي شنها مسلحو ما يُعرف باسم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، والانتهاكات ضد مسلمي الروهينجا وغيرهم. مقاطع عدة وضعتها منظمة «هيومن رايتس ووتش» الدولية لتُصنِّف وضع حقوق الإنسان خلال عام 2017.
وقد رصدت المنظمة سلسلة انتهاكات حقوق الإنسان لهذا العام، والتي تجمع بين طيَّاتها مقاطع مُصوَّرة لأبرز 10 انتهاكات في مناطق مختلفة حول العالم؛ من الولايات المتحدة إلى آسيا، مرورًا بإفريقيا والشرق الأوسط، وأمريكا اللاتينية، ووصولًا إلى أوروبا. الأمر الذي يُظهِر أن انتهاكات حقوق الإنسان في هذا العام طالت العالم أجمع، بمختلف مناطقه الجغرافية، ولم تكن مقصورة فقط على منطقة أو اثنتين.
1- أكثر من 300 حالة.. العنف الجنسي في جمهورية إفريقيا الوسطى
يعد الاغتصاب والاسترقاق الجنسي بواسطة الجماعات المسلحة، «سلاحًا» من أسلحة الحرب الأهلية في جمهورية إفريقيا الوسطى؛ بين حكومة الجمهورية، وجماعة السيليكا المتمردة في شمال البلاد، وذلك منذ حوالي خمس سنوات في إفريقيا الوسطى. ووثَّقت «هيومن رايتس ووتش» أكثر من 300 حالة من حالات الاغتصاب والاسترقاق الجنسي المرتكبة على يد الجماعات المسلحة هناك، وذلك خلال الفترة الممتدة بين أوائل عام 2013، ومنتصف عام 2017.
وأشارت المنظمة إلى أن الجماعات المسلحة والحكومة يستخدمون الاغتصاب سلاحًا وحشيًّا لمعاقبة النساء والفتيات وترويعهن، لافتةً إلى أن الناجيات من تلك الحوادث يعانين يوميًا من الآثار النفسية والجسدية والاجتماعية المدمرة للاغتصاب، خاصةً وأنهن على دراية بأن المعتدين لا يزالون أحرارًا، وربما يشغلون مناصب في الدولة، دون أن يدفعوا ثمن أفعالهم المشينة.
ودعت المنظمة حكومة إفريقيا الوسطى إلى إنصاف المرأة في البلاد، بمعاقبة مرتكبي جرائم الاغتصاب والعنف الجنسي، وتقديم الدعم اللازم للناجيات، اللاتي يعانين من أضرار نفسية وجسدية بما في ذلكفيروس نقص المناعة البشرية.
2- مقابر «داعش الجماعية».. بصمات تحت الأرض على مرورهم
أكدت منظمة «هيومن رايتس ووتش» أن مسلحي «داعش» أعدموا آلاف المحتجزين ودفنوا جثثهم في مقبرة جماعية تُعد الأكبر من نوعها، بموقع قريب من مدينة الموصل شمال العراق.
وجاء في التقرير أن القتلى، منهم أفراد من قوات الأمن العراقية ومدنيون، وُضِعوا في حفرة طبيعية، قطرها يصل إلى 35 مترًا، في موقع يعرف باسم الخسفة، على بعد ثمانية كيلومترات جنوب غرب الموصل.
وهذا الموقع يُعد واحدًا من عشرات المقابر الجماعية، التي عُثر عليها بين العراق وسوريا، ولكنه أكبر ما تم اكتشافه حتى الآن، إذ يشهد على عمليات الإعدام التي قامت بها «داعش» في الفترة بين يونيو (حزيران) 2014، وحتى مايو (أيار) 2015.